عرفت الأديب فرج مجاهد منذ ربع قرن عندما كنت أطالع مقالاته في مجلة "المجلة العربية" السعودية. ومجلة "المنتدي". و"الرابطة". و"منبر الإسلام" و"منار الإسلام" التي أحرص علي اقتنائها حتي يومنا هذا. ثم تعرفت عليه بعد ذلك. وكنا نتجاذب أطراف الحديث حول الأدب وهمومه في مصر وكان حديثه عذباً يفيض عذوبة خصوصا أنه كان رفيقا لأعلام الأدب في بلدته الدقهلية "جزيرة الورد" أو علي المستوي المصري والعربي. والأديب فرج مجاهد من مواليد مدينة شربين بمحافظة الدقهلية عام 1961. يكتب القصة والمقال والدراسة الأدبية والنقدية وهو عضو باتحاد كتاب مصر وعضو بمجلس إدارة اتحاد كتاب مصر "فرع الدقهلية ودمياط" وعضو بمجلس إدارة نادي القصة بالقاهرة وعضو أتيليه المنصورة وعضو برابطة الأدب الإسلامي العالمية... كان فرج مجاهد لديه شغف بمعرفة الكبار والذهاب إليهم... فعرف الدكتور محمد رجب البيومي. وكانت له معه ذكريات. وأعد عنه كتاباً قيد النشر. كما تعرف إلي الدكتور علي شلش صاحب التصانيف المفيدة في النقد والرواية والقصة القصيرة. وتعرف إلي الأديب الدكتور حسين علي محمد أحد أهم الأدباء الذين حققوا تميزاً كبيراً علي المستوي الأكاديمي من خلال العمل الجامعي. وعلي المستوي الإبداعي من خلال الشعر. والقصة القصيرة والمسرح والنقد. وله إسهامات جوهرية في الأنشطة الأدبية والثقافية بالمملكة العربية السعودية في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض وقد أسهم بدور كبير في الأدب والنقد والإبداع وبخاصة الأدب الإسلامي. كتب دراسات وبحوث محكمة كثيفة في الشعر وبخاصة السعودي والمصري وقد تم تكريمه في عدد من الصالونات والمنتديات في السعودية وخارجها. فضلا عن مشروعه الأدبي الكبير "أصوات معاصرة" الذي بدأه في أبريل عام 1980 وقدم خلاله الكثير من الأدباء الإسلاميين علي مستوي الوطن العربي. حيث قدمت سلسلة أصوات معاصرة أكثر من 120 كتاباً ما بين الشعر والراوية والقصة والمسرحية والدراسة الأدبية. وعرف الشاعر الدكتور صابر عبدالدايم. والدكتور أحمد زلط. وفؤاد حجازي. والأديب محمد جبريل حيث أعد عنه- أديبنا - كتاباً رائعاً بعنوان "محمد جبريل ألق الوجدان المصري". حاول من خلال صفحاته إجراء حوار طويل وشامل مع الأديب الكبير محمد جبريل. بهدف إلقاء الضوء علي المسيرة الأدبية الطويلة لجبريل. والدخول إلي عالمه الابداعي من كافة نواحيه. والوصول إلي شخصياته الابداعية لمعرفة كيفية بناء هذه الشخصيات. والمنطلقات الابداعية والإنسانية التي تنطلق منها هذه الشخصيات لتجسد الواقع الخاص بعالم محمد جبريل وتتفاعل معه. سواء كان هذا الواقع أيديولوجياً أو دينياً أو عاطفياً أو إجرامياً أو سياسياً أو بوليسياً. فكل تلك المنطلقات تتوقف علي بنية الشخصية. وأهم لبنة في تلك البنية هي: اللبنة الفكرية التي تتحكم في مسارها وفي تحديد مواقفها تجاه كل الآخرين المحيطين بها. ويتناول في كتاب "محمد يوسف ..الفقراء أخواتي" دور الشاعر الكبير المغترب في دولة الكويت حتي رحيله في 2013 تجديد الشعر العربي وكتابة القصيدة ذات الرؤية المستقبلية من خلال تناول عدد من النقاد والأدباء الذين شاركوا وعاصروا رحلة محمد يوسف مثل: د. حسن فتح الباب. وفؤاد حجازي. وصبري قنديل. والناقد السوري محمد غازي تدمري. ود. حمادة هزاع. وإبراهيم رضوان. وعلي عبد الفتاح. ومختار عيسي..وغيرهم. القاص والناقد فرج مجاهد مهموماً إلي أبعد حد بالإقليم "محافظة الدقهلية" التي كانت يطلق عليها "جزيرة الورد. لأنها محاطة بالمياه من ثلاث جهات. وكانت بها أكبر حدائق ورد في بر مصر" ..نشأ فيها وأنجبت المئات من القمم الأدبية فيما مضي.. من منا لا تتذكر: الدكتور محمد حسين هيكل باشا صاحب أول رواية عربية "زينب". وأستاذ الجيل أحمد لطفي السيد. وأحمد حسن الزيات. والشاعر كامل الشناوي. والشاعر مأمون الشناوي. والشاعر علي محمود طه. وأنيس منصور. ودريني خشبة. وعبد القادر القط. ونعمان عاشور. ورجاء النقاش وأخواته. وسعد الدين وهبه. ومحمد التابعي...وأراد فرج مجاهد أن يرد الجميل لأساتذته وزملائه من القصاص في كتابه المهم الذي صدر مؤخراً وضم مجموعة من الدراسات النقدية في مجال السرد القصصي والروائي لمجموعة من مبدعي الدقهلية من قبيل تواصل الأجيال من: محمد كمال محمد. وفؤاد حجازي. والحماقي المنشاوي. وعبدالفتاح الجمل. ومحمد خليل. وعبدالمنعم السلاب. إلي فكري عمر. وحرية سليمان. مروراً بالسعيد نجم. وعاصم خشبة..ولم يقتصر تناول أدباء إقليمه بل تعداه إلي الدول العربية فتناول أعمال فاطمة يوسف العلي في الكويت. ويوسف المحيميد وخالد اليوسف ومنصور الشقحاء في السعودية. ومحمود الرحبي في سلطنة عمان. وشهلا العجيلي في سوريا. نادية الكوكباني في اليمن.. وغيرهم الكثير. هذا قليل من كثير عن هذا الأديب العصامي فرج مجاهد الذي شق طريقه منافساً كبار الأدباء في مصر. وهو في هذا يشبه الأديب الراحل عبدالمعطي المسيري. والأديب الناقد ثروت مكايد..الذين تعلموا من مدرسة الحياة الصدق والإخلاص. وطبقوا ذلك علي الكلمة...