في عمود سابق كتبت عن العلاقة بين المسلمين والمسيحيين والتي تجسدت في أفضل صورها مع ثورة 25 يناير واشرت إلي اعتصام الاخوة الاقباط امام ماسبيرو وفي الكاتدرائية. موضحاً ان الاقباط قرروا المشاركة الحقيقية في كل مناحي الحياة بعد ان انكفأوا زمناً علي الكنيسة وانكفأت عليهم. الا ان العمود الذي حمل عنوان "الجمل والكلب ايد واحدة" يبدو انه نكأ جرحاً لم يلتئم بعد وهو اطلاق الكلاب البوليسية علي المعتصمين الاقباط داخل الكاتدرائية الذين طالبوا بتصريح الزواج الثاني ورغم عدم رغبتي الخوض في الأمور الدينية خاصة فيما يخص الاخوة الاقباط. الا ان التعليقات التي جاءت حول العمود جديرة بالقراءة والتأمل. خاصة ان الاخوة الاقباط عاودوا الاعتصام أمس خارج الكاتدرائية بالعباسية في محاولة للقاء البابا شنودة وقد علقوا بعد ذلك اعتصامهم إلي ما بعد 7 اغسطس المقبل انتظاراً لحكم المحكمة الدستورية في الطعن الذي قدموه ضد تعديلات لائحة 1938 والتي كانت تقر تسعة اسباب للطلاق الا ان هذه اللائحة قد تم تعديلها عام 2008 لتحصر اسباب الطلاق في سببين اثنين فقط. والحقيقة ان هناك من حصل بطريقة أو أخري علي تصريح بالزواج الثاني من الكنيسة بينما يعاني البعض الامرين في لقاء احد اعضاء المجلس الاكليركي وقد ارسل الصديق قارئ "المساء" ميمي موريس مرقس تعليقاً علي العمود السابق بعنوان "الحياة الانسانية والنصوص السماوية" يقول الاستاذ ميمي موريس: "ما الحل لمن استحالت بينهما حياتهما الزوجية المسيحية فانفصلا دون رجعة؟ هل يقضي كل منهما بقية حياته في صراعات ومشاكل قضائية ومادية ومعنوية قد تصل للاقتتال أو ترك الديانة؟ هل يرضي الله بتعذيب "الناس" بقية حياتهم لمجرد ان احدهما أو كليهما قد اخطأ الاختيار أو انخذع للحظة في بداية حياته؟ وان كانت هناك حالات انفصال فعلية ولسنوات طويلة من المعاناة والألم ودون بادرة لأي حل. فهل ينطبق علي الزوجين المفترقين هنا الآية "من جمعه الله لا يفرقه انسان؟".. ويتساءل ميمي موريس: لماذا لا نبطل عقد زواج أي زوجين يصران علي الانفصال أو الانتحار. أو.. أواذا تأكد انفصالهما الفعلي لثلاث سنوات وكيف ينحاز الفكر الكنسي في مصر للدولة الدينية دون تطبيق ذلك علي شعب الكنيسة ويستحلف ميمي موريس رجال الكنيسة قائلاً: "بالله عليكم اسرعوا في حل عشرات الآلاف من هذه المشاكل حتي لا يبحث اصحابها بأنفسهم عن حلول قد تهز الوحدة الوطتية أو ينتحروا أو يستجنوا .. والله الموفق" انتهت رسالة الاستاذ ميمي موريس وبدوري اسأل رجال الكنيسة الا يرون خطراً في عدم الاستجابة لمطالب واحتجاجات شعبهم أم انهم سيستمرون في التعامل بنفس طريقة الحزب الوطني المنحل؟