يخوض الليلة فريق النادي الأهلي فارس الكرة المصرية واحدا من أهم الاختبارات الكروية الصعبة التي يتعرض لها في بطولة الملايين الأفريقية عندما يتلقي مع شقيقه المولودية الجزائري في لقاء لايقل سخونة عن حرارة الطقس الشديدة في إطار مباريات الجولة الثالثة لدوري ابطال أفريقيا.. تبدأ أحداث هذه السهرة الرمضانية التي يحتضنها استاد القاهرة الدولي في العاشرة مساء. يدخل الأهلي هذه المواجهة المثيرة وقد عاد إليه جمهوره الذي حرم منه في أولي مبارياته في دوري المجموعات أمام الوداد المغربي بسبب شماريخ زيسكو وعقوبة الكاف وتسببت المدرجات الخاوية في هذا اللقاء في خروج الأهلي متعادلا ومرماه مصاب بثلاثة أهداف مغربية ليفقد نقطتين غاليتين في بداية مشواره بدوري المجموعات وبعدها تعرض لخسارة لايستحقها أمام الترجي التونسي في استاد رادس ليتأزم موقف بطل مصر وتصبح معه مواجهة اليوم مع البطل الجزائري الشقيق بمثابة لقاء الفرصة الأخيرة لانقاذ حلم أهلي القرن بالدخول للعالمية عبر القارة السمراء والتتويج بطلا لها أولا ليصعد لمونديال العظماء للأندية أبطال القارات باليابان بلاد الشمس المشرقة. وهنا تكمن صعوبة اللقاء ليس لقوة المنافس وخطورته ولكن الظروف المحيطة والتي لم يعد فيها أمام الأهلي اختيارات سوي تحقيق الفوز بعد توقف رصيده عند نقطة واحدة يحتل بها المركز الثالث في مجموعته وهو ما يعني أن حلمه في الدخول للعالمية أصبح علي كف عفريت. وانطلاقا من هذا الواقع نجد أن مانويل جوزيه المقدير الفني البرتغالي قد بدأ يستدعي خبراته المتنوعة في القارة السمراء وانجازاته السابقة ويستعين بكل ادواته الممثلة في نجومه الكبار وكيفية اعداد هذه الترسانة القوية من اسلحة الدمار الكروي الشامل لحسم هذه المواجهة لصالحه مهما كانت تحديات البطل الجزائري الشقيق.. ومن حسن الطالع أن القوة الضاربة الأهلي البطولات قد اكتملت بتماثل مهاجمه السنغالي دومينيك للشفاء وهو ما يمثل اضافة كبيرة لخط الهجوم الأحمر قد يحتاج اليها جوزيه في إحدي مراحل المباراة إذا ما تأزم الموقف وواصل سوء الحظ مطاردته لمهاجميه مثلما حدث لجدو في مباراة الترجي التونسي.. تعاهد الجميع علي تحقيق الفوز خاصة أن الهجوم سيقوده المثلث الموهوب محمد أبوتريكة وعماد متعب وجدو ويمكن القول أن هذه المباراة تمثل فرصة لهذا الثلاثي لمصالحه جماهيرهم والتأكيد علي أرض الواقع بأنهم في طريقهم لاستعادة فورمتهم العالية. وإذا كان مثلث الهجوم الأحمر يتحمل مسئولية كبيرة في حسم اللقاء لصالح الأهلي فإن خط الوسط بقيادة الثنائي القوي محمد شوقي وحسام غالي مطالب بدعم المثلث الهجومي والذي سيحتاج ايضا لجهود ظهيري الجنب سيد معوض وأحمد فتحي أحد مفاتيح اللعب السحرية القادرة علي قيادة هجمات الأهلي ببراعة وكشف الثغرات الدفاعية في الفريق المنافس.. مع الالتزام بواجباتهما الدفاعية لتأمين عمق مرمي عادل عبدالمنعم مع ثلاثي قلب الدفاع بقيادة وائل جمعة ومعه شريف عبدالفضيل والصاعد رامي ربيعة.. ومن الواضح أن خط الدفاع استوعب دروس وأخطاء مباراة الوداد المغربي فالحذر مطلوب من الهجمات المرتدة السريعة التي قد يلجأ إليها المولودية الجزائري وهذا يعني عدم التهور الهجومي منعا لترك مساحات خالية وكبيرة خلف خطوطهم الدفاعية تتسبب في احداث مشكلة بخطف المولودية لهدف في أي لحظة يربك حسابات الأهلي والخواجه جوزيه والذي ينتظر من لاعبيه التعامل بتركيز وهدوء شديدين وبدقة في اللمسة الأخيرة وعدم التسرع والصربعة أمام المرمي حتي لانهدر الفرص الخطيرة تلو الأخري في وقت يحتاج فيه لنقاط المباراة الثلاث ليجدد حلمه العالمي أقول ذلك لان نجوم الأهلي بخبراتهم المتنوعة ومهاراتهم العالية لديهم القدرة علي تحويل أنصاف الفرص لاهداف حقيقية وتلك سمات يتمتع بها النجمان الساحر محمد أبوتريكة وماكينة الأهداف عماد متعب. وإذا ما تحدثنا عن الفريق الضيف المولودية الشقيق سنجد إنه من وجهة نظري وطبقا للظروف التي يتعرض لها حاليا تجعله فريسة سهلة للأهلي إذا ما أحسن استغلال الفرصة.. لأن الضيف الشقيق يواجه أزمة فنية عنيفة حتي انه كان مهددا بالهبوط في الموسم المنقضي وكانت المفاجأة أمام تلك الأزمة الفنية رحيل 8 من لاعبيه المقيدين بالقائمة الافريقية لذلك نجد أن الفريق حضر للقاهرة ب 17 لاعبا فقط.. وكانت تك الحالة من أهم أسباب خسارته الثقيلة أمام بطل الوداد المغربي بأربعة أهداف نظيفة.. ولعل تلك الظروف غير الطبيعية التي يعيشها النادي دفعت مدربه السابق ندر الدين ذكري والذي تم إقالته عقب الهزيمة في المغرب لأن يتوقع أن يتعرض المولودية لهزيمة كبيرة مماثلة من الأهلي باستاد القاهرة..