بعد أسبوع من المظاهرات والاعتصامات لعمال وموظفي قطاع الطيران المدني.. عاد الهدوء إلي مطار القاهرة الدولي بعد أن نجح الفريق رضا حافظ قائد القوات الجوية وعضو المجلس العسكري في امتصاص غضب المتظاهرين بدرجة كبيرة بعد اجتماعه مع مندوبين من العمال الغاضبين ليلة الاثنين الماضي والذي استمر لعدة ساعات. وبرغم أن الجلسة لم تحل جميع مشاكل العاملين حتي الآن إلا أنها نجحت وبنسبة كبيرة في تهدئة العاملين وتخفيض درجة غضبهم ولعل تعيين الدكتور أحمد حافظ رئيساً لشركة ميناء القاهرة الجوي يعد انتصاراً لمطالب العمال الذين طالبوا بمنح فرصة للمدنيين لتولي المناصب القيادية بالشركة.. كما أن حافظ يعد أول مدني يتولي رئاسة مجلس إدارة الشركة منذ 50 عاماً. مكاسب الاجتماع لم يقتصر علي تعيين حافظ وإنما شملت ايضا رفع قيمة بونطات التميز من 15 إلي 18 جنيهاً.. وإلغاء قرار تخفيض مكافأة رمضان إلي 300 جنيه ليتم صرفها 600 جنيه أسوة بالأعوام الماضية. هذه الخطوات الإيجابية ساهمت في إعادة الهدوء للمطار ولعماله الثائرين لاسيما أنها صاحبت ايضا قرارات إدارية تؤكد رغبة المسئولين الجدد في القضاء علي المحسوبية والفساد الإداري أبرزها إلغاء تمديد عقد أحد مديري مكتب رئيس مجلس الإدارة والذي بلغ 60 عاماً الأسبوع الماضي. هذا الوضع انعكس بالإيجاب علي حركة العمل في المطار الذي عاد بصورته الطبيعية حيث اختفت التجمعات وانهمك الجميع في أداء عمله خاصة أن معظم العاملين اتفقوا فيما بينهم علي إعطاء فرصة للقيادات الجديدة في تلبية مطالب العمال والتي من أهمها المساواة في المرتبات مع شركة مصر للطيران لاسيما أن شركة الميناء أرباحها مرتفعة. من جهة أخري يحرص العمال المتظاهرون علي تنظيم صفوفهم وعقد لقاءات تشاورية فيما بينهم بدأت يوم الخميس الماضي للمطالبة بوضع جدول زمني لتحديد مطالبهم وأهمها سرعة إيجاد حل عادل للتفاوت في الأجور بين أبناء شركة ميناء القاهرة وغيرها من الشركات والقضاء علي المرتبات المبالغ فيها وإعادة النظر في التعيينات التي اتسمت خلال الفترة الماضية بالمحسوبية والواسطة.. بالإضافة إلي إعطاء الكفاءات منها بما يفيد العمل. يأمل العمال ايضا في الفترة القادمة إلي مزيد من المزايا وأهمها تفعيل لائحة العاملين ومساواتهم بغيرهم من الشركات بالإضافة إلي تحقيق مزيد من الرعاية الصحية بحيث يكون علاجاً أسرياً وليس علاجاً فردياً لموظف الشركة.. وهذه النقطة بالأخص يشكو منها جميع العاملين ويشعرهم بالظلم خاصة أنهم يتكبدون آلاف الجنيهات لعلاج ابنائهم وزوجاتهم. أما فيما يتعلق بتولي المناصب القيادية فيأمل أبناء شركة الميناء في استمرار إتاحة الفرصة للمدنيين للترقي وتولي المناصب القيادية خاصة أن الكثير منهم علي درجة عالية من الخبرة والكفاءة.. كما أن إتاحة الفرصة لأبناء الشركة يرفع من سقف طموحاتهم ويجعلهم حريصين علي رفع مهاراتهم باستمرار حتي يستطيعوا إدارة دفة الشركة للأمام.