إذا كان هناك من ملاحظات علي "الندوة الدولية "التي نظمتها كلية دار العلوم بجامعة إلمنيا بالتعاون مع مؤسسة البابطين الثقافية تحت عنوان " قضايا الشعر العربي الحديث في مؤسسة البابطين رؤي ومواقف " فإن الملاحظة الأهم هي عدم وجود أوراق بحثية بين أيدي المتابعين. أو علي الأقل ملخصات لهذه الأوراق حتي يمكن للمتابع أن يطلع عليها. ويستطيع بالتالي تسجيل ملاحظاته ومناقشتها خلال الجلسة البحثية. لاأن يعتمد علي سماع الباحث يقرأ بحثه كاملاً أو ملخصاً. وهو ونصيبه. الأمر الأخر هو العنوان نفسه :"ندوة دولية". فالمسألة ليست مسميات وخلاص. الذي أعرفه أن الندوة الدولية تتاح فيها الفرصة لباحثين من عدة دول لتقديم أبحاثهم حول موضوع المؤتمر. وهذا لم يحدث. اللهم إلا كان مفهوم الدولية هو أن مقر مؤسسة البابطين في الكويت بينما تقام الندوة في إالمنيا. أو أن هناك باحثاً أو مديراً لإحدي الجلسات من القاهرة وهو د. علاء رأفت عميد دار العلوم بجامعة القاهرة. باعتبار القاهرة دولة بينما المنيا دولة أخري. أيضاً هناك ملاحظة أخري وهي ضرب المواعيد المحددة لكل جلسة في مقتل . حتي جلسة الافتتاح عقدت بعد موعدها بأكثر من ساعة. والمفترض أن يكون هناك التزام صارم بالمواعيد. خاصة إذا كنا في رحاب جامعة مهمة وعريقة كجامعة إلمنيا. وبصدد مناقشة معجم مهم كمعجم البابطين. وباستثناء حفل الافتتاح الذي شهد حضوراً كبيراً من أساتذة الجامعة وطلابها يتقدمهم رئيس الجامعة د. جمال أبو المجد. فإن الحضور لم يكن بنفس الكثافة في الجلسات البحثية الأخري. وهو ماانتقده رئيس المؤتمر د. محمد عبدالرحيم الريحاني عميد دار العلوم. وكان يتوقع أن يقبل الطلاب والباحثون علي الحضور للمشاركة والاستفادة. معلقاً أن الأجيال الجديدة لاتأخذ الأمور بالجدية اللازمة. باستثناء هذه الملاحظات التي أراها جديرة بالتسجيل حتي يمكن تجنبها في المؤتمرات القادمة . فقد احتشدت الندوة بالفعاليات والأبحاث المهمة التي أرجو أن تتنوع فيها مشاركات الجامعات الأخري في المرات القادمة لتكون الأبحاث أكثر حيوية . والمناقشات أكثر سخونة. كما بذل مكتب مؤسسة البابطين في القاهرة .ممثلاً في مصطفي سعد .جهداً طيباً في التنظيم والتحضير واستقدام الضيوف فضلاً عن الجهد الذي بذلته أمانة الموتمر التي تولاها د. حافظ المغربي . وكلية دار علوم المنيا عموماً. ومن الأشياء التي أضفت مزيداً من البهجة علي الندوة الأمسية الشعرية التي شارك فيها عدة شعراء هم جميل عبدالرحمن. وعزت الطيري. ود. أبو الفضل بدران. وسمير فراج. ود. مصطفي أبو شوارب الذي تنازل عن إلقاء قصيدة له وألقي إحدي قصائد عبدالعزيز البابطين .وحافظ المغربي. وشعيب خلف .وأحمد الليثي. وكنت أتمني أن تتاح فيها الفرصة لبعض الأصوات الشعرية من الطلاب التي أعلم أنها جيدة. وكانت هناك كذلك مشاركة الفرع الثقافي بالمنيا التي مثلها كورال الأطفال وقدم فقرات غنائية أفصحت عن العديد من المواهب المبشرة . الأمر الذي دفع د. أبو الفضل بدران رئيس قصور الثقافة إلي مكافأة الفرقة بخمسة آلاف جنيه . وخصص الشاعر سمير فراج ألف جنيه مكافأة لموهبة من أصحاب القدرات الخاصة هو الشاب محمد أحمد الشهير بميدو الذي قدم أغنية احلف بسماها وبترابها ونال استحسان وتصفيق الجميع علي هذه الإرادة الصلبة التي تتجاوز مشاكلها وترفض الاستسلام للإعاقة. أسفرت الندوة عن مجموعة من التوصيات التي تشكلت لجنتها من د. محي الدين محسب رئياً . ود. محمد مصطفي أبو شوارب عضو مجلس أمناء المؤسسة ووكيل آداب الإسكندرية عضواً. من أبرزهاأن تعمل جامعة إلمنيا علي تخصيص محور دائم ضمن مؤتمرها العلمي السنوي تحت عنوان " محور مشروع البابطين الثقافي لخدمة الشعر.الدعوة إلي مزيد من الجهود في الحركة البحثية العربية صوب استكشاف آفاق الأدوار المعرفية والعليمة التي تضيفها مشروعات البابطين المعجمية إلي مجالات البحث اللساني والأدبي العربي. نظراً للأهمية القصوي والنتائج المثمرة لبروتوكول الدورات التثقيفية والتعليمية الخاصة بتنمية الكفاءة الشعرية واللغوية العربية . وهو البروتوكول الموقع بين كلية دار العلوم ومؤسسة البابطين الثقافية. إوصت الندوة بأن يستمر هذا البرنامج سنوياً مع كل الضوابط والمعايير اللازمة لإدراته بشكل إيجابي وفعال. علي أن تعلن نتائج اختبارات هذه الدورات أثناء انعقاد المؤتمر العلمي لكلية دار العلوم وضمن المحور المخصص في المؤتمر لمشروع البابطين المعجمي.تدعو الندوة إلي عقد اتفاق بين جامعة إلمنيا ومؤسسة البابطين الثقافية لإنشاء مكتبة البابطين السمعية للشعر بكلية دار العلوم . تضم تسجيلات صوتية ومرئية للقصائد الورادة في المعاجم التي تصدرها المؤسسة بأصوات ذوي التمكن من فن الإلقاء الشعري.