حالة من التفاؤل بالانفتاح علي السوق الأفريقي عبر عنها عدد من رجال الأعمال والمسئولين المشاركين في منتدي الاستثمار الأفريقي المنعقد في مدينة شرم الشيخ والذي يأتي بعد شهور قليلة من انعقاد مؤتمر التكتلات الأفريقية الثلاث.. وقال رجال الأعمال إن السوق الأفريقي يمكن أن يكون بديلاً للسوق الأوروبي الذي يعاني ركوداً اقتصادياً واستعرض البعض قصص نجاحه في السوق الأفريقية. قال محمد فريد خميس رئيس اتحاد جمعيات الاستثمار إن انعقاد منتدي الاستثمار علي أرض شرم الشيخ يعيد مصر إلي قلب أفريقيا مشيراً إلي أن القارة تمتلك كل مقومات التكامل من خامات وموارد بشرية وعمالة فضلاً عن السوق الكبيرة وعناصر المناخ المتنوعة. فهناك إمكانيات لقيام نهضة في مختلف المجالات مثل السياحة والزراعة والخدمات. وبحسب فريد خميس فإن مصر كانت في حاجة إلي رجل مثل عبدالناصر يؤمن بأن مصر بلداً أفريقياً وأنها بمثابة القلب الأفريقي والرئيس السيسي هو هذا الرجل الذي يؤمن بذلك. وننتظر منه الكثير في هذا المجال. قال خميس: إن المؤتمر هو البداية متوقعاً أن تشهد الفترة المقبلة زيادة في حجم الاستثمارات المصرية الأفريقية برغم حالة التباطؤ الاقتصادي في العالم إلا أن فرص الاستثمار في أفريقيا جيدة وأن استثماراتهم هناك حققت نجاحاً كبيراً. قال أحمد هيكل رئيس مجلس إدارة شركة القلعة إن حالة الركود الاقتصادي التي تواجه الكثير من الدول الأوروبية مثل مشكلات خفض معدلات الفائدة والتأثير السيئ لداعش علي أوروبا وهجرة مليون سوري إليها جعل فرص الاستثمار متوفرة بالأسواق الأفريقية موضحاً أنه من الصعب أن تنزلق الدول الأفريقية في فخ الديون نتيجة الاقتراض معرباً عن تفاؤله بالسوق الأفريقي لما يتمتع به من موارد وعوامل ديمجرافية فضلاً عن عودة كثير من العقول المهاجرة للغرب إلي مواطنها الأصلية. أشار إلي توافر احتياطي كبير من الغاز الطبيعي مثل هو الحال في غانا. أنجولا. نيجيريا. الجزائر. ومصر مشيراً إلي أن ال 15 عاماً الماضية شهدت انجازات كبري في مجال البنية التحتية أعادت إحياء الاقتصاد الأفريقي. أكد هيكل أن هناك العديد من المشروعات الصاعدة في أفريقيا والتي يمكن الاستثمار فيها منها استخدام طاقة الرياح والطاقة الشمسية ومشروعات السكك الحديدية وأيضاً مشروعات استخراج الغاز الطبيعي. قال أحمد السويدي رئيس مجموعة السويدي للإنتاج الكهربائي إن شركته تركز علي الاستثمار في أفريقيا بجانب استثماراتها في أوروبا ودول الخليج وذلك في مجالات توليد ونقل الكهرباء مؤكداً أن عوائد الاستثمار في الدول الأفريقية أعلي من عوائد الاستثمار في أوروبا ومنطقة الخليج وقال برغم أن المشروعات هناك طويلة الأمد إلا أن النتائج المحققة أفضل. فيما أكد سميح ساويرس رئيس شركة أوراسكوم للإنشاء والتعمير علي أهمية المؤتمر باعتباره يتيح الفرصة للتعارف بين رجال الأعمال المصريين والأفارقة. قال ساويرس إنه سوف يقابل الرئيس السنغالي لمناقشة مشروع إسكان تعاوني في السنغال حيث تم تخصيص نحو 3 ملايين متر مربع لإقامة المشروع باستثمارات تقدر بحوالي 300 مليون دولار. أشار ساويرس إلي توافر فرص حقيقة للاستثمار المشترك بين مصر والدول الأفريقية لافتاً إلي أهمية متابعة نتائج المؤتمر والبناء عليها. يري مصطفي إبراهيم عضو جمعية رجال الأعمال المصريين أنه في ظل الظروف الاقتصادية الحالية التي نمر بها لابد أن تتجه أنظارنا إلي السوق الأفريقي بجدية خاصة ان الكثير من الدول الأفريقية تشهد تحسناً كبيراً في اقتصاداتها بل إن 10 اقتصادات أفريقية كانت بين أكبر الاقتصادات الناشئة التي حققت معدلات نمو عالية خلال العام الأخير مشيراً إلي أن وجود اتفاقية الكوميسا التي تضم الكثير من الدول الأفريقية فضلاً عن اتفاقية ربط التكتلات الاقتصادية الثلاثة والتي من شأنها أن تدفع باتجاه زيادة التجارة. يؤكد خالد أبوالمكارم رئيس المجلس التصديري للصناعات الكيماوية علي أهمية النفاذ للسوق الأفريقي وزيادة تنافسية الصادرات المصرية في هذا السوق متوقعاً زيادة الصادرات الكمياوية المصرية بنحو 30% خلال الفترة المقبلة خاصة بعد اتفاقية السكك الحديدية الذي تم توقيعها مع شركة ريفت فالي بكينيا مما يخفض تكلفة الشحن وبالتالي زيادة تنافسية الصادرات المصرية.