أدي تطبيق قرار زيادة أسعار الأدوية التي يقل سعرها عن 30 جنيهاً بنسبة 20% إلي نشوب معارك ومشادات كلامية بين الصيادلة والمرضي. حيث أكد أصحاب الصيدليات ل "المساء" انهم يواجهون مشادات كلامية مع الزبائن وقد يتطاول البعض عليهم بالسب متوهمين ان الصيادلة يملكون سلطة زيادة الأسعار أو تخفيضها خصوصاً ان الاسعار الموجودة علي العبوات لم يتم تحديثها ويطالب الصيادلة الشركات بوضع الأسعار الحديثة لتفادي هذه المشكلات. أما المواطنون فصرخوا يستغثيون بالمسئولين وعلي رأسهم وزير الصحة للتراجع عن تطبيق هذا القرار الذي وصفوه بالظالم. مشيرين إلي ان الأدوية ليست سلعة ترفيهية أو كمالية وان الغلابة وعمال الأرزاقية لن يمكنهم شراءها بالأسعار الجديدة. قائلين "حرام عليكم.. كله إلا الدواء". د. مايكل سعد "صيدلي" أكد انه يعاني أشد المعاناة منذ ارتفاع أسعار الأدوية التي يقل سعرها عن 30 جنيهاً بنسبة 20% وذلك بسبب المشكلات اليومية التي تنشب بينه وبين المواطنين حيث يعترض المرضي علي زيادة الأسعار وتنشأ المشاداشت الكلامية بينهم وبين الصيادلة. متوهمين ان الصيادلة يمتلكون سلطة تزويد الأسعار أو تخفيضها في حين ان هذه القرارات يتم اتخاذها من قبل وزارة الصحة ولا دخل لأصحاب الصيدليات فيها ورغم ذلك يقوم بعض الزبائن بالتعدي علي الصيادلة بالسب والشتائم. أكد د. مايكل ان ما يزيد غضب المواطنين هو وجود الأسعار القديمة علي عبوات الأدوية وبالتالي فان المواطن لا يجد مبرراً لشراء الدواء بالسعر الجديد وقال مايكل ان سبب عدم قيام الشركات بوضع الأسعار الجديدة علي العبوات هو انها لم تقم حتي الآن بتصنيع عبوات جديد وان كل ما لديها حتي الآن هي أدوية وعبوات يتم إنتاجها وتسعيرها بالفعل قبل صدور القرار. مشيرا إلي ضرورة ان تسارع الشركات بشطب الأسعار القديمة من علي العبوات وكتابة الأسعار الجديدة مع وضع ختم الشركة لحل الأزمة بين الصيادلة والزبائن. لان المنتجات الجديدة والعبوات الجديدة قد لا تنزل الأسواق الا بعد مرور 6 أشهر وبالتالي لابد من ايجاد حل فوري للعبوات الموجودة حالياً ذات الأسعار القديمة. د. ميشيل عبدالملاك مدير إحدي الصيدليات: نتضرر من اعتراضات الزبائن علي الأسعار الجديدة حيث يمتنع البعض عن شراء الأدوية بينما يغضب البعض الآخر مردداً عبارات السخرية ويهاجمنا مطالباً بتخفيض الأسعار رغم اننا ليس لنا يد في هذا الصدد فنحن مجبرون علي تطبيق الأسعار الجديدة التي حددتها وزارة الصحة ولا يوجد مفر من الالتزام بها. أضاف ان سبب صدمة الجمهور هو ان معظم الاصناف التي ارتفعت أسعارها حالياً لم تكن تشهد زيادة في الأسعار منذ قرابة 8 سنوات وبالتالي فوجئ المواطنون بارتفاعا مفاجئاً فيها مما اصابهم بالدهشة والاحباط. د. محمد صديق "صيدلي" قال ان زيادة أسعار الأدوية أثار البلبلة بين المواطنين وقد فوجئ أصحاب الصيدليات ان التسعيرة الجديدة شملت بعض الأدوية التي يزيد سعرها علي 30 جنيهاً حيث تم تطبيق القرار عليها علي أساس سعر الشريط وليس سعر العلبة فعلي سبيل المثال إذا كان سعر أحد الأصناف 90 جنيهاً فان سعره بالأسعار الجديدة يصبح 108 جنيهات وذلك رغم زيادة سعر العلبة عن 30 جنيهاً إلا انه تم حسابه علي أساس سعر الشريط والعلبة بها 3 شرائط. أضاف ان معظم الأدوية التي تم تزويد أسعارها كان بها عجز في السوق ولم تكن متوافرة قبل زيادة أسعارها بسبب ندرة موادها الخام أو ارتفاع أسعار هذه المواد مما كان يمثل إعاقة للشركات عن تصنيع الأدوية أو بيعها بالأسعار القديمة. سمير فهمي "عامل يومية" وخالد سيد "أعمال حرة" وطارق محمد جابر "موظف" اشتكوا من معاناتهم بسبب زيادة أسعار الأدوية. مشيرين إلي ان الغلابة والعمال الأرزاقية لا يمكنهم تحمل هذه الضغوطات المادية الجديدة جنباً إلي جنب مع معاناتهم من ارتفاع اسعار باقي السلع. مشيرين إلي انه ليس من العدل تطبيق أي زيادة علي أسعار الأدوية. لان هذا النوع من السلع لا يقوم بشرائه إلا المضطر ولا يمكن للانسان الاستغناء عنه فهو ليس سلعة ترفيهية أو كمالية وبالتالي فالغلابة ومحدودي الدخل يعانون أشد المعاناة بسبب هذا القرار بالاضافة إلي معاناتهم من ضيق الحال وسوء الخدمات في المستشفيات الحكومية فنرجو من الحكومة ان تغيثنا وتنقذنا وتتراجع عن تنفيذ هذا القرار الظالم قائلين: "حرام عليكم.. كله إلا الدواء". فايز فوزي "موظف" فوجئت بزيادة أسعار الأدوية بشكل كبير فقد كنت اقوم بشراء علاج شهري لوالدتي بتكلفة 250 جنيهاً اما الآن فان تكلفته تزيد علي 300 جنيه وهذه الزيادة تعد كبيرة جداً في ضوء محدودية الدخل ناهيك عن ان الطبقة الكادحة وعمال اليومية "يفرق معاهم النص جنيه" فنتمني ان تبحث الحكومة عن حلاً لتوفير الأدوية بالصيدليات بعيداً عن قرار زيادة الأسعار التي يكدر المواطن البسيط.