كل عام وأنتم بخير.. في مثل هذا اليوم من الأسبوع القادم.. يهل علينا الشهر الفضيل.. الكريم.. شهر رمضان والقرآن والصيام والانتصارات والعزة والكرامة.. والذي نستقبله هذا العام والوطن يلهث في البحث عن تاريخ وقدوة رجال عظماء في العطاء. ومع اقتراب حلول رمضان بدأ صناع الدراما التليفزيونية - كعادتهم كل عام - الترويج لأعمالهم بإعلانات دعائية اكتشفنا من خلالها.. وللأسف.. بأنه لا توجد هذا العام الدراما الدينية التي تحتاج إليها الأسرة المصرية التي تقضي معظم أوقاتها أمام شاشة التليفزيون خاصة هذه الأيام حتي تتعرف علي الحقائق العلمية والدينية والتاريخية التي يجب أن يستوعبها الجميع ومنها سماحة الدين الإسلامي وبأنه دين وسطي وليس متطرفا ولا متشددا كما تزعم الجماعات الإرهابية والمتطرفة التي تشوه الإسلام والمسلمين.. دراما تحث علي ضرورة نبذ العنف والتسامح والقيم الإنسانية النبيلة وتعديل الصورة التي يحاول البعض تشويهها والتعدي عليها.. أيضا التعرف علي قصص الأبطال العظام الأشداء الذين خدموا مصرنا الغالية دون انتظار مقابل أو تكريم.. ولا شك أن تاريخ مصر ملئ بالأحداث والشخصيات التي يبحث عنها المشاهد في هذه المسلسلات لما تحمله من ثقافة وفنون وتاريخ ودروس وعبر تؤثر بالإيجاب علي المصريين. تصوروا أن كل ما يعرض من مشاهد دعائية للدراما الرمضانية لم يكن للتاريخ نصيب فيها وتدور جميعها حول الهلس والدعارة والخمور والمخدرات والغناء والرقص والجنس والسلاح والبلطجة.. وهي الأعمال التي ينتجها القطاع الخاص وترحب بها الفضائيات - إياها - والمعروف أن هذا القطاع لا ينتج الدراما الدينية والتاريخية لأن تكلفتها باهظة جدا.. ورأس المال.. كما هو معروف "جبان".. ولذلك يخشي أي منتج أن يجازف في إنتاجها.. وكل أصحاب شركات الإنتاج يعتبرون أن هذا دور جهات الإنتاج الحكومية لأنها أعمال ذات قيمة وتساهم في تربية الأجيال وهذا واجب علي الدولة. صحيح أن الإنتاج الخاص يتكلف أيضا الملايين والتي هي من أموال المصريين ليقدم لنا هذه الأعمال الهابطة لكنها تحقق الأرباح الضخمة وتحقق أيضا نسب مشاهدة عالية وزيادة الإعلانات بعكس الأعمال الدينية والتاريخية التي يصعب تنفيذها بسبب تكاليفها وصعوبة تسويقها.. وانسحاب الدولة عن إنتاج هذا النوع من الدراما يرجع للظروف الاقتصادية التي تمر بها البلاد.. لكن من الممكن التكاتف والتعاون لإنتاج ولو عمل واحد ليعرض في رمضان من أجل الحفاظ علي بقاء المسلسل الديني والتاريخي.. ويمكن تنفيذه بالمشاركة بين مؤسسات الدولة وقطاع الإنتاج الحكومي وماسبيرو لأن إضفاء هذه النوعية يساعد علي انتشار دراما الهلس والعري التي تؤدي إلي حدوث خلل في موسم رمضان الدرامي وتهدف - ربما بدون قصد - لإضعاف الدولة وطمس هويتها وهدم الدين ونشر الفوضي بمشاهد العنف والقتل والإيحاءات الجنسية.