واضح لكل ذي عينين أننا بدأنا الطريق لبناء مصر الجديدة التي نحلم بها ونتمناها فمنذ ساعات تم إطلاق مشروع استصلاح وزراعة مليون ونصف مليون فدان في سنتين بما يعادل 20% من مساحة الأرض المنزرعة الآن. الهدف سد الفجوة الغذائية التي نعاني منها وتتزايد عاما بعد عام بفعل الزيادة السكانية المضطردة فضلا عن عمليات الاعتداء علي الأراضي الزراعية القديمة بالبناء بعد أن ضاق الوادي الضيق بمن فيه. المشروع الذي تم تدشينه استفاد من التجارب القديمة حيث تم التعاون البناء بين الأجهزة المرتبطة به والتنسيق بين وزارات الزراعة والري والإسكان والتخطيط والكهرباء فضلا عن القوات المسلحة.. الخ لتوفير الخدمات للمنتفعين ولضمان تسويق المنتجات حتي لا يهجر الناس أرضهم مثلما كنا نري في مراحل ومشروعات سابقة. تم تحديد الزراعات التي ستتم في هذه الأماكن بما يناسب التربة والمياه التي تم توفيرها والاعتماد علي سبل الري الحديثة حتي لا يتم إهدار الطاقات فضلا عن توفير البيئة المناسبة لإقامة صناعات ريفية وعودة الريف القديم الذي كان وحدة إنتاج متكاملة يضيف للمدينة ولا يعتمد عليها. تنفيذ الفكرة بإسلوب علمي يضمن توفير محاصيل القمح والبقوليات والزيتيات بالإضافة إلي الخضر والفاكهة.. فضلا عن تشجيع عمليات التسمين في الثروة الحيوانية.. وكل هذه الأعمال تفتح أفاق عمل للأيدي العاملة لأن الزراعة من المهن كثيفة العمالة. المشروع علي هذا النحو يحقق عوائد سريعة نحتاج إليها وناتج محلي عاجل يشعر به المواطن مباشرة. كما أن اطلاق المشروع يجسد حلم الاهتمام بالزراعة وزيادة المساحات المستصلحة من خلال التعاون مع كل الوزارات والأجهزة المسئولة بعيدا عن أساليب الجزر المنعزلة التي تعودنا عليها وعانينا منها وبسببها الكثير والكثير. وهو تجسيد عملي لإرادة الدولة في الإنطلاق إلي الأمام وتحقيق التنمية الشاملة في ربوع الوطن بسواعد المصريين.. بدليل أنه تم من قبل افتتاح قناة السويس الجديدة وهو المشروع الذي تم بأيدي وأموال المصريين في زمن قياسي مما يعني اننا قادرون علي الإنجاز والوفاء بالوعد الذي تعلنه القيادة السياسية. وأعقب هذا الافتتاح للقناة الجديدة البدء في تنفيذ عدد من مشروعات تنمية محور قناة السويس لتحقيق نهضة اقتصادية كبري في محافظات القناة وسيناء خلال السنوات القادمة. وهناك مشروع إقامة مصانع إنتاج الرخام من جبال سيناء.. فضلا عن البدء في تنفيذ الحلم النووي الذي تأجل لأكثر من 65 عاما حيث تم توقيع محطة الضبعة لحل مشكلة أزمة الكهرباء للأجيال الحالية والقادمة.. وهذا بخلاف شبكة الطرق العملاقة التي يجري تنفيذها. بصراحة كلها إجراءات وقرارات ومشروعات علي أرض الواقع تؤكد أننا بدأنا الطريق الصحيح للإنطلاق إلي الأمام بخطي ثابتة وعلي أسس سليمة من أجل مصر الجديدة التي نحلم بها. ويبقي اننا في عام 2016 نحتاج إلي المزيد من الاصطفاف والعمل الجاد كل في مجال عمله لنحصد ما نريده من رفاهية وإزدهار. كما يجب أن نعمل من خلال البرلمان الجديد علي إصدار التشريعات التي تضمن ضرب الفساد من جذروه وملاحقة مرتكبيه أيا كانت مواقعهم وأماكنهم.. فضلا عن مواجهة الروتين والبيروقراطية المتفشية في الجهاز الإداري والتي تعطل المراكب ¢السايرة¢.. وكذا تحقيق العدالة الاجتماعية التي نتمناها في بلادنا. قولوا يارب.. أمين.