أسئلة كثيرة مشروعة تدور في الشارع الذي يترقب زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز إلي القاهرة خلال أيام الأسئلة لها مبررها في ظل المحاولات المستميتة لتفتيت المنطقة وإدخالها في صراعات لا تتوقف لهدم الدول مثلما يحدث في ليبيا واليمن وسوريا ومن قبلهم العراق.. فضلاً عن مؤامرات تحطيم الاقتصاد وخفض أسعار البترول وتشتيت الاهتمامات بإذكاء الصراعات العرقية والشحن الطائفي ونشر الفتن بين الشيعة والسنة وأيضاً بين أبناء المذهب الواحد بهدف التفتيت وتجزئة الأمم الواحدة.. إلخ من مؤامرات باتت واضحة لكل ذي عينين ولكل من يعمل الفكر فيما يدور حوله ليكتشف أن المستفيد الأول مما يحدث بالمنطقة العربية هو دول الاستعمار القديم الجديد!! الدول التي اتفقت في "سايكس بيكو" زمان تري الآن أن حدود الدول في المنطقة العربية يجب إعادة النظر فيها من جديد وتقسيمها إلي دويلات لتصبح إسرائيل هي القوة الأكبر في المنطقة.. وأدوات التنفيذ لهذا المخطط الخبيث تتم بأيد عربية وبتمويل عربي للصراعات والحروب التي تتم علي أرض الواقع.. فمتي يعود الوعي وندرك الخطر الداهم؟! الآمال كبيرة أن تكون القمة المصرية السعودية خلال هذا الأسبوع فاتحة خير للحفاظ علي وحدة الصف العربي في مواجهة تقطيع المنطقة.. وأن ندرك أن الجيش المصري المشهود بكفاءته وقدرته هو الدرع الواقية بعد تدمير جيشي العراق وسوريا.. وهذا أمر لا يعجب القوي التي كانت تخطط في ظلام لتفتيت مصر أيضاً!! ومن هذا المنطلق فإن المحاولات مستمرة لحصارها اقتصادياً.. وإغراقها في مشاكل كثيرة لا تخرج منها.. فهل نسمح بذلك؟!.. وهل ندرك أن وقوع مصر خطر علي الجميع خاصة دول الخليج؟! مصر لم تقبل أن تعيش علي المعونات والقيادة السياسية تسابق الزمن لإيجاد استثمار مباشر والارتفاع بمعدلات التنمية لحل المشاكل الاقتصادية.. وهو أمر يصب في إطار بناء بنية تحتية قوية تعتمد علي علاقات وأبعاد تاريخية وعسكرية واستراتيجية بين مصر والسعودية.. ولابد أن يتم ذلك من خلال إرادة حقيقية للارتقاء بالتعاون الاقتصادي والسياسي بين البلدين من منطلق أن قوة مصر هي قوة للسعودية.. والعكس صحيح تماماً.. ودعونا نتذكر دور خادم الحرمين المرحوم فيصل إبان نكسة "67" رغم ما كان بينه وبين الراحل جمال عبدالناصر ودعمه لمصر لإعادة بناء جيشها.. وأيضاً الدور الذي قام به مع الراحل أنور السادات في حرب أكتوبر واستخدام سلاح البترول في معركة التحرير.. ثم دور الراحل خادم الحرمين الذي رواه رجل المخابرات السعودي عندما ضرب الطاولة في مواجهة أوباما قائلاً له لا خطوط حمراء في دعم مصر وذلك بعد ثورة 30 يونيه وموقف الأمريكان منها!! أتمني أن تجهض القمة المصرية السعودية هذا الأسبوع كل الأقاويل التي تتردد حول العلاقة والخلافات وأن تؤكد بالأفعال أن الدولتين هما أساس الاستقرار وصمام الأمان في المنطقة.. وإنا لمنتظرون!!