الإرهاب من أخطر الجرائم ضد البشرية تحصد الأرواح بوحشية وتجرد من الإنسانية كما يعتبر الإرهاب من أخطر معوقات التنمية وتعطيل المشروعات التي يجري تنفيذها علي أرض الواقع بالإضافة إلي زعزعة الاستقرار ونشر الفزع والخوف في المجتمع ولعله من أشد الأخطار التي تواجه أبناء القارة السمراء حيث تتعدد جماعات الإرهاب تحت مسميات متعددة من أشهرها "بوكوحرام" و"جماعات الشباب الصومالية" وتنظيم "داعش" لا يغيب عن المشهد في أفريقيا مئات القتلي والمصابين وما يجري في نيجيريا يثير الفزع ويكشف مدي تغلغل هذه الجماعات في عدد من دول القارة التي تتطلع إلي التنمية وانتشار التعمير واستغلال ثرواتها الطبيعية التي تستهدف تعويض سنوات الاحتلال والاستغلال للمستعمر الأجنبي والخروج من النفق المظلم!! ولاشك أن مواجهة الإرهاب الأسود فرضت أحداثها علي فعاليات القمة الأفريقية السادسة والعشرين بالعاصمة الأثيوبية "أديس أبابا" وتصدرت ملفات تحقيق السلم والأمن في القارة وتحقيق التنمية الاقتصادية من خلال التكامل الاقتصادي بين الدول الأفريقية.. علاوة علي وضع استراتيجية لمواجهة الإرهاب وأخطاره علي البشر ومسيرة التنمية ومن القضايا التي جرت مناقشتها في هذه القمة قضية التغيرات المناخية ومدي تأثيرها علي القارة السمراء حيث تتحمل الكثير من أعبائها ومخاطرها كل هذه القضايا في أشد الحاجة لإجراء دراسات ومناقشات مستفيضة حول كيفية مواجهتها وإجراء لقاءات فكرية بين مختلف الأوساط خاصة الشباب وإجراء مواجهات معهم يسودها إفساح المجال بكل سعة الصدر للاستماع إلي آرائهم ومعرفة كل ما يدور من أفكار بين هؤلاء الشباب. وأن يتصدي المفكرون من أبناء القارة السمراء كل في اختصاصه في حوار فكري ومناقشات صريحة دون ضيق أو تزمر مما يطرحه الشباب من آراء وأفكار. لأن الجماعات المتطرفة تسللت إلي أبناء هذه القارة تحت ستار ومزاعم لنشر التطرف والتشدد في عقول هؤلاء الشباب. ولا يغيب عن خاطر العلماء والمفكرين المشاركين في هذه المناقشات أن الجماعات المتطرفة تستغل الأموال في تجنيد هؤلاء الشباب وإقناعهم بتنفيذ مخططاتهم التي تحصد الأرواح. ويقع علي عاتق العلماء والمفكرين وكافة المسئولين السياسيين وفي كل المؤسسات المشاركة بفاعلية في وضع برامج استراتيجية ذات نفس طويل لأن الجماعات المتطرفة ظلت تنفث سمومها علي مدي سنوات طويلة!! هذه الاستراتيجية وتلك البرامج يجب أن تعتمد علي رؤية مشتركة تستوعب كل ما يدور علي الساحة من أفكار ومزاعم ولغة المال التي تلعب دوراً في استقطاب الشباب والخروج برؤية مشتركة لتحقيق الأمن والسلم وحقوق الإنسان وضرورة الاهتمام بالتنمية المستدامة وضرورة مشاركة المرأة الأفريقية في هذه المهام. إن القارة السمراء زاخرة بالرجال والعلماء بالإضافة إلي الثروات الطبيعية وفي نفس الوقت في أشد الحاجة لتكاتف الجهود في مختلف المجالات للانطلاق نحو آفاق التنمية وإحداث نقلة حضارية واستغلال كافة الإمكانيات العلمية والبشرية ويجب أن يدرك قادة هذه الدول من الرؤساء وغيرهم من المفكرين وأساتذة الجامعات أنهم ليسوا أقل من قادة أوروبا الذين قفزوا ببلادهم في مجالات حضارية وأحدثوا تفوقاً في كل المجالات!! القارة السمراء تتطلع إلي تحركات علي كافة الأصعدة لتحقيق الأمن والاستقرار في ربوع كل الدول حتي تمضي التنمية في طريقها لإحداث نقلة حضارية وتحقيق الاكتفاء الذاتي من الغذاء والكساء ونشر المشروعات وتنمية القدرات في شتي المجالات والتعليم والقضاء علي الأمية في المقدمة. التحديات التي تواجه القارة السمراء تتطلب الانفتاح علي المنطقة العربية والوقوف علي آخر التطورات فيما يجري بين أفريقيا والأمة العربية ولاسيما الوضع في ليبيا خاصة اتفاق الصخيرات باعتباره خطوة مهمة وضرورية لاستعادة الأمن والاستقرار في هذا البلد الأفريقي بالإضافة إلي تعزيز ومساندة المحادثات الثنائية بين الدول الأفريقية وهذه الملفات المليئة بالعديد من المشاكل التنموية يجب أن تظل في بؤرة اهتمام القادة والرؤساء وكل المؤسسات وعقد اللقاءات والندوات ومواجهة معوقات التنمية وأن يظل الإرهاب والقضاء عليه في مقدمة أولويات هؤلاء القادة والمفكرين. نريد أن نري تنمية ونهضة حضارية بدلاً من سفك الدماء وزعزعة الاستقرار!!