قد يكون السيد حسن راتب رجلاً مخلصاً لمصر ووطنياً صادقاً باعتباره من رجال الأعمال الناجحين في هذا البلد.. وقد تتضمن أعماله خدمات جليلة يؤديها للمصريين علي مختلف مستوياتهم.. وللحقيقة لم نسمع عنه ما يشين سمعته أو ما يهز صورته كرجل أعمال ناجح. كل هذا شيء جميل ولا ينكره أحد.. لكن الخضوع لقوانين البلد إجراء يجب أن يطبق علي الجميع ولا يستثني منه أحد.. وأعتقد ان مقولة: "أنت متعرفش أنا ابن مين" لم تعد صالحة للاستخدام في هذا الزمن!! فقد انتهت بانتهاء عهد النظام السابق. رجل الأعمال حسن راتب كان مسافراً من مطار الأقصر الدولي يوم الجمعة الماضي.. وكانت برفقته إحدي السيدات.. وعند قيام إحدي الشرطيات بعملها في إجراءات التفتيش اللازمة للركاب رفضت تلك السيدة الخضوع للتفتيش.. ومن بينها ضرورة أن تخلع حذاءها امتثالاً للتعليمات الأمنية أصرت الشرطية علي أن تقوم السيدة بخلع حذائها.. لكنها انفعلت جداً وأبت ورفضت تنفيذ التعليمات!! هنا تدخل السيد حسن راتب موجهاً حديثه إلي الشرطية بأنه مسافر علي متن طائرة خاصة به في إشارة ضمنية كما ذكر الموقع الالكتروني لصحيفة المصري اليوم انه رجل مهم.. وهو يرغب في عدم تطبيق التعليمات الأمنية عليه أو علي السيدة التي ترافقه.. لكن الشرطية من جانبها تمسكت بضرورة تطبيق الإجراءات الأمنية علي الجميع.. وبالتالي رفضت مروراً لسيدة دون تفتيش. تسبب هذا الموقف في تعطيل جزئي لإجراءات التفتيش خاصة في ظل وجود أعداد كبيرة من الأطباء كانوا عائدين بعد مشاركتهم في مؤتمر طبي عن أطفال الأنابيب. كنا ننتظر من رجل الأعمال السيد حسن راتب أن يتدخل لإنهاء الأمر بسهولة ويسر ويأمر السيدة المرافقة له أن تلتزم بأوامر الأمن.. لكنه انفعل هو الآخر واستدعي رجال أمن المطار الذين حاولوا تهدئته واقناعه بالمثول للتفتيش هو والسيدة المرافقة له.. لكنه ظل منفعلاً وقال لهم: "أنا مكلم مدير الأمن حالاً"!! قال مصدر أمني بالمطار انهم حرروا مذكرة بالواقعة ورفعوها للقيادات الأمنية. لعل رجال الأعمال السيد حسن راتب يذكر جيداً انه منذ سقوط الطائرة الروسية في سيناء. وهناك تعليمات مشددة بضرورة التشديد في الإجراءات الأمنية.. ولا يصح في هذا المقام أن يتم استثناء أحد.. وقد شاهدنا كثيراً من الوزراء يخضعون للتفتيش في المطارات وينفذون كل ما يطلب منهم حرصاً علي سلامة ركاب الطائرات خاصة بعد هذا الحادث. ما الذي كان سيخسره رجل الأعمال لو أمر السيدة المرافقة له أن تلتزم بإجراءات التفتيش الأمنية وتخضع لتعليمات الشرطية التي تتولي هذه المهمة.. كان الوضع حينئذ سيتم بسهولة ويسر. ولا يحتاج رجل الأعمال أن يتصل بمدير أمن المطار ولا بالسيد وزير الداخلية أو بالسيد رئيس مجلس الوزراء.. فلماذا التعقيد والانفعال علي رجال الشرطة وعلي الشرطية التي كانت تنفذ التعليمات. السيد حسن راتب كانت حجته انه سوف يسافر علي طائرة خاصة به والأمر لا يحتاج حينئذ إلي تفتيش.. لكن ماذا لو فرضنا ان السيدة التي رفضت الإجراءات الأمنية كانت تحمل معها ممنوعات.. أليس ذلك أمراً وارداً؟! وألا يتذكر رجل الأعمال سيدة المطار التي انفعلت علي رجال الشرطة وكانت في طريقها للغردقة وضربت ضابطاً بيديها في صدره أكثر من مرة. ثم حوكمت وأخذت حكماً تنفذه الآن في سجن السيدات؟! ثم ماذا لو فرضنا أيضاً ان السيدة المرافقة لرجل الأعمال كانت تحمل قنبلة أو ما شابه ذلك وتركتها في مكان ما قبل أن تركب الطائرة الخاصة به.. وأقول ذلك افتراضاً وعلي سبيل المثال أفلا يعد ذلك خروجاً علي التعليمات الأمنية؟! في اليوم التالي للواقعة أصدر رجل الأعمال حسن راتب بياناً أذاعه فريد عبدالمجيد مدير العلاقات العامة بشركته.. قال فيه: إن السيدة المرافقة هي زوجة رجل الأعمال وقد امتثلت للتفتيش وخلعت الحذاء وان اعتراضه كان علي الطريقة المهينة التي مارستها الشرطية.. وأكد احترامه الكامل لجهاز الشرطة.