ارتفاع الأسعار يفسد بهجة رمضان ارتفعت أسعار السلع والخضراوات مع قدوم شهر رمضان واستمر هذا الارتفاع ليطال الأيام الأولي من الشهر، حيث وصل سعر الكوسة إلي 7 جنيهات بعدما كان سعرها 3 جنيهات في حين ارتفعت الطماطم من 5.1 جنيه إلي 3 جنيهات وارتفعت البامية إلي 8 جنيهات بعدما كان سعرها 5 جنيهات، وكذلك ارتفع سعر كيلو الخيار من جنيهين إلي أربعة جنيهات، ووصل سعر الفلفل الرومي إلي 5 جنيهات بعدما كان سعره جنيهين في حين ارتفع سعر ورق العنب من 10 جنيهات إلي 16 جنيها. علي الجانب الآخر زادت نسبيا منتجات الألبان حيث وصلت الزيادة إلي جنيه في كيلو اللبن وتم تخفيض حجم عبوات الزبادي البالغ سعرها جنيها ونصف الجنيه وارتفع سعر المكرونة السايبة من 5.2 جنيه إلي 5 جنيهات وارتفع كيلو الدقيق من 5.2 جنيه إلي 6 جنيهات. كما ارتفع سعر كيلو الأرز من 5.2 جنيه إلي 5 جنيهات حيث أثرت هذه الزيادات علي حجم الشراء وخفضت معظم ربات البيوت كميات الطعام والخضراوات في حين استغني البعض عن مكونات السلطة مثل الخيار والطماطم والفلفل الرومي والجزر ولجأوا لشراء الخضراوات منخفضة السعر. لا للعزومات ورفعت معظم الأسر شعار «لا للعزومات» مؤكدين أن الأزمة الاقتصادية وارتفاع الأسعار قضيا علي الاستمتاع بالشهر الكريم بكل عاداته وعلي رأسها العزومات. وتقول هند مدكور ربة منزل إن ارتفاع الأسعار كان صدمة لها ولم تستطع شراء احتياجاتها من السوق واكتفت بشراء كرنبة واحدة بعدما فاوضت البائع وخفضت سعرها من 7 جنيهات إلي 5 جنيهات، ولجأت لشراء برطمان صلصة بدلا من شراء الطماطم. في حين أكدت هدي أحمد - موظفة - أنه لا يوجد مجال للعزومات هذا العام نظرا لارتفاع الأسعار بشكل مبالغ فيه وكذلك بسبب ارتفاع درجات الحرارة وشدة الحر حيث لا يتيح الجو فرصة العزومات مثل زمان. ومن جانبها أكدت حنان عماد ربة منزل أننا لا نستطيع الاستغناء عن هذه العادة حيث تكون الفرصة الوحيدة للقاء العائلة ولكن فكرنا في حلول لهذه المشكلة بعدما زادت الأسعار وأصبح من الصعب تحمل نفقات عزومة كاملة وقررنا أن تقوم كل واحدة بعمل أحد الأصناف والاجتماع علي الإفطار في أحد المنازل وفي نفس الوقت لا يكون هناك عبء مادي علي كاهل أحد. يقول أحمد حسن - مهندس: إنه يقوم بتخصيص الأسبوعين الثاني والثالث من رمضان للعزومات كل سنة حيث دعوة الأهل أولا ثم الأصدقاء وتبادل العزومات فيما بينهم خاصة أن البيوت قريبة من بعضها وهو نفس الأمر بالنسبة ل «عبدالرازق محمد» - محاسب - والذي يشير إلي أن الأحوال تغيرت بعض الشيء عن زمان إلا أنه حريص علي عدم قطع هذه العادة ويحاول التغلب علي الأزمة المادية من خلال تقليل عدد العزومات حيث يقوم بدعوة أهله كلهم مع بعض في يوم وأقرب أصدقائه معا في يوم آخر بدل من دعوة كل فرد علي حدة مما يساعد علي تقليل تكاليف هذه الأيام. أما «حميد فهمي» - مدرس - فيري أن هذه العادة ليست فرضا عليه وبالتالي أصبح لا يقوم بها إلا في أضيق الحدود مع أفراد أسرته فقط وكمان بأبسط التكاليف وتحدث «إيهاب عبدالله» مرشد سياحي في نفس الإطار حيث قلة عدد العزومات التي يدعو لها ولكن بشكل مختلف حيث التعاون بين أفراد الأسرة الكبيرة بأن تقوم كل منها بالمشاركة في العزومة بنوع معين من الطعام تختاره لتقوم بتجهيزه وإحضاره هو ما يعرف ب «دش بارتي» وقد يضفي ذلك شيئا من التغيير المطلوب أحيانا علي جو هذه العزومات بالإضافة إلي التغلب علي الأزمة المادية في تكاليفها. من السنة للسنة فيما تري «هناء محمود» - مدرسة - أن شهر رمضان مش بييجي غير من السنة للسنة وبتعمل حسابه قوي قبل قدومه بفترة كافية ومن ضمن هذه الحسابات هي تكاليف عزومات الشهر باعتبارها من أهم علاماته واصفة «هو رمضان يبقي رمضان من غير اللمة» وتختلف معها «هدي عبدالهادي» ممرضة بأحد المستشفيات الحكومية حيث تري أن الظروف اتغيرت كثيرا عن زمان وكل حاجة غليت والأسعار في ارتفاع مستمر وبناء عليه لا يمكننا التمسك والاستمرار في عادات قد تثقل كاهل الأسرة خاصة في مثل هذا الشهر الذي يعتبر بطبيعته مكلفا عن باقي شهور السنة وهو نفس الأمر الذي اعترفت به «ثريا إبراهيم» موجه مالي في التربية والتعليم حيث أكدت أن الرواتب مازالت زهيدة في مقارنتها بالأسعار الجنونية. التكافل الاجتماعي وتقول دكتورة «عائشة شكر» أستاذ العادات والتقاليد بمعهد الفنون الشعبية بأكاديمية الفنون إن عادة عزومات شهر رمضان لدي الأسر المصرية ترجع إلي كوننا مجتمعا زراعيا في المقام الأول قائماً علي التكافل الاجتماعي بين أفراده في إطار الخير، وتري أن الأزمة الاقتصادية لم تخف هذه العادة وإن كانت غيرت منها بعض الشيء وقللتها نسبيا والتواصل بين الناس في هذه الحالة يعتبر من نسيجنا الاجتماعي خاصة في ظل غياب دور الدولة مما يتم تعويضه من خلال هذه العادات في إطار قدراتنا المحدودة أما في الأسر الكبيرة أو كما هو متعارف عليه «البيت الكبير» يتم التعاون بين أفراده كنوع أيضا من التكافل حيث تشارك كل أسرة منه بنوع من الطعام كتغيير لشكل هذه العزومات خاصة في الطبقة الوسطي أو حتي تتحمل كل أسرة جزءاً من التكاليف المادية مباشرة وهو ما يعني استمرار هذه العادة وإن كانت بأشكال مختلفة وطرق جديدة يشارك فيها الجميع.