* لا تتعجبي ان أرسل لك رسالتي في أول يوم من شهر رمضان ولكن المشكلة هي انني تشاجرت مع زوجتي في أول يوم والسبب عزومات رمضان. أنا يا سيدتي موظف بسيط مرتبي 150 جنيها ولدي ثلاث بنات في الثانوية العامة والاعدادية والصغيرة الثالثة عمرها خمس سنوات ونستعد لدخولها المدرسة بمصاريفها وملابسها وكل شيء.. زوجتي تريد ان تدعو اهلي واهلها في عزومة واخري لصديقاتها وازواجهن وكل عزومة من هؤلاء تتكلف ما لا يقل عن 500 جنيه فمن أين؟! قلت لها هذا.. جلست لتشكو قلة بختها وحظها العثر مما يدفعني لدفعها بعيدا عني وأنا غاضب.. يا سيدتي هل تقولين كلمة لزوجتي وسوف اعرض عليها الجريدة.. ارجوك. الصديق محمد ** هذه المشكلة اعتقد انها بدأت بعد عهد الخلفاء الراشدين مباشرة لأن وقتها فقد كان الصيام لله حقا ولرمضان طقوس عبادة فقط ودعوة الافطار والتواصل كانت من باب المثل الشعبي الحالي "الجود بالموجود" أو "بصلة المحب خروف" أي انه إذا جاء ذلك ضيفا قدمت له ما لديك حتي وان كان قليلا من اللبن وتمرات قليلة أما الآن اصبحت السفرة العامرة لابد ان يكون فيها لحمة من فئة الكيلو 60 جنيها علي الأقل وفراخ من فئة الكيلو 15 جنيها البيضاء و18 البلدي وربما العديد من الحلوي ولا ننسي الخضار وكيلو البامية بثمانية جنيهات والفاصوليا بتسعة جنيهات. المهم انه في هذه الحالة علي موظف مثلك ان يستدين لو عزم خمسة افراد فقط بالاضافة لك وزوجتك وبناتك في ثلاث عزومات عليك إذن بالجلوس بعد ذلك صائما فاطرا علي الماء باقي الشهر والزوجة لا تعرف امكانيات بيتها وزوجها فهي زوجة ظالمة لنفسها فإن الله لا يكلف نفسا إلا وسعها وكل يأتي من سعته وهذا ليس من باب البخل فقد كانت الاسر قديما تقدم طبق كنافة مع كوب شاي وسهرة لطيفة افضل من ملأ البطون ونسيان العبادة. يا اعزائي ويا عزيزي شهر مضان هو لنشعر بمن يصومون باقي العام قهرا ليتك تختزلين هذا كله في وجبة بسيطة لفقراء صائمين فتأخذين بها ثواب وهذا ايضا لا يكون الا في حالة الوفرة لديك أما كسر الرقبة لتحقيق المظاهر فهذا ما ينهي عنه الله ولو في شهرنا الكريم المفروض الابتعاد عن البذخ الشديد والاكثار من العبادة أما ما يحدث الآن من ملء للبطون ثم الجلوس أمام الدراما التليفزيونية لجهاز الاستفزاز المسمي تليفزيونا فهذا ليس شهرا للغيبوبة وإنما شهرا للعبادة وكل رمضان وكلنا بخير ورمضان كريم.