الدكتور يحيي الرخاوي - أستاذ الأمراض النفسية والعصبية بكلية طب قصر العيني.. رحلة علمية وحرفية تمتد لأكثر من 60 عاماً في مجال طبي من أصعب التخصصات وهو الطب النفسي.. يصول ويجول داخل النفس البشرية لاكتشاف دقائقها وما يؤثر فيها من أمراض نفسية - قد تؤدي إلي أمراض عضوية ليساعدها لتحيا حياة طبيعية في سلام مع نفسها. في حوار اختص به "المساء" تحدث د. يحيي الرخاوي عن العديد من الأمراض الاجتماعية التي تربطها علاقة تبادلية بالأمراض النفسية. قال إننا لا نعاني ظاهرة إلحاد وإن كانت فهي علي الألسنة فقط متهماً الإعلام بأنه لعب دوراً سلبياً تجاهها.. كما حمله مسئولية انتشار الإعلانات التي تتحدث عن الأبراج والفلكيين.. قائلاً: عليه أن يخجل مهما كان العائد. أكد ل "المساء" أن تردي الأخلاق والصوت العالي مؤشر قوي لعدم احترام الآخرين.. كما أن الخطاب الديني في أزمة ويحتاج ثورة حقيقية وحذر من مراكز علاج الإدمان ووصفها بأنها ليست تجارية فحسب ولكنها تدار في الظلام. * سألناه: تردي الأخلاق في الشارع المصري من وجهة نظركم ما هي الأسباب والحلول؟ ** أحياناً أشعر أن الكلام عن الأخلاق هو ضد الأخلاق. الأخلاق "فعل" لا يوصف بالكلام. والأخلاق هي لب الحضارة ونور من الإيمان. والحضارة تصنع بالعقل والإبداع لا بالكلام عنها ولا بالفخر بها. والإيمان طريق كدح من الأصل إلي ما لا نهاية له الذي ليس كمثله شيء. كلما طلب مني الحديث عن الأخلاق توقفت لاتساءل: وما الفائدة؟ كان رسول الله صلي الله عليه وسلم خلقه القرآن. لا أكثر ولا أقل. والقرآن الكريم دستور الإيمان. وهو يعلمنا كيف نقرن الإيمان بالعمل "الذين آمنوا وعملوا الصالحات". ونادراً ما يوصي مباشرة بالخلق الحسن دون إلحاقه بعمل الصالحات. ثم تأتي التوصية بالأخلاق تالية: "إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات". ثم "وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر". الفهلوة والصوت العالي * الفهلوة والصوت العالي من السمات المسيطرة علي سلوك البعض. ما تعليقك؟ ** الفهلوة الإيجابية هي نوع من الحذق الذي اتصف به المصري عبر التاريخ. وأحياناً تقترن بالشطارة. فالشاطر حسن. كان شاطراً. أما علي الزيبق المصري فكان فهلوياً إيجابياً. وحين تطبق الفهلوة في المفاوضات السياسية يمكن أن تحقق انجازاً لو توجهت إيجابياً. ويمكن أن تذهب لمن لا يتقنها إلي ألعن الكوارث. أما الصوت العالي فهو مواكب لعدم احترام حقوق الآخرين. وهو دليل علي ضعف الحجة عادة. وحتي الصوت العالي في الميكرفونات في رفع الآذان أعتقد أنه بعيد عن السنة الصحيحة. لأنه يتجاوز قدرات الإحساس العادية التي تلزم المسلم بالاستجابة للآذان العادي. دون أن توقظ المريض من نوم يحتاجه مثلاً. * كيف نعلي من ثقافة العمل والقيم والأخلاق؟ هل تري أن لجنة الأخلاق التي أعلن عنها الرئيس السيسي هي الحل؟ ** نعلي ثقافة العمل والقيم والأخلاق. بالعمل والقيم والأخلاق. وليس بالكلام عن العمل والقيم والأخلاق. وهذا يكون أهم حين يمارسه القادة قدوة حسنة. "وأعني بالقادة أي رئيس لأي عمل وليس الرئيس وحده" وأحياناً أنبه نفسي قبل غيري ألا أتورط في أن يكون حديثي للناس عبر الإعلام هو أنه "علي الإنسان أن يكون كويسا". وألا أردف متحمساً: "لأن الإنسان الكويس: هو أحسن من اللي ماهوش كويس". ما هذا؟!! أنا آسف. تسيب متراكم * ما العوامل التي أثرت علي تغيير تركيبة الشخصية المصرية؟ ** شاع أن هذه العوامل هي ما طرأ علينا من بضع سنوات. لكنني لا أقر هذا الرأي. فكل ما حدث أنه رفع الغطاء عما تراكم فينا من تسيب. وبعد عن الله. وذلك بسبب أساسي هو فساد التعليم من عشرات السنين: حين أصبحت مهمة المدرس. بالتعاون مع الأهل. هي "تقنين الغش". وإذا بالذي يصل للصغير هو سموم لا أخلاقية سابقة التجهيز. وحين يكبر هذا الصغير ويصل إلي سن الشباب وتتاح له فرصة الانفلات ينفلت دون رادع وأحياناً دون هدف. أو يمارس كل أنواع الفساد وهو يتجشأ بألفاظ أخلاقية. * كيف تري سيطرة التفاؤل والتشاؤم في الشارع المصري وانتشار فوبيا الخوف من الحسد حتي بين أفراد العائلة الواحدة وانعكاس ذلك علي العلاقات الاجتماعية؟ ** التفاؤل والتشاؤم شيء. وفوبيا الخوف من الحسد شيء آخر. التفاؤل ليس ترجيح الخير في المستقبل من الوضع جالساً. لكنه العمل فوراً علي تحقيق ما نتفاءل بشأنه ببداية السير في طريقه وحمل مسئولية تحقيق ما ترجوه بدءاً من هذه اللحظة. ثم كل لحظة. أما التشاؤم فهو تبرير لليأس الذي أسميه "رفاهية العجز". مع أن المفروض أن يكون حافزاً لرفض أسبابه بفعل مضاد. أما الخوف من الحسد فهو صفة شعبية لها جذور تاريخية وأسطورية ودينية وعلمية وشبه علمية. لكن لا ينبعي أن يطلق عشوائياً لإفساد العلاقات بين الناس. الأقرب فالأقرب. صفات المصري * في رأيك ما الذي يريده المصريون ويتطلعون إليه حالياً ومستقبلاً ** المصري العادي متواضع في طموحاته برغم قدرته علي الإعجاز في انجازاته عند المأزق خاصة. وهو حين بني الهرم لم يكن همه أن يتركه للتاريخ ليعلن به معني المثابرة والتحدي فالخلود. وإنما كان هم العامل المصري أن يضع حجراً فوق حجر فوق حجر في خطة علمية دينية محسوبة. المصري لا يطلب إلا الستر والكرامة. وإن لقي العيش يبقي الغموس "بشرقة" "يعني فضله زائدة" وليس معني هذا أنه يقبل العيش تحت خط الفقر. أو يستبيح لمستغل جرح كرامته امتهاناً لحاجته. وأعتقد أن هذه المطالب البسيطة المصاحبة بهذه المعاني الجميلة مازالت موجودة في الريف دون أن يشوهها التليفزيون. ومع ذلك فأنا أوافق - حسب ما يصلني مؤخراً - أن أقر أنها تراجعت قليلاً أو كثيراً. * الأبراج وانتشار نشاط الفلكيين وكثرة إعلاناتهم عبر الميديا كيف تري مدلول ذلك كله؟ ** المفروض أن احترام دورات الأبراج يصالحنا بطريق غير مباشر علي الطبيعة. وذكر النجوم والشمس والقمر ودورات الإيقاع الحيوي والطبيعي والكوني كثيرة ودالة في القرآن الكريم. أما هذا الشائع من التسليم للمجهول عبر النجوم فهو ضد القيم الدينية الإيجابية. والإعلام مسئول عن قبول الإعلانات عن مراكز ومشايخ هذه الممارسات بشكل مخجل وعليه أن يخجل مهما بلغ مقابل ما يقبض ثمن هذه الإعلانات. * ما رأيكم في تواجد العرافين ومن يقرأون في أشهر شوارع مصر علي سبيل المثال شارع عباس العقاد ومكرم عبيد وفي الأماكن العامة كحديقة الحيوان؟ ** فكرة أن هذه الأمور مقصورة علي الشريحة الدنيا في المجتمع. هي فكرة خاطئة. لأنها منتشرة بين من يسمون "الذوات والمرفهين" بل إن مثل ذلك موجود في الدول المتحضرة. بل إن بعض الرؤساء والمسئولين في الغرب والشمال اعترفوا باللجوء إليها أحياناً. هذا غير ما نسمع عنه ونشاهده في مباريات كرة القدم. حتي الدولية منها. أما انتشار هذه الظاهرة في الأماكن العامة فهذه مسألة ينظمها القانون. ومادام أنه لا يجرمها. ولا يحرمها الدين. فيصعب التعامل معها إلا إذا تجاوزت الحد القانوني مثل إشغال الطريق أو إثارة الشغب. مقولة شائعة مسيئة * كلنا مرضي نفسيون بدرجة أو بأخري مقولة تتردد. فما مدي صحتها؟ ** هذه مقولة شائعة بغير وجه حق. وهي تسيء للمرضي أكثر مما تسيء للأصحاء. وأنا لا أوافق علي تعبير مثل "الاكتئاب القومي". إذ لا يصح أن تصف شعباً بأكمله باسم مرض - ثم إن الحزن والقلق والتوتر كل هذه مشاعر تدل علي حيوية وتفاعل الناس مع المأزق الذي نمر به فهي ليست أعراضاً لمرض بذاته. * هل لديكم إحصائية بأعداد المصابين بالاكتئاب؟ وما الأسباب وراء تزايدهم وعلاقته بزيادة حوادث الانتحار؟ ** لا توجد في مصر احصائيات علمية محكمة يمكن الاعتماد عليها بشكل حاسم. وحتي الانتحار لا يمكن الإقرار بأنه زاد. وكل ما يمكن رصده عنه هو التهديد بالانتحار أو الشروع في الانتحار وليس فعل الانتحار ذاته. ومازال الشعب المصري - ربما لروادع دينية - من أقل الشعوب إقداماً علي هذا الفعل الهروبي "في أغلب الأحوال". * هل هناك علاقة بين الأمراض المزمنة والاكتئاب؟ ** الاكتئاب هو نوع شائع من الأمراض النفسية. وقد يحدث نتيجة لظروف غير نفسية مثل الأمراض المزمنة خاصة الأمراض المستعصية. وعلينا أن نحترم هذا النوع لأن سببه واضح فمن ذا الذي يستطيع أن يتحمل دون أن يكتئب أو يعرف أن مرضه لن يشفي قريباً أو لن يشفي أبداً. * هل ثقافة المجتمع مازالت تحول دون التردد علي الطبيب النفسي؟ وهل مازال من قبيل الأمور التي يجب اخفاؤها؟ ** لا طبعاً. بل إنني ألحظ فرط اللجوء للطبيب النفسي سواء في المستشفيات العامة والخدمات المجانية أو في العيادات الخاصة. ثم إن انتشار الأطباء النفسيين في وسائل الإعلام - ولا أبرئ نفسي - زاد عن الحاجة. وتسمي هذه الظاهرة أحياناً "نفسنة المجتمع". أي محاولة التبرير "أو التفسير النفسي" لكثير من المظاهر السلبية في المجتمع. وهذا توجه ضار لأنه تبريري أكثر منه تفسيراً. فالطالب الفاشل بدلاً من أن يجتهد ويصلح نفسه ويؤدي واجبه أفضل. يبحث هو أو أهله عمن يحل له عقدته من مدرس الانجليزي مثلاً. وهكذا. * هل المواطن المصري يعاني ازدواجية في سلوكياته؟ وما مؤشرات ذلك إن وجدت؟ ** كل إنسان يعيش ازدواجية طبيعية. لأن التركيب البشري هو متعدد بطبيعته. ولم يعد يكفي ولا هو علم ثابت أن يتركز الكلام عن الشعور واللاشعور لأن كل شخص هو عدة شخوص في نفس الوقت. لكن في لحظة معينة يصبح واحداً يتألف من هذه الشخوص فيكون أحدها هو القائد لسلوك معين في وقت بذاته. كذلك هناك من يتصور أن تغيير الرأي حتي إلي النقيض هو دليل ازدواجية. مع أنه قد يكون دليلاً علي المرونة ومراجعة النفس. وقبول رأي مخالف لما سبق أن رآه. وهذه دليل نضج الشخصية وليس مظهر ازدواجية. الإدمان وعلاجه * ماذا تقولون عن الإدمان بكل صوره وأشكاله والمواد التي يعتمد عليها؟ وما تعليقك علي انتشار الترامادول الصيني وهل هو أكثر خطورة من نظيره المصري؟ ** كلها سموم قبيحة. والإدمان يقوم بدور بديل لإعطاء المتعاطي شعوراً مصنوعاً يوحي بحركية الوعي. ومن ثم الحرية التي يفتقدها في حالته العادية. وتلك المساحة من الحرية التي لا يجدها في الفرص المتاحة له في أحواله الروتينية. لذلك فأنا أشبه الإدمان أحياناً ب "الملعقة الكيميائية" التي تحرك الوعي قسراً مادام المجتمع لا يعطي فرصاً كافية للإبداع الطبيعي الذي يتحرك نحو الجديد والمفيد. أما الترامادول الصيني فلم يبلغني أي بحث مقارن يفيد زيادة خطره عن الترامادول العادي. كما لم يصلني احتمال خلطه بمواد أكثر سمية. لكن لعل صفة "الصيني" تطلق عليه مثل كثير من البضاعة الصينية التي تقلد ماركات أصلية. * ماذا عن مراكز علاج الإدمان والاتهام الموجه للبعض بأنها تجارية بحتة وتسعي لأن يلجأ لها المريض باستمرار باعتباره عميلاً دائماً حتي تضمن بقاءه؟ وكيفية التصدي لها؟ ** هذه المراكز انتشرت بشكل خطر. وهي للأسف بعيدة عن تنظيمات القانون الذي ينظم التعامل مع المرضي النفسيين عموماً بمن فيهم المدمنون. ويقوم بالتفتيش علي المستشفيات المقننة رسمياً دون هذه المراكز التي تدار خارج القانون. وخارج علم وزارة الصحة. والمسألة ليست فقط في أنها تجارية. ولكنها خطر وغير مسئولة. فكل ما يجري بها يجري في الظلام. الإلحاد.. وهم * الإلحاد مصطلح تردد علي الألسنة في السنوات الأخيرة هل نعاني ظاهرة إلحاد حقيقية؟ ما الأسباب والحلول؟ ** لا أظن أن الإلحاد انتشر إلا علي الألسنة فقط. وقد لعب الإعلام مؤخراً دوراً سلبياً في هذا الشأن. ومرحلة الشك التي يمر بها بعض الشباب والتي هي جزء لا يتجزأ من التفكير البشري يمكن أن تكون طريقاً للإيمان الأقوي. والإمام الغزالي صاحب "إحياء علوم الدين" قد مر بها. وكتب عنها كتابه "المنقذ من الضلال". ثم إن الإلحاد هو مجرد وهم عقلاني ورأيي أنه مستحيل بيولوجياً. لأن الخلية الحية لا يمكن أن تستمر حية إلا لأنها تحافظ علي علاقتها بالوعي الأشمل المتمادي إلي وجه الله. فالإنسان الذي يتوهم أنه ملحد عليه أن يراجع نفسه - وخلاياه - مادام مازال علي قيد الحياة. * ماذا عن الخطاب الديني وضرورة تجديده وأصابع الاتهام الموجهة للخطاب الديني الردئ والمتطرف بأنه وراء معظم مشاكلنا؟ ** الخطاب الديني في أزمة حقيقية يحتاج إلي ثورة حقيقية. وطالما أن التفسيرات وصية علي الأصل. وأن النقل وصي علي الاستلهام والإبداع والكدح إلي وجه الله والاستلهام من كتابه مباشرة. طالما كل ذلك كذلك. فلا فائدة من تلك المحاولات القاصرة التي تسمي تجديد الخطاب الديني. علينا أن نحسن فهم علاقتنا بالله وأن يكون التدين طريقاً للإيمان وليس بديلاً عنه. * خلط البعض بين دور المعالج النفسي والمشعوذ والدجال.. ما تقييمك لذلك؟ ** العلاج الشعبي "غير الطبي" وهو أحياناً يسمي الطب البديل هو - من حيث المبدأ - محاولة لسد نقص الطب التقليدي الذي سجن أغلبه داخل مؤسسات سلطوية تعمل تحت وصاية واحتكارات شركات الأدوية. لكن ليس معني ذلك أنه أفضل. لكن لعله صيحة تنبيه للطب والأطباء إلي ضرورة الحوار مع البدائل المعيقة. ربما فيها إيجابيات تخفي عليهم وهم واقعون تحت تأثير من يستعملهم كأدوات لمؤسسات مالية استغلالية عملاقة علي حساب المرضي تحت اسم العلم. وأمل أن يحسن الأطباء تحسين مهنتهم حتي يرجع الطب فناً للمداواة والمواساة. وليس مجرد أبحاث معملية وعقاقير باهظة. الجنون والعبقرية * يتردد أن الفرق بين الجنون والعبقرية خيط رفيع. فما حقيقة ذلك؟ ** هذا صحيح فالجنون إبداع مجهض. والعبقرية اختراق لمرحلة التفكك التي تشبه الجنون لكنها تكمل الطريق إلي اختراق المألوف دون هزيمة فإعادة تشكيل المخ والمعلومات بإضافات إبداعية عبقرية مفيدة. * ما رأيكم في زيادة معدلات الجريمة؟ ** لا يوجد داع للربط بين الجريمة والمرض النفسي "حتي الجنون" فنسبة الجرائم التي يرتكبها الأشخاص العاديون أكثر من تلك التي يرتكبها المجانين. وليس كل مجنون يرتكب جريمة هو غير مسئول عن فعل الجريمة. بل إن هناك مدرسة تقول إن الجنون نفسه هو نوع من الاختيار من مستوي أعمق من وجود الشخص الذي تورط فيه. وبالتالي تحمل المجنون مسئولية جنونه. وبالتالي ايضا تدعوه للإسهام في اختيار الصحة والشفاء بديلاً من خلال العلاج. * العنوسة والظواهر الاجتماعية التي جدت علي المجتمع المصري ما تقييمك لها؟ ** أعتقد من واقع خبرتي المحدودة - أن العنوسة زادت فعلاً عن ذي قبل. وهذا ليس علامة سيئة علي طول الخط. وعلينا أن نعيد النظر في استعمال هذا التعبير "عانس" في سن باكرة نسبياً. إن تأخر الإناث في الزواج وترددهم في اتخاذ قراره. قد يكون دليلاً علي اتساع فرص الحرية لهن. وايضا قد يشير إلي تراجع صفات الرجولة المسئولة في المتقدمين. وعموماً: مما يجعل المرأة تمعن في النظر. حتي تري السلبيات أكثر. لكن هذا ليس مبرراً. علي الفريقين أن ينتبهوا حتي لا ينقرض البشر!! الطب النفسي مهدد * كيف تري مستقبل الطب النفسي في مصر؟ ** مستقبل الطب النفسي في مصر وفي غير مصر مهدد نتيجة لإغارة نوع من التداوي بالعقاقير فقط. علي حساب كل أنواع العلاج الإنساني والمعرفي والسلوكي والإبداعي. لكن هناك مدارس ومؤسسات محلية وعالمية تحاول مواجهة هذا الاحتمال وتطرح وتروج لأساليب جديدة. أكثر إنسانية وإبداعاً مثل العلاج الجمعي. والعلاج المعرفي والوسط العلاجي والعلاج التطوري وكل هذا يحيي الأمل في إصلاح ممكن. * رسالة توجهها للمواطن المصري خاصة من لا يشعرون بالرضا والمتمردين؟ ** عزيزي المواطن المصري العريق.. أنا لا أعرف كيف أنصح. بل أحياناً أري النصح والإرشاد دون قدوة في العمل والمعاملة. كذبة وتضليلاً.. دعني أوصي المواطن المصري. وكل إنسان يشارك في تشكيل الوعي الإنساني الإيماني الجديد: بقول أحد الصوفيين "إن الله سوف يحاسبنا عن كيف نملأ الوقت بما هو أحق بالوقت". فانظر في وقتك عزيزي المواطن - الإنسان. ودقق في احترام الدقائق. وأحياناً الثواني. وأعرف - وأنت علي نفسك بصيرة - هل تملؤها فعلا بما تستحق. "فمن يعمل مثقال ذرة خيراً يره ہ ومن يعمل مثقال ذرة شراً يره".