أوركسترا "النور والأمل" أثار كعادته دهشة الجمهور الفرنسي وحاز علي تصفيق حار وصيحات اعجاب اختتمت بهتاف "تحيا مصر" شارك فيه أعضاء الفريق وكل الجمهور الذي كان أغلبه من الفرنسيين الذين حضروا ليشاهدوا الأوركسترا الفريد علي مستوي العالم لأن كل أعضائه من الكفيفات واحتضنه مسرح سال جافو بوسط باريس حيث قدم الفريق تجربته الجديدة عرض "شجرة القلب".. العرض سبق تقديمه علي مسرح دار الأوبرا المصرية مما يفرض مقارنة بين العرضين. أوركسترا "النور والأمل" أثار كعادته دهشة الجمهور الفرنسي وحاز علي تصفيق حار وصيحات اعجاب اختتمت بهتاف "تحيا مصر" شارك فيه أعضاء الفريق وكل الجمهور الذي كان أغلبه من الفرنسيين الذين حضروا ليشاهدوا الأوركسترا الفريد علي مستوي العالم لأن كل أعضائه من الكفيفات واحتضنه مسرح سال جافو بوسط باريس حيث قدم الفريق تجربته الجديدة عرض "شجرة القلب".. العرض سبق تقديمه علي مسرح دار الأوبرا المصرية مما يفرض مقارنة بين العرضين. العرض الأول في مصر كان مزيجا من الموسيقي والرقص والغناء حيث تقوم للمرة الأولي أوركسترا النور والأمل بمصاحبة أصوات أوبرالية غنائية جماعية وفردية داخل المنظومة المسرحية. العمل من ابداع المؤلف الموسيقي طارق بن ورقة الجزائري الأصل والمقيم في فرنسا والغناء جاء باللغة العربية ليصبح هذا من أهم ايجابيات العمل ويمثل اضافة للفنانين وللجمهور ويدور العرض من خلال قصة بسيطة في اطار اسطوري عن النجمين نور وأمل اللذين يتجسدان بفضل ثمرة من شجرة القلب كي يتذوقا طعم الحب والمشاعر الإنسانية والتي تصل في النهاية من خلال حديث الراوي والحركة المسرحية والغناء الجماعي والفردي والعزف المنفرد علي آلة الهارب إلي نتيجة ان الرؤية ليست بالعين المجردة بل بالقلب والأحاسيس. الرمزيات كانت جلية حيث تدور حول هذه الأوركسترا الفريدة والتي توضح تأثر طارق بن ورقة واعجابه بها وكأنه يقدم تحية لهؤلاء العازفات الكفيفات المتحدين الاعاقة. الفريق الأوركسترا تابعة لجمعية النور والأمل المصرية لرعاية الكفيفات والتي تأسست عام 1954 بدعم من بعض سيدات المجتمع المتطوعات وفي عام 1961 وبمبادرة من الراحلة سمحة الخولي وتحت اشرافها انشأت الجمعية معهد الموسيقي علي أسس أكاديمية والذي انبثق منه هذا الفريق.. والفريق منذ تأسيسه وحتي الآن قام بنحو 30 رحلة في قارات العالم المختلفة بجهود كبيرة من آمال فكري نائبة رئيسة الجمعية والمسئولة عن الأوركسترا التي ألقت في الحفل كلمة باللغة الفرنسية كانت خير تعريف بالفريق. العرض من اخراج المخرج الفرنسي جليبر ديفو والذي فرض عليه اختلاف المسرحيين وأيضا ظروف الانتاج رؤيته الاخراجية حيث ان مسرح أوبرا القاهرة تميز بالعمق كما هناك مكان مخصص للأوركسترا بعكس المسرح بباريس واتساع المسرح اعطي فرصة لحركة المغنيين والراوي والراقصين وقد سبق ان تناولنا ذلك بالتفصيل في مقال سابق. عرض القاهرة تتضمن رقصات تم الاستغناء عنها في باريس كما تم الاستعانة بكورال فرنسي بدلا من كورال جورج قلتة المصري وأيضا عازفة هارب فرنسية بدلا من العازفة المصرية مني واصف ولعب الطولة التينور رجاء الدين أحمد الذي أيضا اشترك في باريس وكان متفوقا في الحالتين وقدم العمل باحساس عالي وجمع بين التمثيل والغناء بحرفية جيدة تجعله مصدر فخر لنا أما من أدي دور الراوي في مصر كان الممثل المسرحي المتميز عاصم نجاتي جاءت لغته الفصيحة وصوته المتميز وحركته المسرحية المتقنة لصالحه مقارنة بنظيره الجزائري المقيم بفرنسا فارس الحلو. بالنسبة للبطولة النسائية كانت في مصر من نصيب الوجه الجديد السبرانو داليا فاضل التي كانت درجة احساسها بالعمل عالية وكان العمل تجربة أولي اجتازتها بنجاح وفي باريس لعبت البطولة الفنانة والشاعرة السورية رشا رزق التي كانت متميزة بخبرتها السابقة وحرفيتها الواضحة واهتمامها بنطق الكلمات التي قامت بترجمتها إلي اللغة العربية. إخراج وقيادة المخرج إذا كان تميز بحركة مسرحية جميلة في مصر الا انه لم يكن علي الدرجة المطلوبة بباريس بل لم يستطع أن يستثمر المسرح من أول وضعه لشاشة كبيرة حجبت معظم أوركسترا عن الظهور إلي عدم تنوعه في الحركة المسرحية والتي جاءت محدودة جدا وتبعث علي الملل وواضح انه لم يكن هناك تدريب علي البداية حيث جاءت عشوائية حيث قدم لنا الكورال وقائده بينما اطفأ الأنوار علي الأوركسترا والمايسترو. أما الختام قدم كل عناصر العمل بطريقة حجبت الأوركسترا ولكن حين غادروا المسرح تقدم القائد بمبادرة منه وظهر الأوركسترا لنجد الصالج تضج بالتسيق وكانت حركة ذكية من المايسترو محمد سعد الباشا عندما قدم العازفات لتحية الجماهير فكانت البداية مع رائدة الفريق عازفة الكمان بسمة سعد ثم تولي تقدم السوليستات مني سمير تشيللو ورقية رضوان فاجوت وعايدة ابراهيم فلوت ومي سيد كلارينت وفوزية لطيف ايقاع ونعيمة عطية ترومبيت الأوركسترا في مواجهة الجمهور ليقود الكورال وعازفه الهارب الذين يرون عصاه وأمامهم النوتة الموسيقية وكذلك يعطي اشارة البدء للمغنيين ويبتكر طريقة جديدة للتخاطب مع الأوركسترا الذي لا يراه بل يسمعه فقط. مهمة شاقة قيادة المكفوفين والمبصرين في آن واحد وقد اجتازها الباشا بنجاح اضافت إلي رصيده الفني لكن من دون شك ساعده عليها الفريق المتميز من العازفات الذي حقا صدق من وصفه بمعجزة القرن.