عاد الرئيس عبدالفتاح السيسي إلي أرض الوطن الليلة الماضية. قادماً من المملكة العربية السعودية بعد زيارة استغرقت يومين حضر خلالها ختام تدريبات مناورات "رعد الشمال" والذي شاركت فيه 20 دولة عربية وإسلامية بحضور خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وعدد من قادة الدول. التقي الرئيس السيسي خلال زيارته للمملكة بخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وشهد اللقاء توافقاً حول أهمية مجابهة جميع محاولات التدخل في الدول العربية أياً كانت مصادرها. وذلك حفاظاً علي النظام العربي وترميمه وتقويته في مواجهات محاولات اختراقه وإضعافه. أكد الجانبان خلال لقائهما قوة وعمق العلاقات بين البلدين والشعبين الشقيقين وضرورة تعزيز التعاون بينهما. والذي يكتسب أهمية مضاعفة في المرحلة الراهنة بالنظر إلي التحديات المختلفة. وفي مقدمتها مكافحة الإرهاب وإرساء الأمن والاستقرار وتحقيق التوازن في المنطقة. وأكد العاهل السعدوي الأهمية الاستراتيجية لمصر. مشيداً بالمواقف المصرية للدفاع عن القضايا العربية ومثنياً علي دورها الفاعل لتعزيز العمل العربي المشترك علي جميع الأصعدة. أشاد الرئيس بالمواقف السعودية المشرفة والمقدرة إزاء مصر وشعبها.. مشدداً علي ضرورة تعزيز التعاون والتنسيق المشترك بين البلدين في مواجهة التحديات المختلفة. وأكد الرئيس حرص مصر علي أمن منطقة الخليج العربي الذي يعد جزءاً لا يتجزأ من الأمن القومي المصري. ولا تقبل مصر أي مساس به. أضاف الرئيس أنه يتعين تعزيز وحدة الصف والتضامن العربي ولاسيما في المرحلة الراهنة. مؤكداً أن التكاتف العربي من شأنه حماية الدول العربية من الأخطار التي تهددها والتصدي لأية محاولات للتدخل في شئونها الداخلية. بالإضافة إلي العمل علي استعادة استقرار الدول التي تعاني من ويلات الإرهاب والمواجهات المسلحة. أكد الرئيس أهمية رفع الكفاءة القتالية للقوات المسلحة في الدول العربية وتدريبها علي المواجهات المسلحة ضد التنظيمات الإرهابية والجماعات غير النظامية من أجل المساهمة بفاعلية في الحفاظ علي الدول العربية وصون مقدرات شعوبها. مشيداً بمناورات رعد الشمال العسكرية. ومنوهاً إلي أن هذه المناورات ليست موجهة ضد أي طرف وإنما تحمل رسالة واضحة تعكس قدرة العرب علي التكاتف والاصطفاف والدفاع عن مصالحهم في مواجهة التحديات. كما تطرق اللقاء إلي تطورات الأوضاع علي الساحة العربية في ظل الهجمة الشرسة التي تتعرض لها الأمة العربية وسعي بعض الأطراف والجماعات المتطرفة لاستغلال الفراغ الذي خلفه الاقتتال الداخلي وحالة الضعف في بعض الدول للتوسع والاضرار باستقرار ومستقبل شعوب المنطقة. كانت المرحلة الرئيسية للتدريب المشترك "رعد الشمال 2016" قد أقيمت أمس بمشاركة وحدات من القوات المسلحة المصرية والسعودية مع 20 دولة عربية وإسلامية شقيقة بالإضافة لقوات درع الجزيرة. والذي استمر علي مدار الأسابيع الثلاثة الماضية بمجمع ميادين التدريب بمدينة الملك خالد العسكرية بمحافظة حفر الباطن شمال المملكة العربية السعودية. بدأت المرحلة بإنزال عناصر الوحدات الخاصة المحمولة جواً "من قوة فهد" لتنفيذ مهام القضاء علي تنظيم إرهابي معادي يخلق حالة من التوتر وعدم الاستقرار بالمنطقة في ظل الحماية الجوية من طائرات دول التحالف. وقامت عناصر القوات الجوية بتدمير الأهداف المعادية وتنفيذ طلعات استطلاع وحماية لدعم ومعاونة أعمال قتال القوات المشتركة وتدمير الاحتياطات المعادية بمساندة المدفعية ذات القوة النيرانية العالية ودفع المفارز الميكانيكية والمدرعة لاختراق دفاعات العدو وتدميره وتحقيق المهام في العمق بمعاونة الطائرات الهليكوبتر المسلح وعناصر المقذوفات الموجهة المضادة للدبابات بمشاركة سبع مجموعات تضم الدول المختلفة هي "قوة عمر". "قوة عثمان". "قوة خالد". "قوة العريش". "قوة رفح". "قوة الباطن". بالإضافة إلي قوة سلمان التي تعمل كاحتياطي لتنفيذ الهجمة المضادة وتقديم المعاونة النيرانية للقوات الصديقة حيث تم تقسيم القوات المشاركة من الدول المختلفة في مجموعات متجانسة من مختلف الأسلحة حملت أسماء ذات معان ودلالات مهمة تتصل بالثوابت الدينية والوطنية لقوات الدول المشاركة. وقد ظهر خلال المرحلة مدي ما وصلت إليه العناصر المشاركة من مهارات ميدانية وقتالية عالية والدقة في إصابة الأهداف وتدميرها. وسرعة تنفيذ المهام القتالية والنيرانية في الوقت والمكان المحددين وتحقيق التقارب في المفاهيم والعقائد العسكرية والتجانس بين القوات المشاركة مما أثمر عن رفع مستوي الخبرات التدريبية والتكتيكية في التخطيط والتنفيذ وأساليب القيادة والسيطرة. قد شهدت المراحل الأولي للمناورة أنشطة مكثفة من الدول المشاركة فور وصول القوات للأراضي السعودية تضمنت استطلاع مناطق التمركز ومحاور التحرك والانتشار وتنفيذ خطط التحميل والفتح الاستراتيجي لنقل القوات براً وبحراً وجواً من مناطق تمركزها إلي أماكن الوصول. وتنظيم محاضرات نظرية وعملية لتوحيد المفاهيم وأساليب القتال لدي القوات المشاركة. كذلك تنظيم مباريات حربية بين القوات المشتركة وفرض مواقف عملياتية مختلفة لتوحيد المفاهيم القتالية بين القوات المشاركة وصولاً لأعلي معدلات الكفاءة القتالية والتكامل في الأداء. يأتي التدريب المشترك "رعد الشمال" في ظل رغبة عربية لتحقيق التلاحم والترابط بين الدول العربية والإسلامية وتعزيز علاقات الشراكة العسكرية والتخطيط الاستراتيجي لتنفيذ مهام مشتركة من أجل مجابهة المخاطر والتحديات التي تستهدف أمن واستقرار منطقة الشرق الأوسط. حيث يعد التدريب واحداً من أكبر التدريبات المصرية العربية المشتركة من حيث كم ونوعية الأسلحة والمعدات المشاركة. كما يمثل نقلة نوعية في توظيف الإمكانيات المتاحة لدي القوات المسلحة بالدول العربية والإسلامية لتحقيق الأهداف المرجوة من التدريب. حضر المرحلة الفريق محمود حجازي رئيس أركان حرب القوات المسلحة المصرية وعدد من وزراء الدفاع ورؤساء الأركان للدول المشاركة في التدريب.