* يسأل مدرس الرياضيات بالجيزة: في بعض الأحيان أقوم بالكذب علي زملائي في العمل وذلك للإصلاح بينهم.. فهل هذا حرام؟ ** يجيب الدكتور عثمان عبدالرحمن - المدرس بالأزهر - لقد دعا الإسلام للإصلاح بين الناس وذلك بقوله: "انما المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم" "الحجرات:10". كما أمر النبي - صلي الله عليه وسلم - بالإصلاح بين المتخاصمين. بل وبيّن بأنه ليس بكاذب من يقوم بالإصلاح بين الناس عن طريق مدح محاسن المتخاصمين وكتم ما عمله كل منهم من قول أو فعل يزيد من الهجر والخصومة والشقاق. ومن ثم يقول الرسول الكريم - صلي الله عليه وسلم - "ليس الكذاب الذي يصلح بين الناس فينمي خيرا أو يقول خيرا". وفي حديث آخر أخرجه لنا الإمام النسائي: "لم يرخص رسول الله - صلي الله عليه وسلم - في شيء مما يقول الناس انه كذب إلا في ثلاث. وهي: الحرب. وحديث الرجل لامرأته. والإصلاح بين الناس". * تسأل احدي السيدات من القاهرة: رفعت ضدي دعوي قضائية فقمت بتوكيل محامي فقام بالطعن في الإجراءات فحكمت المحكمة لمصلحتي بالبراءة وإلزام المدعي بالمصاريف. فهل أصبح ما حكمت به المحكمة لمصلحتي مباحاً وحلالاً؟ ** يجيب الدكتور عثمان عبدالرحمن - المدرس بالأزهر - ان حكم المحكمة أو قضاء الحاكم لا يحل حراما ولا يحرم حلالا. لأن الحقوق في حقيقتها ثابتة لأهلها وان القاضي مجرد بشر عادي يحكم بناء علي ما بدا له من أدلة وذلك فمن الممكن أن يلتبس عليه الأمر بل ويحكم لمصلحة الجاني إذا دلس عليه البراهين والأدلة. ولذلك يقول النبي - صلي الله عليه وسلم - "إنما أنا بشر وانه يأتيني الخصم فلعل بعضكم أن يكون أبلغ من بعض فأحسب انه صادق فأقضي له بذلك فمن قضيت له بحق مسلم فإنما هي قطعة من النار فليأخذها أو ليتركها". وبالتالي فمن احتال بالباطل بوجه من وجوه الحيل حتي يصير الباطل حقا في الظاهر ليحكم القاضي له به فذلك الحكم لا يحله شرعا ولا يرتفع عنه الاثم بل ان وزره مضاعف للكذب علي القاضي ولأكل أموال الناس بالباطل.