تاريخ ازدراء الاديان طويل وممتد ومليء بالمثقفين الذين وقعوا تحت انيابه وطالتهم عقوبته. وذلك من واقع المواد المنصوص عليها في القانون.. وهذه العقوبة توجه لمن يستغل الدين في الترويج بالقول او الكتابة او العمل او بأي وسيلة اخري بقصد توجيه الاهانة واثارة الفتنة او العيب في الذات الالهية او الطوائف الاخري للاضرار بالوحدة الوطنية. ومن بين هؤلاء الذين طالتهم تهمة ازدراء الاديان يأتي في المقدمة الفنان يوسف وهبي الذي اتهم بذلك عام 1925 عندما قررت احدي الشركات السينمائية الالمانية تصوير فيلم بعنوان "محمد رسول الله" ويقوم سيناريو الفيلم علي ظهور شخصية النبي صلي الله عليه وسلم خلال مشاهد يتم تصويرها بالصحراء الغربية وقام وقتها يوسف وهبي بتصوير صور فوتوغرافية تجسد الشكل الذي سيكون عليه وهو يؤدي دور النبي محمد صلي الله عليه وسلم وطالب الازهر الشريف وزارة الداخلية وقتها بالتحقيق واصدر الملك فاروق قراراً بنفي يوسف وهبي وحرمانه من الجنسية المصرية وفي النهاية اجبر علي تقديم الاعتذار والتنازل علي الدور بناء علي قرار الازهر بالاجماع باتهامه بازدراء الانبياء. وفي عام 1981 وضع الرئيس الراحل السادات قانون ازدراء الاديان علي خلفية احداث الفتنة الطائفية عقب احداث الزاوية الحمراء التي راح ضحيتها عشرات من المصريين مسلمين واقباطاً وتم احراق بعض الكنائس والمنازل والمحال التجارية.. وعاقبت المحكمة الكاتبة فاطمة ناعوت بالحبس 3 سنوات بتهمة ازدراء الاديان بعد السخرية من شعيرة اسلامية "الاضحية" ووصفتها بأنها لاتطيق ازهاق اي روح حتي ولو نملة صغيرة ودفعت 20 الف جنيه غرامة. وعاقبت المحكمة اسلام بحيري بالحبس عاماً مع الشغل بتهمة ازدراء الاديان بعد ان تم خفض الحكم من خمس سنوات بتهمة تشويه الرموز الدينية والائمة الاربعة وكبار العلماء بعد ان صرح بذلك في احدي الحلقات التليفزيونية وعوقب بتهمة تحريف النصوص والطعن في ثوابت الشريعة الاسلامية. وكذلك دفع الاعلامي باسم يوسف غرامة 15 الف جنيه بعد سخريته من فريضة الصلاة والسنة النبوية واتخذت ضده اجراءات رادعة حتي لايتطاول احد من ضعاف النفوس علي الدين الاسلامي. واتهم الكاتب ابراهيم عيسي بازدراء الاديان بعد ان تناول في احد البرامج التليفزيونية آية من القرآن الكريم بشكل ساخر وبعدها استندت المحكمة إلي تقرير مجمع البحوث الاسلامية التي برأته من التهمة واستبعد سوء النية. نوال السعداوي حينما كتبت رواية مسرحية بعنوان "الإله يقدم استقالته من اجتماع القمة" واعتبر ان المسرحية اساءة إلي الذات الالهية والقرآن الكريم وجميع الاديان السماوية وقرر المجمع الاسلامي اقامة دعوي قضائية واتهامها بازدراء الاديان ومنعت الرواية من التداول وواصلت سعداوي تهكمها علي الاسلام من خلال تصريحاتها بأن الحجاب والنقاب ضد الامن والاخلاق وقالت ان الحجاب من العبودية والكرامة الانسانية تعرف من الوجه ومن ثم من يقدم علي تغطية وجهه ليس له كرامة. وواقعة ايناس الدغيدي عندما اقام المحامي سمير صبري دعوي قضائية ضدها واتهمها بازدراء الاديان لتطاولها علي الذات الالهية عندما صرحت في احدي القنوات بأنها "حلمت انها تكلم ربنا وكانت تسبح في نهر وانها تحدثت معه بأنها غير مقتنعة بأقاويل الانبياء والرسل"..والفنان شعبان عبدالرحيم اتهم بازدراء الاديان عندما ظهر في فيديو مرتدياً عمامة الازهر وقرأ القرآن بشكل ملحن علي وزن اغانيه مما شكل جريمة استهزاء بقدسية القرآن الكريم وتم التحقيق معه وافرجت عنه المحكمة بعد دفع كفالة 10 آلاف جنيه. وعندما قام عدد من المحامين باقامة دعوي قضائية ضد الشاعر هشام الجخ بعد صدور قصيدته "بني الانسان علي خمس" لتشابهها مع الحديث النبوي "بني الاسلام علي خمس" واعتبروا ان هذه القصيدة تمثل ازدراء للاسلام ولثوابت ونصوص الدين. واتهم الداعية محمد حسان بازدراء الاديان عندما تحدث في احدي حلقات برنامجه عن زواج الرسول عليه افضل الصلاة والسلام من السيدة خديجة وقال ان والد السيدة خديجة رضي الله عنها كان يرفض تزويجها من الرسول صلي الله عليه وسلم لكونه يتيماً. فصنعت السيدة خديجة طعاماً وشراباً ودعت اباها وزمرة من قريش فطعموا وشربوا حتي ثملوا وقالت خديجة لأبيها ان محمداً صلي الله عليه وسلم يخطبني فزوجني إياه فزوجها وذكر البلاغ ان ما قاله حسان بأن النبي صلي الله عليه وسلم تزوج السيدة خديجة في مجلس يمثل تسفيها وازدراء الاديان واساءة للدين الاسلامي.