لا أملك كمشجع أهلاوي إلا أن أوجه التحية لثلاثي لاعبي الزمالك: أحمد دويدار. وعلي جبر. وأحمد توفيق. الذين رافقوا نجم الأهلي الصاعد "إيفونا" من منتصف الملعب. حتي أوصلوه بسلام إلي منطقة جزاء فريقهم. وعندها أحدثوا "فرجة" فيما بينهم. استغلها "إيفونا" لتسديد الكرة في مرماهم مسجلاً أول أهداف فريقه في المباراة. وأول هدف له شخصياً في الزمالك. لقد تابعت الهدف عند تسجيله. ثم أعدت مشاهدته عندما تسابقت كل برامجة الفضائيات الرياضية في عرض لقطاته ليلتها عشرات المرات. فلم أملك نفسي من الإعجاب بالأخلاق العالية للاعبين الثلاثة. والروح الرياضية غير المسبوقة التي أظهروها. كان مشهد الثلاثة. وهم يجرون حول "إيفونا" ومعه. لا يتقدمون عنه خطوة ولا يتأخرون. يبدون وكأنهم فريق حراسة مكلف بتأمين اللعب ومساعدته علي الاحتفاظ بالكرة دون إزعاج حتي يقطع بها هذا المشوار الطويل وصولاً إلي هدفه. لم تبد من أي منهم أي محاولة للتدخل والاستيلاء علي الكرة منه. وكان ذلك ممكناً أو "التضييق عليه". أو سبقه بخطوات لتوفير حماية لمرماهم.. أو عرقلته منذ أفصح عن تصميمه علي المضي في مشواره قبل أن يصل إلي مشارف منطقة الجزاء الزملكاوية. صحيح أنه سبق لنجم الأهلي المعتزل "خالد بيبو" أن قطع مشواراً مماثلاً في مباراة الستة أهداف الشهيرة للأهلي في مرمي الزمالك. حتي سجل أحد أهدافه في المباراة.. لكن "بيبو" كان يجري وحده بالكرة بعد أن سبق الجميع وانفرد بالمرمي. ولم تكن هناك "مجموعة تأمين" من لاعبي الزمالك وقتها لمرافقته. ربما يكون السبب أن إيفونا "غريب" عن مصر.. وأن هذه أول مباراة يخوضها مع الأهلي ضد الزمالك. وأن لاعبي الزمالك قدَّروا أنهم لو تركوه وحده. فقد يتوه ولا يعرف الطريق إلي مرماهم. بعكس "بيبو" الذي كان خبيراً بمباريات فريقه مع الزمالك. ولا يحتاج إلي مساعدة من أحد. بدليل أنه سجل "هاتريك" في تلك المباراة. بينما أضاع إيفونا انفراداً كاملاً بمرمي الزمالك عقب هدفه التاريخي بدقائق. أعترف بأني فكرت كثيراً وأنا أتابع المشهد في تفسير محتمل له. خصوصاً أن لاعبي الفريقين. بمن فيهم هذا الثلاثي لم يتوقفوا طيلة زمن المباراة عن التدخل القوي ضد بعضهم في الكرات المشتركة. وعن عرقلة بعضهم وارتكاب "الفاولات" في كل مكان بالملعب. خارج وداخل منطقتي جزاء الفريقين. وفي مواقف لا تهدد المرميين ولا احتمال فيها لتسجيل أهداف. وقدَّرت في النهاية. أن الثلاثي فوجئ بهذا الكائن الأسمر ينطلق بالكرة. دون أن يعرفوا مَن هو. ولا ماذا يريد؟!.. فدفعهم الفضول إلي الجري حوله في محاولة للتعرف علي شخصيته. حتي اكتشفوا بعد تسجيله الهدف أنه أحد لاعبي الأهلي!!