بعد 70 يوماً من افتراش الأرض أمام مبني ماسبيرو.. لايزال سكان الايواء من أهالي مدينتي السلام والنهضة المعتصمين بماسبيرو مستمرين في اعتصامهم حيث لا يوجد مكان آخر يأويهم بعد سلسلة المماطلات الطويلة التي اتبعها المسئولوين بالمحافظة معهم وهم لا يبالون بمستقبل هذه الأسر المليئة بالأطفال الصغار ولا بالآباء والأمهات "العواجيز" الذين شابهم الكبر عتياً وأصابتهم أمراض الكبر إلي جانب الأمراض الناتجة عن النوم في الشوارع. أكد المعتصمون أنهم لا يبالون بالمحاولات الكثيرة من قبل الجيش لفض اعتصامهم أو بالأنباء التي تتردد في كل حين حول تعرضهم للاقتحام وفض الاعتصام بالقوة بعد أن أصبحت أرض ماسبيرو ملاذهم الوحيد وبعد أن أصبحت سيارة الاسعاف متواجدة دائماً بينهم وفي كل ساعة تقوم بنقل بعض المعتصمين الذين أصابتهم أمراض الكلي والدم والضغط. حالة من اليأس دبت في نفوس المعتصمين من عدم الاستجابة لمطالبهم في الحصول علي شقة سكنية تأويهم وأصبحوا يعدون الأيام والليالي التي يقضونها في "مخيم السلام" كما أطلقوا عليه. وكذلك أصبحوا لا يهتمون بما يقال لهم من قبل المسئولين بالمحافظة أو بالأنباء التي تتردد حول فض الجيش لاعتصامهم بالقوة وقرروا مواصلة حياتهم بصورة طبيعية بعد احضار الأسرة الخشبية والأجهزة المنزلية الي اشعار آخر إلا أنهم حتي هذه الحياة لم يستطيعوا تحقيقها بعد بيع كل أملاكهم حتي ينفقوا علي أنفسهم في هذه المحنة الضارية.. وأصبح مقر الاعتصام بماسبيرو يشبه المدينة السكنية المغلقة علي أهلها. بعد أن تمكنوا من فتح "بالوعة" في الشارع لقضاء حاجتهم واقامة "نصب" الشاي. محمد هاشم من مدينة السلام: نحن في اعتصامنا 149 عائلة تنام كل 10 عائلات في خيمة لذلك أصبحنا أمواتاً في نظر المسئولين الذين لم يرحمونا حتي في الشهر الكريم وتركونا نتسول للحصول علي لقمة العيش لافطار أطفالنا بالإضافة الي الانفاق عليهم في مرضهم بعد أن أصبحت سيارة الاسعاف زائرنا الوحيد والمستمر حيث يتعرض الكثير من زملائنا الي هبوط حاد في الدورة الدموية والصداع النصفي الشديد نتيجة قلة الغذاء والطعام وكذلك أمراض الكلي التي تكاد تقطهم نتيجة عدم تمكنهم من قضاء حاجتهم بصورة طبيعية. مصطفي منصور محمود: ان المعتصمين بماسبيرو فقدوا الأمل في العيش بصورة كريمة تحميهم وتحمي أبناءهم من الخطر ووجهوا نداء الي د.عصام شرف "ارحمونا وأولادنا من الضياع" بعد أن فاض بنا الكيل من تجاهل المسئولين والمغالطات التي يجريها يومياً مركز البحث الاجتماعي فبعد اقراره بأحقيتنا في الحصول علي شقق سكنية يعود في اليوم التالي ويسقطنا من المستحقين تماماً. محمد رزق إبراهيم: ارحمونا كفاية ظلم فنحن نعيش منذ شهر يناير الماضي ما بين المخيمات وأمراضها وبين الافتراش علي أرض ماسبيرو. ويتساءل ماذا فعلت الثورة لنا ونحن نعيش اسوأ مما كنا نعيش من قبل. وكل يوم تأتينا أنباء عن بلطجية سوف يضربوننا ويطردوننا وكان آخرها أنباء عن فض اعتصامنا بالقوة اليوم. عبدالمجيد نجيب محمد: لقد أصبحنا بلا عمل بعد طردنا من مساكننا الايجار الجديد ولجوئنا الي الاعتصام بماسبيرو حتي نستطيع توصيل صوتنا الي المسئولين ولكن ولا حياة لمن تنادي. خاصة وأن عددنا يقل يوماً بعد الآخر نتيجة الأمراض والأحداث بالإضافة الي الاهانات التي نقابلها من "اللي رايح واللي جاي" ولم نعد نستطيع ترك الاعتصام خوفاً علي أطفالنا وأولادنا. وتساءل ماذا نفعل؟ وأين نذهب؟