قالت روسيا إن لديها أدلة قوية للاشتباه في أن تركيا تعد لتوغل عسكري في سوريا في حين قال مصدر بالجيش السوري إن القوات الحكومية تقترب من تطويق مدينة حلب بدعم جوي روسي. قالت وزارة الدفاع الروسية في بيان إنها سجلت إشارات متزايدة علي استعدادات خفية تقوم بها القوات المسلحة التركية لتنفيذ أعمال نشطة علي أراضي سوريا. لكن تركيا ردت بعنف علي الاتهامات الروسية. وقال مسئول كبير في مكتب رئيس الوزراء أحمد داود أوغلو إن روسيا تحاول صرف الانتباه عن جرائمها في سوريا بزعم أن أنقرة تستعد لتوغل عسكري في هذا البلد. قال المسئول لرويترز: "الروس يحاولون التستر علي جرائمهم في سوريا. هم ببساطة يصرفون الانتباه عن هجماتهم علي المدنيين كدولة تغزو سوريا بالفعل. تركيا لها كل الحق في اتخاذ أي إجراءات تكفل حماية أمنها". في الوقت نفسه طلبت تركيا -التي تدعم المعارضة السورية المسلحة- من الولاياتالمتحدة اتخاذ موقف أكثر حسما في وجه روسيا بسبب تدخلها في سوريا وقالت إنه لا جدوي من مباحثات السلام في ظل استمرار القصف الروسي. علقت الأممالمتحدة أول محادثات سلام سورية منذ عامين خيم عليها الفشل منذ البداية مع احتدام القتال علي الأرض ونجاح القوات الحكومية في قطع طريق إمداد رئيسي إلي مدينة حلب ذات الأهمية الاستراتيجية والتي كانت كبري المدن السورية قبل اندلاع الحرب. عاد التركيز علي أزمة اللاجئين التي أفرزتها الحرب المستمرة منذ خمس سنوات مع اجتماع للمانحين في لندن حيث تعهدت دول بتقديم مليارات الدولارات لمساعدة ضحايا الصراع الذي شرد الملايين. وقالت تركيا خلال المؤتمر إن ما يصل إلي 70 ألف لاجئ من حلب يتحركون صوب الحدود بسبب الغارات الجوية. يأتي هذا بينما قالت المعارضة إنها تأمل أن يشجع فشل المفاوضات الدول الأجنبية المؤيدة لها علي تزويدها بأسلحة أفضل. وقلبت أربعة أشهر من التدخل الروسي موازين القوي لصالح الرئيس السوري بشار الأسد بعدما حققت المعارضة تقدما في أوائل 2015 وشكلت تهديدا متناميا لمناطق مهمة تحت سيطرة النظام في غرب سوريا. ويواصل الجيش السوري استعادة أراض علي جبهات محورية في الغرب حيث تقع غالبية المدن السورية المهمة بدعم من سلاح الجو الروسي وحلفاء مثل حزب الله اللبناني ومقاتلين إيرانيين علي الأرض. لكن مساحات كبيرة من أراضي سوريا لا تزال في قبضة فصائل مسلحة بينها تنظيم داعش في الشرق ووحدات كردية في الشمال ومزيج من الجماعات في الغرب استهدفتها بشكل أساسي الغارات الروسية. سيمثل أي توغل تركي تصعيدا خطيرا في الحرب التي انزلقت إليها بالفعل دول مجاورة وقوي إقليمية وعالمية وسينطوي علي مخاطرة بحدوث مواجهة مباشرة بين روسيا ودولة عضو بحلف شمال الأطلسي. تدهورت العلاقات بين موسكووأنقرة منذ أسقطت تركيا طائرة حربية روسية قرب الحدود السورية في نوفمبر الماضي خاصة مع تأثر العلاقات بفعل الأزمة السورية. قال رئيس الوزراء التركي إن روسيا شنت مزيدا من الهجمات بعد كل مشاورات بينها وبين الولاياتالمتحدة. وتمثل حلب التي تفصلها 50 كيلومترا فقط عن الحدود التركية جائزة استراتيجية كبري في الحرب وهي الآن مقسمة لمناطق بعضها تحت سيطرة الحكومة وبعضها تحت سيطرة المعارضة. ويرتبط كثير من المعارضين الذين يقاتلون في حلب ومحيطها بعلاقات وثيقة مع تركيا. منذ بدء حملة القصف الروسي في 30 سبتمبر الماضي شن الجيش السوري وحلفاؤه هجمات مكثفة علي المعارضة إلي الجنوب من حلب وضد الدولة الإسلامية في الشرق. بفضل قصف روسي مكثف لثلاثة أيام هذا الأسبوع نجح الجيش والمقاتلون الموالون له في قطع خط إمداد محوري إلي الشمال الغربي من حلب في عملية نجحت في فك الحصار عن بلدتين شيعيتين مواليتين للحكومة للمرة الأولي منذ ثلاث سنوات ونصف السنة. قال المصدر العسكري السوري إن عمليات تهدف لتطويق حلب بشكل كامل من الغرب ستنفذ قريبا. قال مصدر أمني بارز غير سوري مقرب من دمشق إن مقاتلين إيرانيين لعبوا دورا محوريا في هذا التقدم.