كنت في طريقي إلي بلدتي عندما رأيته يسير بجواري متهاديا.. نظرت إليه مليا فلم اجد به أي تغيير يذكر رغم السنوات الطوال.. مازال كما هو متهالكاً مكسور النوافذ وبلا ابواب.. ذكرني بتلك الرحلة القاسية اليومية التي كانت تبدأ في السادسة صباحا عندما كنا طلبة حديثي العهد بالجامعة وكان هو وسيلتنا الوحيدة للوصول إلي كلياتنا وسط الزحام وباعة الخضر الذين يستقلونه ببضاعتهم وسط الركاب.. تعجبت لماذا لم يطرأ عليه أي تطوير طوال تلك السنوات واين وعود المسئولين التي تكررت كثيرا حتي صدقناها؟ قطار المناشي من اشهر خطوط الضواحي الذي يخدم اعدادا ضخمة من الركاب والطلبة في رحلة تبدأ من القاهرة حتي ايتاي البارود في البحيرة مرورا بالجيزة والمنوفية ركابه كلهم من المكافحين والعائلات البسيطة التي لا تقدر علي اسعار المواصلات العادية لكنه بالنسبة للمسئولين من الخطوط المنسية والمهملة فعلي مدي سنوات طوال لا يسمعون إلا وعودا لم يتحقق منها شيء!!. في نفس اليوم كنت اقرأ جريدة الاهرام عندما لفت نظري خبر يقول ان هيئة السكة الحديد حققت ايرادات بلغت في شهر نوفمبر اكثر من 84 مليون جنيه بزيادة قدرها 20 مليون جنيه مقارنة بشهر نوفمبر من العام الماضي وارجع المتحدث باسم وزارة النقل السبب الي تشديد الرقابة علي شبابيك التذاكر وداخل القطارات وهذا مطلوب لتحصيل حق الهيئة لكن أين حقوق الركاب؟ انني اضرب مثلا فقط بقطار المناشي رغم تأكدي ان باقي قطارات الضواحي والدرجة الثالثة بها نفس المشاكل والمعاناة من عربات قديمة متهالكة ومقاعد لا تصلح ونوافذ مكسورة وعادة ما تكون كل العربات بلا ابواب وطبعا حمامات قذرة مهملة رغم طول الرحلة وحاجة الركاب لها فإذا كانت حجة المسئولين عادة في غياب التطوير هي نقص الامكانيات فها هي الملايين تتحقق في شهر واحد فهل يمكن تخصيصها لتجديد ولو خط واحد سواء المناشي او غيره فالمهم ان تدور عجلة التطوير وان تعترف الهيئة ان للركاب حقوقا ايضا. اقصد ركاب الضواحي لأن الهيئة تعرف جيدا حقوق ركاب الدرجة الأولي والمكيف وقطارات النوم فقط. مرفق السكة الحديد من المرافق التي تم إهمالها علي مدي عشرات السنين وقد آن الأوان بالفعل لينال هذا المرفق ما يستحق من اهتمام حتي يستطيع ان يقدم خدمة معقولة تليق بملايين الركاب الذين يستقلون القطارات ويحققون للهيئة دخلا بالملايين.. وهو دخل قد تعتبره الهيئة ضئيلا بينما هو دخل معقول لو احسن استخدامه ولو ركزت الهيئة واخلصت النية لتطوير قطارات الغلابة الذين قامت من اجلهم ثورتان ومازالت كرامتهم تهدر داخل قطارات الضواحي والدرجة الثالثة!!.