* تسأل مني. أ من الإسكندرية: تعرفت علي أحد الشباب من خلال صفحات الفيسبوك. وتطور هذا التعارف إلي صداقة ومحادثات وصور متبادلة. والآن يريد استمرار هذه العلاقة ويطالبني بأشياء محرمة بحجة أنه يحبني ويريد الزواج مني وإلا قام بالتشهير بي. فماذا أفعل؟ وما رأي الدين في ذلك؟ ** يجيب الدكتور عثمان عبدالرحمن مستشار العلوم الشرعية بالأزهر: ابتداء يجب عليك أيتها السائلة أن تقطعي هذه العلاقة فوراً مع هذا الشاب الذي تبلدت نخوته وضاعت رجولته وخسر عمله الذي يريد أن يلبسه عباءة الدين زوراً وبهتاناً. فهو من أمثال هؤلاء الذين "ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعاً" "سورة الكهف: 104" فإنه شيطان في صورة إنسان. وإذا كنت قد قدمت له القليل من قبل فلن يرضي حتي يأخذ كل شيء.. فبادري بغلق هذا الباب فوراً. أما رأي الدين في هذه المسألة. فإن التعارف فيها جاء مخالفاً لشرعنا وعاداتنا وأعرافنا. وأن التواصل عبر صفحات الإنترنت له ضوابط وآداب وقواعد معروفة لا تغيب عن شبابنا الواعي.. فكيف بفتاة بأن تبني علاقة مع شخص آخر لا تعرفه وتبادله الأحاديث والصور بحجة أنه يحبها ويريد الارتباط بها والله تعالي يقول: "وأتوا البيوت من أبوابها واتقوا الله لعلكم تفلحون" "البقرة 189". فمن أتي البيوت من غير أبوابها ليس من المفلحين في شيء. أما ما يقوم به هذا الشاب بزعم أنه يريد الارتباط فهو ابتزاز متواصل لضحيته. والابتزاز هو أسلوب من أساليب الضغط الذي يمارسه المبتز علي الضحية مستخدماً أداة التشهير بها علي أوسع نطاق أو إبلاغ ذوي المرأة زوجاً كان أو أباً أو أخاً حتي يجعل الضحية تقع تحت وطأة ضغوط المبتز ليجبرها علي مجاراته وتحقيق رغباته الجنسية أو المادية. وما أكثر ما نسمع في هذا العصر!! ويرجع انتشار مثل هذه القضايا إلي مجموعة من الأسباب. من أهمها: - ضعف الوازع الديني لدي الشباب والفتيات. - التنشئة الاجتماعية التي تفتقد المتابعة الحثيثة من الأسرة. - التعارف علي الأصدقاء والرفاق بغير ضوابط. - إساءة استخدام وسائل التقنية الحديثة "الإنترنت - أجهزة المحمول". - التفكك الأسري وترك الأبناء في مهب الريح. أما عن وسائل العلاج فمن أهمها: - التوبة إلي الله والاستغفار والعزم علي الإقلاع وعدم الرجوع إلي هذا الذنب. - المجاهدة والصبر والمصابرة. فبعد الصبر ينفرج الهم والكرب. قال الله تعالي: "والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وإن الله لمع المحسنين" "العنكبوت 69". فالصبر علي إيذاء المبتز ستكون عاقبته إلي خير بإذن الله. - مصارحة الوالدين أو أحد الأهل والأقارب بحقيقة الأمر والاعتراف بالذنب والخطأ. وأدعو أولياء الأمور هنا إلي التعقل وضبط النفس. لأن التوبة والاعتراف خير من التمادي في الباطل. ثم إنه لا يوجد هناك من لا يخطئ. فكل ابن آدم خطاء. وخير الخطائين التوابون.