الحمد لله أن أصبح لمصر حكومة تدير شئون البلاد.. وقد حدد لها المشير طنطاوي 17 تكليفاً لتحقيق العدل والأمان والرخاء.. ولكن أليست هذه التكليفات هي ما كلفت به وزارة شرف السابقة.. ولم يتحقق منها أي تكليف..؟! مما اغضب الشعب وثار مرة أخري للمطالبة بحقوقه؟ وقد أعلن شرف أن ارادة الشعب أوامر.. ووعد بتحقيق كل ما يطالب به.. وليكن حذراً في تصريحاته.. فما جاء به لن يتحقق ما بين طرفة عين وانتباهتها.. والشعب لن يتركه دون محاسبة علي وعوده.. هذه الحكومة مطالبة الآن بالعمل الجدي وفق جداول وخطط محددة ومعلنة حتي لا يشعر الشعب انها جاءت ومعها عصي سحرية.. لحل جميع مشكلاته في وقت واحد.. فنحن عندنا الاستعداد للصبر عليها والانتظار إذا شعرنا منها بالصدق في تحقيق وعودها.. وعداً وعداً.. ويجب عليها ان تعلن عما ستبدأ به وما سترجئه حسب المتاح لها من امكانات.. فلم يعد ممكناً خداعنا مرة أخري. ولكن أهم ما ستبدأ به هي إعادة حالة الأمن أولاً حتي تقوي قبضتها علي البلطجة وانفلاتها بهذا الشكل المخيف.. فلا يمكن ان نحقق رخاء أو عدلاً في ظل الخوف والرهبة.. فالبلطجة "بلدوزر" هدم يقوض أي بناء ويعوق أي تقدم. وايضاً عليها الترتيب للانتخابات البرلمانية والرئاسية وتحديد موقفها من الدستور.. حتي تستقر الشئون التشريعية والسياسية للبلاد.. فما احجونا الآن لتشريع ينظم حياتنا من جديد علي أسس سليمة يعرف كل منا حقوقه وواجباته.. وما أحوجنا ايضاً لوجود رئيس للدولة يرعي شئونها ورادع لمن تسول له نفسه الخروج عن نظامها. أما عن سرعة محاكمة الفاسدين وقتلة الثوار وتعويض أسرهم.. فيجب ان يسير بأسرع مما كان عليه فهذا ما يقر أعينهم وصدورهم ويشعرهم ان دماء ابنائهم لن تضيع هباء ولا هدراً. أما عن التعليم والصحة فأعتقد انه من التكليفات التي تحتاج إلي وقت كبير إلي حل مشكلاتها.. ليس مكانها حكومة انتقالية وبدون مجالس تشريعية تناقش قوانين تطويرها.. فأي علاج لها هو من سبيل المسكنات "وترقيع" الثياب البالية التي لا تزيدها إلا تمزيقاً وبعداً عن الواقع. ولكننا كما نطالب الحكومة بضبط أدائها وسرعته كذلك نطالب الشعب بالتأني والانتظار لما ستسفر عنه جهودها.. ولا نتسرع في جني الثمار بمجرد وضع النبتة.. فالحكومة تحتاج إلي ترتيب أوراقها من جديد ودراسة أفكار جديدة تثمر سرعة تحقيق أهدافها بدون أي رعونة حتي تخرج بالشكل اللائق الذي يرضي الشعب. تعقلوا فالآتي أفضل إذا صبرنا علي أنفسنا وعلي الحكومة.. وما تم هدمه في يوم يستغرق بناؤه سنوات. آخر الكلام: يبقي للدكتور عصام شرف كان الله في عونه أن يصدر حركة جديدة للمحافظين وتطوير أداء المحليات.. حتي يتماشي مع حركة الثورة بكل ما تحمله الثورة من معان.