في المقال السابق طالبت بهيئة لسلامة الغذاء المصري لحماية المصريين ولكن يبدو أن هناك مافيا تعبث بحياة المصريين لتحقيق مكاسب لهم تفوق العقل.. تقول الحكمة المأثورة "أنت تستطيع أن تهزم شعبا بصفقة أغذية ملوثة" فالغذاء الفاسد هو أقوي سلاح لتدمير البشر. ولذلك يجب أن يعلم الجميع أن غذاء المصريين أمن قومي وخط أحمر لا يقترب منه أحد وإلا كان مصيره الشنق وهذا باظهار العين الحمرا من الحكومة.. ويكفي التساؤلات الحائرة التي تتردد داخل كل بيت مصري..؟ كيف نحافظ علي أنفسنا وعلي أطفالنا من الإصابة بالأمراض الخطيرة كالسرطان والفشل الكلوي والكبدي والفيروسات القاتلة والأمراض المزمنة التي أصابت الملايين من المصريين بالأزمات الصحية المفاجئة وبالأمراض التي ما أنزل الله بها من سلطان.. وقد شاهدنا الأسماك النافقة بمحافظات كفر الشيخ والبحيرة في صورة بشعة تنذر بخطورة كبري وقد تناول بعض الزملاء والخبراء الحديث عن سلامة الغذاء ولكن من يسمع. أكدت الدراسة العلمية وجود بعض السموم الكيماوية بالأغذية تؤدي إلي التغير الجيني وتشويه الأجيال القادمة مما يؤدي إلي حدوث مشاكل وراثية نتيجة هذا التلوث الغذائي ويأتي ذلك من خلال مادة الدايوكسين التي توجد بالأغذية الفاسدة ويكفي واحد علي مليون من الجرام من هذه المادة للإصابة بسرطان الكبد علي الفور. وللأسف تكلفة تحليل هذه السموم لفحص العينة الواحدة ألف جنيه كما أن تكلفة الغذاء الفاسد في مصر وفقا لبعض الاحصائيات كلف اقتصاد الدولة 19% من موازنتها علي علاج الأمراض الناتجة عن هذه الأطعمة الفاسدة. ولا يخضع تداول الغذاء لبعض المعايير الدولية. خاصة أن مصر تصنف كأسوأ الدول وأن هناك 80% من الأغذية مجهولة المصدر. ويرجع انتشار الأغذية الفاسدة بمصر إلي الجشع والجهل فالعامل الأول في سلوك تجار هذه السلع.. فساد ضمائرهم. والثاني الجهل في سلوك المواطنين ومنهم المزارعون باستخدامهم الكيماويات والمبيدات غير الآمنة رغبة في مضاعفة المحصول متغافلين عما تسببه من أضرار جسيمة بصحة من يتناول هذه الأغذية. والرقابة غائبة علي الأغذية المستوردة في الموانئ والمطارات وتدخل بالرشاوي والمعلوم حتي يتمكن المستورد من تجار أغذية الموت الحصول علي التصاريح بأنها صالحة للاستهلاك الآدمي. فيغرق بها الأسوق خوفا من اكتشاف أمره بفسادها وتلوثها.. والبقاء لله في الذمم الخربة والضمائر والأخلاقيات!! ولم تسلم الأغذية المحلية فهي تتفشي كالوباء في أنحاء مصر ولا رقابة ولا يحزنون. والمهم هو دفع الإكراميات والاتاوات ليصول ويجول مافيا أغذية الموت بلا حساب أو عقاب رادع ويحققوا الأرباح الطائلة من الأموال الحرام ولتذهب صحة الإنسان المصري إلي الجحيم. والشيء المؤسف أنه يوجد الآلاف من مصانع الغذاء والأدوية تحت بير السلم والتي يقدرها البعض بنحو 36 ألف مصنع والتي اخترقت أجهزة الرقابة وغمرت الأسواق بالغذاء الفاسد والملوث وغير المطابق لأي من المواصفات والمعايير العالمية. فهل نظل أسري نعوش مافيا أغذية الموت! أم يتحرك المسئولون وينقذون ما يمكن إنقاذه من أجل مصر بإنشاء هيئة لسلامة الغذاء. فلو انك ضمنت أغذية سليمة ومياه شرب نظيفة وأدوية ليست منتهية الصلاحية ستجد شعبا قويا تصنع به المعجزات مش كده ولا ايه. *** تحية لكل من ضحي بروحه فداء مصر الغالية وأصبح شهيدا ينعم بجنة الخلد من رجال القوات المسلحة ورجال الشرطة الأوفياء.. وتحية لأمهات الشهداء وزوجاتهم وأولادهم الذين يفتخرون بآبائهم الذين ضحوا من أجل أن يعيش الوطن.. فكل عام وأنتم بخير.