وسط حضور عربي ودولي ومصري كبير انطلقت أمس في مسرح الهناجر بدار الأوبرا فعاليات الملتقي الدولي الأول لتجديد الخطاب الثقافي التي افتتحها الكاتب الصحفي. حلمي النمنم وزير الثقافة. ود. عز الدين ميهوبي. وزير ثقافة الجزائر. قال الكاتب الصحفي حلمي النمنم وزير الثقافة. في كلمته حينما فكرنا في عقد هذا المؤتمر كان هناك تصور لأن يكون عن الخطاب الديني.پولكن القضية الآن أن هناك حاجة ملحة إلي تجديد الخطاب الثقافي كله¢. ولكن پالتجديد بأي حد؟. السطح فقط أم يجوز في الأعماق؟. الثقافة بأي معني نفهمها؟پالخطاب واحد أم متعدد؟ . ونحن پنتطلع إلي معرفة آراء و توصيات الباحثين المشاركين لنعمل عليها. لأن الأزمة ملحة وخطيرة فالأمة بالكامل تتطلع إلينا. أضاف أن ¢تجديد الخطاب الثقافي¢. عنوان يثير التساؤلات . فنحن في أزمة حقيقية لا يمكن إغفالها. وأن واجب الثقافة والمثقفين العمل علي الخروج من الأزمة. فشيوع ثقافة الموت من مدرسة حسن البنا وسيد قطب. وثقافة الأجنبي الذي يأتي بالحرية. والتي جربت في العراق وليبيا . فشلت كما نري. ولم يبق أمامنا سوي المدرسة الوطنية. وقال د. عزالدين ميهوبي. وزير ثقافة الجزائر. في كلمته ممثلا عن الباحثين. إن تجديد الخطاب الثقافي لا يتم عن طريق إطلاق المفاهيم وإنما تجديد في الممارسة. حيث يجب تطوير لغتنا. فهي لغة غنية وخصبة. لكننا لم نسع لإيجاد مشتقات جديدة تثري قاموسها بما يواكب التحول التكنولوجي. فنحن لا نستخدم من معجم اللغة سوي 0,04 % من معجم به12 مليون كلمة تقريبا. وأضاف: علينا ألا ننغلق في الماضي. وأن نعمل عليپتفكيك واقع التعليم في العالم العربي. لأنه سبب فشل مشاريع النهضة. وحتي يتم تجفيف منابع الإرهاب والفكر المتشدد . فإن الخطاب يجب تجديده. ليصل إلي خلخلة الواقع. وتابع: المجتمعات التي لم تع بعد دور الثقافة في نشر القيم الإنسانية بين الناس. لن تستطيع التقدم. وتجديد الخطاب الثقافي. لن يتجدد إلا علي أساس الحرية. والخلق والإبداع. فإن لم تجد الحرية واحترام الآخر. والتجاوب مع المنجز الثقافي. فإن الثقافة ستتحول إلي أمر كمالي. وأكد أنه لن تتحقق النهضة إلا بالوقوف علي الفن والإبداع. ضد منطق الجماعة لعقلية الأمس. فنحن نفتقر قيمة حرية الفرد في المبادرة الشخصية وسط الجماعة. وأن يتغلب المثقف علي أزمته. وهي انطلاقه من مبادئ أيدولوجية. سياسية أو دينية. واختتم كلمته قائلا: "حتي تنهض الدولة. يجب أن يكون المثقف هو" الاكسير الذي يتعلم منه الساسة¢پ فمجتمع بدون ثقافة في أولوياته. هو مجتمع علي شفا الإنهيار. والثقافة ليست أمرا كماليا أو ديكورا يؤسس به يومياته . موجها التحية إلي الكاتب الصحفي حلمي النمنم وزير الثقافة. وعلي حرص مصر. علي مشاركة الجزائر في المؤتمر. پتعميقا للصلات التاريخية بين الشعبين. ودعم التعاون الثقافي. فيما قالت إلهام جلاب رئيس حلقة الحوار الثقافي ببيروت. ان الثقافة هي الكلمة التي تستبطن في ثناياها تشققات الحروب وأمل الخلاص. فالحروب تبدأ أولا في العقول . والثقافة ليست ترفا وزينة بل إعلاء الحكمة. وأسلوب الحياة ونسق التعبير. وخاصة في التبادل بين الحضارات والتنوع في الفكر دون تنازع. مشيرة إلي أن صراع الحضارات. هو الذي أشعل الصراع پباسم الدين. وأضافت: التجديد حاجة ملحة عند كل مفكر ومثقف. كما في مواجهه سلطة الإعلام. وتجديد الرؤية للتراث. والفجوة بين الأجيال. والعولمة التي ألغت الحدود. مؤكدة أن لبنان جمعتها بمصر في القرن التاسع عشر والعشرين الكثير من الوشائج الثقافية من خلال رواد كبار أسسوا للنهضة العربية في الثقافة. في الصحافة والمسرح والثقافة. واليوم نواجه ثقافة القوة بقوة الثقافة والأمل والحياة. وقالت أمل الصبان الأمين العام للمجلس الأعلي للثقافة. ان الملتقي يأتي بعد قيام ثورات الربيع العربي. حيث يسعي إلي طموح ورغبة ومزيد من المشاركة في الواقع . وهذا ما حدا بنا إلي تنظيم هذا الملتقي والذي يشارك به العديد من المفكرين علي مدي ثلاثة أيام. وأضافت: ان الحضارات متغيرة. فالثقافة العربية ترجع لعصور موغلة في القدم. وهذا له دلالة علي أن هذه الثقافة بها عنصر مهم وهو القدرة علي التجدد. و الإنفتاح علي الثقافات الأخري والإتصال بثقافات العالم. مع الاحتفاظ بجوهرها . والاستلهام أحد الموارد الأصيلة للمثقف وتحرر الوعي من الكمال الكاذب. وقالت أن المعرفة المنقولة لا يمكن أن تحرر الفكرة . وإنما لابد من التجدد الذيپ يعمل في أعمق المستويات علي تعزيز التبادل الفكري. مؤكدة أننا في حاجة إلي نظرة حرة تلبية للكشف عن قيم وهويات بدون ضياعها. وأضافت أن الثقافة نشاط معرفي اجتماعي يسهم في إنتاجها الأفراد والجماعات مقترنة بالوعي. وعلينا الأخذ في الاعتبار الأخذ بالتنوع والقيم الثقافية. وتأسيس القيم الثقافية تشارك فيها كل الجماعات برغم تباينها. وإذا كان الكون في حركة دائبة فنحن جزء من هذا الكون. وجزء من العالم. ولابد أن يكون لنا رؤية ثقافية كاشفة. علينا أن نجدد في التفكير والنظريات المرجعية. والثقافة ليست حكرا علي المثقفين. ولابد أن نعترف أن المثقف يعاني نوعا من العزلة عن بقية فئات المجتمع ويقع عبء معالجتها علي المثقف نفسه. فالمثقفون السابقون العظام كانوا قادرين علي التواصل مع مجتمعاتهم. وذكرت رفاعة الطهطاوي وغيره من الأساطين الأوائل. مشيرة إلي أننا في حاجة إلي بلورة عقل المواطن العربي وتغيير الواقع إلي الأفضل وإقامة الجسور مع المعرفة الحديثة. وأن نتحول من العقل الناقل إلي العقل المبدع. واستعرضت عوامل الثورة التكنولوجية والتي حولت الثقافة إلي الذاكرة المعدنية. مما يفرض حالة من الحوار واللامركزية . ولابد أن نهتم بالجانب الإجتماعي والثقافي والاهتمام بالثقافة المتعددة. فالثقافة ليست الكلمة فقط بل السمعية والبصرية والسلوكية . ونقص الثقافة يؤدي إلي نقص الكفاءة والتدهور في شتي المناحي. مؤكدة ضرورة تكريس قيم الاستنارة. والطموح من خلال هذه السياسات من ثقافة الإنتاج إلي الاستهلاك. التقدم في مواجه التخلف. النقد في مواجهة المساءلة. وغيرها من الثقافات التي يحتاجها المجتمع العربي. وأضافت أنه علينا وضع سياسات ثقافية جديدة قادرة علي استيعاب ثقافات جديدة . تتوافق مع ثورات الربيع العربي.