"سقوط الطائرة يعني سقوط مصر".. قالها المذيع الفلتة عبقري زمانه ببلاهة وتحولت الي مادة للسخرية علينا في الإعلام الفرنسي الذي تعامل مع الواقعة بمسئولية احتراماً لأرواح الضحايا من الفرنسيين وغيرهم. هو واحد ضمن آخرين يعبثون بعقول الناس طوال الوقت دون ان يقول لهم أحد من مالكي القنوات: "كفاية عيب".. الموضوع له علاقة بحرمة الموتي ولا يتعلق بسقف الحرية كما قال أحد المليارديرات اصحاب الصحف ولكنه قد يتعلق بسقف السبوبة. هناك خطايا ترتكب في الإعلام الخاص وتحديداً بالفضائيات التي تسير طبقاً لخطة ممنهجة وليس بصورة عشوائية كما يتصور البعض من أجل ذبح القطة للحكومة حتي لا تتجرأ وتفتح ملفات ملاكها من رجال الأعمال.. وما أكثرها. مع الوضع في الاعتبار ان هناك فريقا من الإعلاميين يتعامل مع المسألة من منظور مختلف فهؤلاء يتصورون ان الهجوم علي النظام والزج باسم الرئيس تلميحاً أو تصريحاً يكسبهم شعبية. علي طريقة "واو" فلان انتقد وعلان وجه اللوم لرئيس الجمهورية وهو نفسه الذي لم يكن يستطيع ذكر رئيس حي في مرحلة سابقة. الإشكالية ان الشعب كشف الجميع "المرتزقة" و"راكبي الموجة".. هذا الشعب لديه جين غريب قد يكون كسولاً ولا يؤدي عمله علي الوجه المطلوب لكن لديه قدرة عجيبة وجين استثنائي يجعله يستشعر الخطر عن بعد ويكتشف خيوط المؤامرات التي تحاك لاستهداف الوطن في مهدها. في كل واقعة يثبت المصريون انهم علي قدر الحدث وانهم أكبر من اي مؤامرة تحاك لهم بليل أو نهار. فبينما كان البحث لايزال جارياً عن الطائرة المنكوبة كان المصريون يدشنون هاشتاج "مش هسافر غير بمصر للطيران" والذي تصدر "تويتر" في لحظات ادراكا منهم ان الحادثة مدبرة لتدمير الشركة الوطنية وبالمرة ضرب علاقتنا بفرنسا. وهنا بيت القصيد فليس من قبيل الصدفة البحتة ان تقع الحوادث حصرياً مع الدول التي قررت دعمنا وزيادة مجالات التعاون معنا.. بداية من روسيا ثم إيطاليا وأخيراً فرنسا. ولست في حاجة لنشر الانشطة العملاقة التي تتم مع الدول الثلاثة فهي معلومة للجميع. سقوط الطائرة لا يعني سقوط الوطن كما قال نجم الفضائيات العبقري الفذ. فالوطن سيبقي رغم انفه وانف الاعداء الذين يحاولون احكام الدائرة حولنا بكل الوسائل وكلما خرجنا من حفرة صنعوا لنا غيرها حتي لا نلتقط انفاسنا. الوطن سيبقي حتي لو كانت هناك غصة في الحلوق ووجع في القلوب ليس علي من ماتوا فهم في رحمة الله و"أينما تكونوا يدرككم الموت ولو كنتم في بروج مشيدة". ولكن لأن بيننا من يشمت ويقيم الأفراح لموت مصريين مثله. وتلك مصيبتنا الكبري وأزمتنا الحقيقية. تغريدة: الأهلي هزم روما وخرج المسئولون عن الفريق الايطالي يشيدون بالشياطين الحمر.. لم يتحدث أحد عن ظلم تحكيمي أو ضربة جزاء لم تحتسب.. انها ثقافة مجتمع في الكرة وغيرها.. ليتنا نتعلم.