وقد ذكرها الله في كتابه الكريم. فقال: "وقالت لأخته قصيه فبصرت به عن جنب وهم لا يشعرون وحرمنا عليه المراضع من قبل فقالت هل أدلكم علي أهل بيت يكفلونه لكم وهم له ناصحون" " القصص 11 . 12 " وذلك لما ضاع التابوت الذي كان فيه سيدنا موسي وهو رضيع. بعد أن نسيت أمه أن تربط الوتد عندما فوجئت بجنود فرعون. وكادت أن تجن. لولا ان ربط الله علي قلبها. فقالت لاخته الكبري كلثوم "قصيه" أي اتبعي أثره حتي تعلمي خبره "فبصرت به عن جنب وهم لا يشعرون" أي بحثت عنه دون أن تبدي اهتماما بالغا به. حتي لا يشتبه في أمرها أحد. وهم لا يشعرون أنها اخته. وكان الله قد حرم عليه المراضع من قبل. فلما خشيت عليه آسيا أمرت الجواري أن يخرجن به من القصر إلي السوق. لعلهم يجدون من ترضعه. فلمحتهم أخته فقالت: "هل أدلكم علي أهل بيت يكفلونه لكم وهم له ناصحون" فلما أكثرت في التزكية. شكوا في أمرها. وخافوا أن يكون الولد من بني اسرائيل لأنها اسرائيلية. فسألوها متعجبين: "وما أدراك أنهم له ناصحون"؟ فقالت: "لأنهم يحرصون علي سرور الملك. ويرغبون في عطاياه" فلموا أذنوا لها. ذهبت إلي أمها مسرعة. وجاءت بها وحذرتها من اظهار الفرحة والابتهاج. أو احتضانه وتقبيله بشدة تلفت الانظار. فلما ألقمته ثديها أقبل عليه يرضع بلهفة. وفرح الجميع لانقاذ هذا الرضيع من الموت. وعلمت آسيا بذلك. فأمرت باحضارها. وطلبت منها أن تقيم معهم في القصر. فاعترضت أم موسي. لأنها لها زوج وأولاد غيره. فأمرت آسيا كل من كان في القصر أن يقدم الهدايا القيمة لهذه المرضعة الجديدة. فخرجت أم موسي من القصر بالخير الكثير. وعادت بابنها إلي بيتها. وصدق الله العظيم إذ قال لها: "إنا رادوه إليك وجاعلوه من المرسلين".