* يسأل أحمد المقدم مدير مبيعات المستهلك بشركة أوتو إيجيبت بالمهندسين: ما هي مظاهر الاحتفال بالمولد النبوي الشريف وكيف يتم إحياء هذه الذكري العطرة لميلاد ارسول الأعظم؟! ** يجيب الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية الأسبق: لقد كان المولد النبوي الشريف اطلالة للرحمة الإلهية بالبشر للتاريخ البشري وعبر القرآن الكريم عن وجود النبي صلي الله عليه وسلم بأنه رحمة للعالمين. وهذه الرحمة لم تكن محدودة فهي تشمل تربية البشر وتزكيتهم وتعليمهم وهدايتهم نحو الصراط المستقيم. وتقدمهم علي صعيد حياتهم المادية والمعنوية. كما انها لا تقتصر علي أهل ذلك الزمان بل تمتد علي امتداد التاريخ بأسره "وآخرين منهم لما يلحقوا بهم هو العزيز الحكيم". والاحتفال بذكري مولده عليه الصلاة والسلام من أفضل وأعظم القربات لأنه تعبير عن الفرح والحب له. ومحبة النبي أصل من الأصول الإيمانية.. وقد صح انه قال: "والذي نفسي بيده لا يؤمن أحدكم حتي أكون أحب إليه من والده وولده والناس أجمعين". ومحبة النبي من أصول الإيمان. وهي مقترنة بمحبة الله عز وجل. وقد قرنها الله بها. وتوعد من قدم عليهما محبة شيء من الأمور الأخري قال تعالي: "قل إن كان آباؤكم وأبنانكم واخوانكم وأزواجكم وعشيرتكم وأموال اقترفتموها وتجارة تخشون كسادها ومساكن ترضونها أحب إليكم من الله ورسوله وجهاد في سبيله فتربصوا حتي يأتي الله بأمره والله لا يهدي القوم الفاسقين". والاحتفال بمولده عليه الصلاة والسلام هو الاحتفاء به وهو أمر مشروع فقد علم الله قدر نبيه فعرف الوجود كله باسمه وبمبعثه ومقامه ومكانته فالكون كله في سرور دائم وفرح مطلق بنور الله ونعمته علي العالمين وحجته. وقد درج السلف الصالح علي الاحتفال بمولد الرسول الأعظم بإحياء ليلة المولد بشتي أنواع القربات من إطعام الطعام وتلاوة القرآن والأذكار. وإنشاد المدائح النبوية وفعل الخير والعمل للآخرة ونحن نحتفل بمولده لاننا نحبه.. فلا شك ان مولده من أيام الله لقوله تعالي: "وذكرهم بأيام الله" والاحتفال به تطبيق لأمر الله وهذا الاحتفال سنة حسنة.