اشعل د. يوسف زيدان فتيل أزمة لم تخمد حتي الآن بتصريحاته الخطيرة والمثيرة للجدل حول المسجد الأقصي ونفيه "المعراج" تماماً. من حق د. زيدان ان يقول ما يشاء .. هو حر فيما يؤمن ويعتقد.. لكن السؤال: اين علماؤنا الأفاضل وردودهم الشرعية التي تدحض أي افتئات أو مزاعم..؟؟ لست في مجال الدفاع عن د. زيدان علي العكس فإنني أرفض كل ما قاله.. ولذا سأطرح ما ذكره من مغالطات وما في نفسي من تساؤلات بشأنها وأتمني أن أجد ردوداً قوية من علمائنا الأجلاء: * قال د. زيدان.. ان المسجد الأقصي المذكور في القرآن ليس الموجود في القدس لكنه القابع في السعودية علي طريق الطائف بنفس الاسم "الأقصي".. وهنا أتساءل: 1 هل كانت الرحلة من مكة إلي الطائف تستدعي استخدام "البراق"؟؟.. وهل المسجد المسمي بالأقصي في الطائف يستحق ان يبارك الله حوله؟؟.. وما هي الآيات التي أراها الله رسوله الكريم في هذه المسافة القصيرة..؟؟ 2 هل كان المسلمون يتوجهون في صلاتهم إلي مسجد الطائف قبل ان تتغير القبلة إلي المسجد الحرام أم إلي القدس..؟؟ 3 كل كتب السيرة أكدت ان الرسول الكريم لم يكن قد زار القدس من قبل ولكنه وصف "قبة الصخرة" وصفاً دقيقاً بما يؤكد انه رآها وقد ايده في ذلك كل من زار القدس من قبل.. الا يعني هذا ان الرحلة كانت إلي القدس وليس الطائف..؟؟ 4 الفاروق عمر بن الخطاب عندما زار "ايليا" التي هي القدس الآن.. أكدت كتب السيرة أيضاً ان الزيارة كانت لمسجد قبة الصخرة وليس الطائف وانه تسلم مفتاح المدينة من حاكمها ثم أمر ببناء المسجد الأقصي بجوار القبة بناء بدائياً وقد طوره الأمويون والعباسيون ومن جاءوا بعدهم.. يا علماءنا .. أين أنتم..؟؟ * قال د. زيدان.. ان الصلاة فُرضت في المعراج المثبت في سورة النجم ورقمها "23" في حين ان الاسراء ثبت في سورة الاسراء ورقمها "50" وليس منطقياً أبداً ان تنزل سورة لتفسر سورة بعدها وليس قبلها.. وهنا أتساءل: 1 أليس الصحيح هو ان رقم سورة الاسراء هو "17" في المصحف الشريف والنجم "53".. وبالتالي فإن ترتيب الوقائع سليم من حيث الترتيب مع الوضع في الاعتبار ان القرآن نزل منجماً ثم جمعت آيات سوره وتم ترتيبها..؟؟ 2 ألم يثبت العلم استحالة "المعراج" من مكة؟؟.. أين علماء الفضاء والفلك للرد علي أي مزاعم مخالفة لذلك..؟؟ 3 أليس انكار "المعراج" انكاراً للتكليف بالصلاة أصلاً وربما يكون هذا هو السبب الرئيسي لانكار رحلة الصعود من الأساس بل وانكار القرآن ذاته الذي نص في سورة النجم علي وهو بالأفق الأعلي ثم دنا فتدلي فكان قاب قوسين أو أدني فأوحي إلي عبده ما أوحي ما كذب الفؤاد ما رأي أفتمارونه علي ما يري ولقد رآه نزلة أخري عند سدرة المنتهي عندها جنة المأوي إذ يغشي السدرة ما يغشي ما زاغ البصر وما طغي لقد رأي من آيات ربه الكبري"؟؟.. أليس كلام المولي هنا صريحاً وقاطعاً بأن الرسول الكريم كان وقتها فعلاً في السماوات العلا والا فليقل لي المرجفون والمنكرون والمشككون عن مكان "سدرة المنتهي" تحديداً.. أهي في السماء أم في الطائف أيضا.. وأين جنة المأوي أهي في السماء أم في الأرض؟؟.. اين انتم أيها العلماء..؟؟ الا نخلص من كل هذا ان الاسراء والمعراج ثابتان بنص القرآن وان الرحلة كانت من مكة إلي القدس بفلسطين وليس من مكة إلي الطائف وان المعراج كان من القدس إلي السماء وان كل تشكيك أو انكار لهذه الرحلة الاعجازية المباركة هو افتئات علي الدين ومحاولة لهدمه وطعن في نبوة الصادق الأمين؟؟.. لكن ما أقوله.. هو استنتاج ايماني وعقائدي وتاريخي والمفروض ان يقوم علماؤنا بدورهم في توضيحه وتأكيده بالأدلة الشرعية.. ونحن لمنتظرون.