* يسأل الشيخ رمضان الملواني من الإسكندرية: اعتاد الناس في قريتنا علي إدخال الموتي إلي القبر من رأس القبر. وفي القرية المجاورة لنا يدخلون الميت من ناحية الرجل. فما أصحهما هنا؟ وما الكيفية الصحيحة في إدخال الميت إلي القبر؟ ** يجيب الدكتور عثمان عبدالرحمن مستشار العلوم الشرعية بالأزهر: كيفية إدخال الميت القبر مسألة خلافية اختلف الفقهاء في شأنها علي أربعة أقوال: القول الأول: يري أصحابه أن أول ما ينزل من الميت في القبر رأسه. وهو أصح القولين عند الشافعية. ورواية عند الحنابلة. لما رواه أبوداود عن أبي إسحاق. ان عبدالله بن يزيد - رضي الله عنه - "أدخل الميت من قبل رجلي القبر. وقال: هذا من السنة". ووجه الدلالة من الحديث أن قول الصحابي - رضي الله عنه: "هذا من السنة" فكأنه يقول: إن النبي - صلي الله عليه وسلم - فعل هذا. وقد بين الحديث ان الميت ينزل في القبر برأسه من مؤخرة القبر. وهو المقصود بقوله: "من قبل رجلي القبر" ثم يذهب برأسه إلي موضع الرأس. وتبقي رجلاه في موضع الرجلين. لكن أول ما ينزل من الميت في القبر رأسه. القول الثاني: يري أصحابه أن أول ما ينزل من الميت في القبر رجلاه. وهو أحد القولين للإمام الشافعي لأن النبي - صلي الله عليه وسلم - "أدخل القبر من جهة رأسه" رواه البيهقي. وجه الدلالة من الحديث: أنه قد بين أن الميت ينزل في القبر برجليه من قبل رأس القبر لا مؤخرته. فإذا كان الميت سوف يدخل من قبل رأس القبر. فأول ما سوف ينزل إلي القبر رجلاه. وهذا القول علي عكس القول الأول. وقد نوقش هذا الحديث بأنه ضعيف. القول الثالث: يري أصحابه أن الميت يدخل من قبل القبلة معترضاً. يعني: يؤتي بجنازته من جهة القبلة. لا من مؤخرة القبر. ولا من قبل رأسه بحيث يكون الميت بين القبر وبين القبلة. ثم يوضع في القبر معترضاً. وليس يسل سلاً كما في القول الأول والثاني. وهو مذهب أبي حنيفة - رحمه الله - ودليلهم ما روي عن ابن عباس رضي الله عنهما: أن النبي - صلي الله عليه وسلم - "أدخل قبره من جهة القبلة معترضاً" وقد نوقش هذا الحديث أيضاً بأنه ضعيف. القول الرابع: يري أصحابه أن الأمر فيه سعة. فإذا أدخل الميت من أي جهة جاز. إن شاءوا أدخلوه من جهة الرجلين. وإن شاءوا أدخلوه من جهة الرأس. وإن شاءوا أدخلوه من جهة القبلة. وإن شاءوا من أي جهة أخري جاز ذلك. وهو مذهب المالكية. والمنصوص عند الحنابلة. ومذهب ابن حزم. والذي أراه من هذه الأقوال هو ما اعتاده أهل البلد أو القرية طالما ان ما هم عليه لم يخرج عن واحد من الآراء السابقة. فالأمر فيه سعة. والمسألة ليس فيها نص صريح صحيح يجب الرجوع إليه. وإنما فيها فعل صحابي. وقال: "إنه من السنة". وهناك ما يعارضه. فأي شيء فعله من تلك الأقوال أجزأه. يقول ابن حزم - رحمه الله -: "ويدخل الميت القبر كيف أمكن. إما من القبلة. أو من دبر القبلة. أو من قبل رأسه أو من قبل رجليه. إذ لا نص في شيءمن ذلك". وهو ما اختاره الصنعاني في سبل السلام فقال بعد ان ذكر هذه الأقوال: "فيستفاد من المجموع أنه فعل مخير فيه". * يسأل عثمان السيد عبدالشافي من مصر الجديدة بمترو الأنفاق: ما سبب ذكر الرقم سبعة في القرآن الكريم والأحاديث النبوية الشريفة؟ ** يجيب الشيخ إسماعيل نورالدين من علماء الأزهر: تعرض ابن القيم في كتابه زاد المعاد في هدي خير العباد للرقم سبعة عند كلامه في حديث الصحيحين من تصبح بسبع ثمرات من تمر العالية لم يضره ذلك اليوم سم ولا سحر: فقال وأما خاصية السبعة فإنها وقعت قدراً وشرعاً فقد خلق الله عز وجل السماوات السبع والأراضين سبعاً والأيام سبعاً والإنسان كمل خلقه في سبعة أطوار وشرع الله الطواف سبعاً والسعي بين الصفا والمروة سبعاً ورمي الجمار سبعاً وتكبيرات العيد في الصلاة سبعاً في الركعة الأولي: وقال صلي الله عليه وسلم: "مروا أولادكم بالصلاة لسبع" وأمر الرسول صلي الله عليه وسلم وهو في مرض موته أن يفرغ عليه سبع قرب وسخر الله الريح علي قوم عاد سبع ليالي. ودعا النبي صلي الله عليه وسلم ان يعينه الله علي قومه بسبع مثل السنين السبع ليوسف عليه السلام. كما ان الله تبارك وتعالي ضرب مثلاً لمضاعفة صدقة المتصدق بحبة أنبتت سبع سنابل في كل سنبلة مائة حبة والسنابل التي رأها صاحب يوسف سبعاً والسنين التي زرعها سبعاً. فلاشك ان لهذا العدد خاصية وفيه سر من الأسرار الإلهية التي لا يعلمها إلا الله سبحانه وتعالي وكم في الكون أسرار لا يعلمها إلا الله سبحانه وتعالي.