لم يكن للدراما التاريخية نصيب فى مسلسلات رمضان، سوى مسلسل "أوراق التوت"، الذى بث على شاشة التليفزيون المصرى، وناقش قضية من أهم القضايا التى يعانى منها مجتمعنا هى التطرف الدينى، وحمل فى طياته العديد من القيم الإنسانية النبيلة التى يحتاجها المجتمع، وسماحة الدين الإسلامى، وانه دين وسطى وليس متطرفا ولا متشددا كما تزعم الجماعات المتطرفة التى تشوه الإسلام والمسلمين، كما حث خلال حلقاته على ضرورة نبذ العنف والتسامح. واستضافت صفحة الإذاعة والتليفزيون، عددا من أبطال مسلسل "أوراق التوت"، صابرين، وهايدى كرم، وطارق صبرى، والمخرج هانى اسماعيل، والمنتج ماجد العبيد، خلال ندوة نظمتها أخيرا، أطلقوا أبطال المسلسل خلالها مبادرة طالبوا فيها مؤسسة "الأهرام" العريقة بتبنيها إلى جانب مؤسسات الدولة وقطاعات الإنتاج الحكومى وماسبيرو، للتكاتف والتعاون لإنتاج أعمال درامية تاريخية فى رمضان حتى لو كان عملا واحد، للحفاظ على بقاء المسلسل التاريخى. وقالوا إن تاريخ مصر مليء بالأحداث والشخصيات، مؤكدين أن المشاهدين سيبحثون عن هذه الأعمال لما تحمله من ثقافة وفنون وتاريخ ودروس وعبر تؤثر بالايجاب على المصريين. مخرج المسلسل هانى إسماعيل، شدد على تمسكه بهذا العمل منذ أن عرض عليه من ثلاث سنوات لأهمية القضية التى يتناولها المسلسل، وهى سماحة الدين الإسلامى، مؤكدا أن قلة المسلسلات الدينية فى الفترة الأخيرة أدت الى حدوث خلل فى موسم رمضان. وأرجع غياب المسلسل الدينى فى الفترة الأخيرة إلى انسحاب الدولة عن إنتاجه للظروف الاقتصادية التى مرت بها البلاد، مبينا أن هذه الأعمال تحتاج تكاليف باهظة، لافتا إلى أن توقف سوريا عن إنتاج مثل هذه الأعمال الدرامية نتيجة للظروف التى تمر بها حاليا، أدت إلى وجود فجوة وخلل كبير فى انتاج المسلسل الدينى والتاريخى وأكد صعوبة أن يقوم القطاع الخاص بإنتاج مثل هذه المسلسلات بسبب التكاليف العالية التى يحتاجها المسلسل الدينى والتاريخى، معربا عن شكره وتقديره للفنان ماجد العبيد المنتج الرئيسى مع التليفزيون السعودى وأوضح هانى اسماعيل انه كان شديد الحرص فى اختيار الممثلين فى ألا يكون لهم باع فى اللغة العربية، لأننى كنت اريد يظهر كدرامة اجتماعية حتى لايكون هناك تراث فكرى أو بصرى مع المشاهد، ورغم وجود فنانين قاموا بأدوار باللغة العربية من قبل لكنهم ظهروا فى مسلسل "اوراق التوت" بشكل مختلف. من جانبها، قالت الفنانة صابرين إن مسلسل "أوراق التوت" هو أول عمل تارخى ودينى أقدمه، مشيرة فى هذا الصدد إلى وجود أعمال جيدة مثل "عمرعبدالعزيز"، رغم الاستهتار بإنتاج هذه الأعمال من خلال عدم عرضها بشكل جيد يتناسب مع العصر. وأشارت إلى أنها كانت متخوفة عندما عرض عليها سيناريو العمل، معترفة بصعوبة دورها، ووصفته من أصعب الشخصيات التى أدتها خلال حياتها الفنية، مؤكدة أنها تحدت نفسها وواجهتها صعوبة فى إتقان اللغة العربية الفصحى، معربة عن يقينها بأن هذا الدور سيكون نقلة مختلفة لأنى كنت "فى يد أمينة" على حد قولها مع المخرج هانى اسماعيل وفريق العمل بأكمله. وشددت صابرين على أن النص والموضوع جذبها بشكل غريب، مطالبة الدولة بمساندة هذه النوعية من الأعمال حتى تظهر بهذه الصورة، متسائلة قائلة أين النقاد والإعلاميون الذين كانوا يطالبون بعمل جاد وله قيمة؟ بدوره قال المنتج ماجد العبيد إن مسلسل "أوراق التوت" يعد اللبنة الأولى فى الأعمال التاريخية والدينية بشكل معاصر، لأنه يظهر التسامح الإسلامى بصورة جديدة يريدها المشاهد، مؤكدا أن هذا العمل يعتبر استجابة لدعوة الرئيس عبدالفتاح السيسى إلى تقديم أعمال جادة وقيمة. وقال: نحن كإعلاميين تقع علينا المسئولية، لأن مصر والدول العربية ليست ضد الإسلام ولكن مايحدث الآن من إرهاب هو ما يعد ضد الإسلام. وحول الصعوبات التى واجهها مسلسل "اوراق التوت"، قال ماجد العبيد إن المسلسل رفع من العرض قبل رمضان بيوم من القنوات الخاصة لعدم احترامها الاتفاق المبرم بينهم، معربا عن يقينه بأننا سنرى نتاج الجهد المبذول فى هذا العمل فى السنوات المقبلة. والتقطت هايدى كرم أطراف الحديث قائلة إنها جسدت دور أميرة من العائلة المالكة تعرضت للخيانة هى وأسرتها من بعض المتآمرين عليها، مؤكدة أنها استفادت من هذه التجربة وتعلمت التمثيل تحت ضغط نفسى، وقالت: تعلمت مخارج الحروف واللغة العربية وكأنى لم أدرسها من قبل، وكنت مرعوبة من فطاحل الفنانين الذين يشاركوننا فى العمل، معربة عن شكرها للمخرج هانى إسماعيل الذى دعمها بقوة من جانبه، أعرب الفنان الشاب طارق صبرى عن سعادته بدوره فى المسلسل، وقال إن المخرج هانى إسماعيل جعله يتمسك بدوره الذى جسد خلاله قائد جيوش فى الهند باللغة العربية الفصحى