انتقذ تجار الحديد وعاملون بقطاع التشييد الزيادات الأخيرة غير المبررة في أسعار حديد التسليح التي تم إعلانها مطلع الشهر الجاري. مؤكدين ان هذه الأسعار لا تتناسب مع حالة الركود التي تسيطر علي سوق التشييد والبناء مؤخراً بجانب هدوء المبيعات مع حلول شهر رمضان. كانت شركات الحديد المحلية قد اعلنت اسعارها قبل ايام بزيادة تراوحت بين 150 جنيها و310 جنيهات دون مبررات مقنعة. حيث ارتفع سعر طن حديد "عز" الي 4800 جنيه مقابل 4650 جنيهاً. وارتفع سعر طن حديد "بشاي" الي 4900 جنيه مقابل 4750 جنيهاً. كذلك قفز سعر طن حديد "الجارحي" الي 5050 جنبهاً بدلاً من 4740 جنيهاً. وأكد أحمد الزيني رئيس شعبة مواد البناء بالغرفة التجارية ان الشركات تبالغ في الأسعار علي حساب السوق. مؤكداً ان اسعار الحديد للشهر الجاري غير مبررة حيث ان طن البيليت سجل ارتفاعاً بقيمة 30 دولاراً فقط. حيث وصل سعره الي 710 دولارات. بينما تراجعت اسعار الخردة بنحو 40 دولاراً. مشيراً الي ان هناك مضاربات بين منتجي الحديد. فبعض المنتجين رفعوا سعر الحديد بمقدار 200 جنيه مصري للطن الواحد. والبعض الآخر رفع سعر طن الحديد بمقدار 450 جنيهاً. ووصلت الزيادة في بعض المصانع الي 500 جنيه للطن. من ناحيته قال عبدالعزيز قاسم. عضو الشعبة العامة لمواد البناء بالغرفة التجارية المصرية. ان ارتفاع اسعار الحديد حدث نتيجة سحب كميات كبيرة منه أخيراً من الأسواق في محاولة من جانب بعض المنتجين لتعطيش السوق ورفع الأسعار. وهو ما أدي الي زيادة سعر الحديد الي 5100 جنيه للطن. وأشار الي ان عدداً من الشركات تقوم بتمييز بعض العملاء والوكلاء بمنحهم 10 آلاف طن تقريباً حصة شهرية. بخلاف ما يحصلون عليه من مصادر أخري. وهؤلاء الوكلاء هم من يتحكمون في السوق. مطالباً بأن تكون هناك عدالة في توزيع حصص الحديد بين الوكلاء. ليحصل كل تاجر علي 3 آلاف طن كحد أقصي. أكد ان الطلب ضعيف جداً. ومن الصعب ان تتقبل السوق الزيادة الجديدة خاصة مع دخول شهر رمضان والمدارس. منوهاً الي تراجع مبيعات الحديد متراجعة منذ ثورة 25 يناير بسبب تراجع حركة التشييد والبناء وتوقف المشروعات العقارية علي مستوي الجمهورية. مشيراً الي ان الحديد التركي سيدخل السوق بقوة اذا واصلت مصانع الحديد سياسة رفع اسعارها. وقال عبده الصفطاوي من تجار حديد التسليح. ان المصانع رفعت اسعارها بشكل كبير حتي وصلت الي 5050 جنيهاً مقابل 4740 جنيهاً الشهر الماضي بزيادة قيمتها 310 جنيهات للطن. مشيراً الي ان تلك المعدلات لا تتناسب مع حالة الركود التي تنتاب الأسواق في هذه الأوقات. ووفق نشرة المعادن الدولية التي تتيحها غرفة الصناعات المعدنية فقد تراوحت اسعار الحديد في الاسبوع الأول من اغسطس بين 700 الي 710 دولارات للطن من اسواق تركيا وشرق اوروبا بما يصل الي 2250 جنيهاً للطن بينما يباع اقل سعر للمستهلك عند 5000 جنيه. بينما يري محمد حنفي. مدير عام غرفة الصناعات المعدنية باتحاد الصناعات ان قيام بعض المصانع برفع الاسعار مبرر. بسبب ارتفاع اسعار الخامات عالمياً وبمقدار 20 دولاراً خلال الفترة الأخيرة. إلا انه أكد ان السوق المحلية لن تتقبل الزيادة الأخيرة بسبب تراجع حركة التنمية العمرانية والبنية التحتية ودخول شهر رمضان. وأكد حنفي ان اعلان بعض المصانع الاستثمارية عن اسعارها قبل شركة عز يمثل رسالة الي "حديد عز" بأن هذه المصانع سترفع اسعارها في كل الأحوال بغض النظر عن تسعير عز لشهر اغسطس. مضيفاً ان معظم مصانع الحديد الاستثمارية مستاءة من نظام التسعير الشهري الذي اتبعته عز.