في البحيرة حركة أدبية واعية يقودها مجموعة من الشباب الموهوبين ويرعاها مجموعة من الأدباء الكبار المؤمنين بقدرة الشباب علي النهوض بالحركة الثقافية في المحافظة التي أنجبت لمصر عشرات المبدعين والنقاد والمفكرين الكبار. حماس الشباب دفعهم إلي الإصرار علي إقامة معرض القاهرة الدولي للكتاب في محافظتهم لأول مرة في تاريخها . وحسنا أن استجاب رئيس هيئة الكتاب. د. هيثم الحاج علي. لهذا المطلب. خاصة أنه يدرك أن بهذه المحافظة حركة ثقافية نشطة . ربما تكون الإدارة الثقافية هناك ليست علي قدر طموح هؤلاء الأدباء والمثقفين. لكنهم لم يستسلموا لهذا الأمر وأصروا علي تدبير أمورهم بأنفسهم بعيداً. ليس عن البيروقراطية فحسب. وإنما بعيداً عن كراهية العمل الثقافي أصلاً التي تتبدي في تصرفات كثير من مديري الفروع الثقافية في أقاليم مصر . ولعل د. سيد خطاب رئيس الهيئة يلتفت إلي هذا الأمر ويجري حركة تغييرات بين هؤلاء المديرين الكسالي الكارهين للعمل الثقافي أقيم المعرض وحرص وزير الثقافة الكاتب حلمي النمنم علي افتتاحه مع محافظ البحيرة د. محمد سلطان ورئيس هيئة الكتاب د. هيثم الحاج علي . اللافت للنظر في هذا المعرض أمران أولهما أن برنامج النشاط الثقافي وضعه أدباء البحيرة بأنفسهم . شكلوا مجمعة عمل منهم تضم الشعراء عمرو الشيخ .و سعيد عبدالمقصود .و بهجت صميدة والصحفي محمد دوير بمعاونة باقي الأدباء. نحوا الفرع الثقافي جانباً. وإن تعاون معهم بعض العاملين بالفرع من المتحمسين للعمل الثقافي وعلي رأسهم محمد مصطفي البسيوني مدير الثقافة العامة. ربما لو تدخلت الإدارة الثقافية لجاء البرنامج والنشاط هزيلا وروتينيا وفاسدا. لكن الأدباء بحسهم الثقافي الواعي وضعوا برنامجا حاشدا بالفعاليات ومتوازنا من حيث اتجاهات وأجيال المشاركين فيه. لم تكن لديهم أي محاذير وهم يعملون علي اختيار الضيوف المشاركين في فعاليات المعرض . فاستضافوا مجموعة متنوعة من الشعراء والكتاب والسياسيين والفنانين . منهم علي سبيل المثال لاالحصر الشعراء سيد حجاب وجمال القصاص ومحمد الشهاوي ومسعود شومان وفارس خضر وسامح محجوب وماهر حسن وعيدالحليم وأحمد اللاوندي وأيهاب البشبيشي وغيرهم . ومن السياسيين جورج اسحق . ومن رجال الدين الشيخ أحمد كريمة . ومن الرياضيين أحمد شوبير . ومن الفناين محمود الجندي وغيرهم الأمر الآخر هو ذلك التعاون الذي أبداه د. محمد سلطان محافظ البحيرة . في فترة من الفترات يبدو أنه كان هناك من يحول دون تواصل المحافظ مع أدباء البحيرة. أو من ينقل إليه صورة ليست صحيحة عنهم. وهو ماأدي إلي وجود بعض الخلافات بين المحافظ والأدباء أشرنا إليها هنا . كل هذه الخلافات زالت عندما اتضحت الصورة للجميع . وتواصل المحافظ مع الأدباء واكتشف جديتهم واهتمامهم بتنشيط الحركة الثقافية في محافظتهم فأبدي الرجل استعداده للتعاون معهم وتلبية كل احتياجاتهم للدرجة التي تشعر معها الآن أن د. محمد سلطان أصبح نموذجاً للمحافظ الواعي المقدر لقيمة العمل الثقافي وكذلك قيمة المثقفين. لم يبخل الرجل بأي دعم علي المعرض وأنشطته . بل لم يكتف بحضور حفل الافتتاح وينصرف كما يفعل غيره من المحافظين . حيث حرص علي حضور الفعاليات والمشاركة في المناقشات. فضلا عن متابعته اليومية لكل صغيرة وكبيرة في المعرض وحرصه علي تذليل أي مشكلة تواجهه . لذا وجبت الإشارة إلي هذا السلوك المتحضر للمحافظ. ومن حسن الحظ أن المعرض أقيم في المكتبة العامة بدمنهور التي يديرها أحمد هواش والذي أبدي هو الآخر تعاونا شديدا مع الأدباء وجند نفسه والعاملين بالمكتبة لخدمة الضيوف والرواد علي مدي أيام المعرض العشرة. حرص الأدباء الذين نظموا المعرض علي الاحتفال برموز المحافظة من الأدباء والمفكرين الراحلين فاحتفوا في ندوات خاصة بابن البحيرة الراحل المفكر الكبير عبدالوهاب المسيري . كما احتفوا بالشعراء محسن الخياط. وفتحي سعيد. واسماعيل الحبروك .ومحمد هالوص .وبشير عياد . وحامد الأطمس وياسين الفيل. وناقشوا أعمال أدباء البحيرة الصادرة حديثاً . واستعانوا كذلك بكبار أدباء البحيرة في إدارة الندوات أو المشاركة في الفعاليات مثل الشاعرالكبير صلاح اللقاني .والمترجم والأديب السيد أمام. والقاص رضا إمام .والشاعر أحمد شلبي. وخصصوا يوما لأدباء نوادي الأدب بالمحافظة . وأقاموا أمسيات شعرية ونقدية وحفلات توقيع شارك فيها عشرات من أدباء البحيرةوالمحافظات الأخري مثل محمد الحناطي. ومحمد خميس .وحمدي عبدالعزيز. وأمين مراد. ومها الغنام .وهاني قطب الرفاعي .ومحمود القليني وأشرف دسوقي علي. ومحمد عزيز .ومحمود عبدالصمد زكريا. وعبدالمنعم كامل. و وعاطف الجندي . وسامح رخا . وعمرو العزالي .وعمرو الرديني .وعلي عبدالعزيز. ورشا الفوال. ومحمد السنباطي .ومحمد طعيمة .ومجدي عبدالرحيم .ومحمد عسكر. وسعد مكاوي .وابو السعود سلامة. وفاتن المصري .وعبدالحميد الفراش. ومحمد سامي .وباسم كمال الدين .وابراهيم خطاب. وهاجر عمر. وابراهيم غنيم. وايمن متولي .ووسام زين الدين وغيرهم. لقد أثبت أدباء البحيرة جدارتهم وقدرتهم علي قيادة العمل الثقافي في محافظتهم وحققوا نجاحا كبيرا في أول معرض يقام علي أرضها.. نرجو أن تتاح الفرصة لأدباء المحافظات الأخري لتدبير أمرهم بأنفسهم بعيدا عن تدخل الإدارات الثقافية المعوقة . وأمامنا أدباء البحيرة نموذجا.