تواجه مستشفي المعمورة للأمراض النفسية كارثة بعد الغرق في مياه الأمطار والصرف الصحي حيث فسدت الأدوية بالصيدلية الخاصة بالمستشفي وانقطع التيار الكهربي ليعيش 700 مريض في الظلام الحالك لأكثر من ثلاثة أيام وهو ما ترتب عليه نقلهم لجميع مستشفيات مصر لإنقاذهم من الموت المحقق والغريب أن هناك مشروعاً للصرف الصحي بالمستشفي منذ أكثر من ست سنوات لم يتم الانتهاء منه حتي الآن. مأساة إنسانية رصدتها "المساء" بغرق مستشفي المعمورة للطب النفسي أشهر مستشفيات الإسكندرية والتي تحولت إلي ما يشبه بيت الأشباح بدون مرضي أو كهرباء أو أدوية بعد أن غرقت في النوة الأخيرة التي تعرضت لها الإسكندرية وجاري العمل علي شفط المياه في ظل توقع عودة المياه لها مرة أخري مع أي نوة تعرضت لها الإسكندرية. في البداية يقول د. محمد زهدي مدير المستشفي: فوجئنا بغرق المستشفي بالكامل خلال النوة الممطرة التي ضربت الإسكندرية حيث غمرت المياه جميع المكاتب الإدارية وغرف الحفظ والأرشيف وعنابر إقامة المرضي بارتفاع 90 سنتيمتر تقريباً وعلي الفور قمنا بإخلاء الثمانية عنابر الأرضية من المرضي وقمنا بنقلهم إلي أربعة عنابر بالأدوار العلوية. لافتاً بأن طاقة المستشفي 950 سريراً ووقت حدوث الكارثة كان يوجد بالمستشفي 700 مريض وقوة كل عنبر 80 مريضاً تقريباً مما تسبب في تكدس المرضي داخل العنابر الأربعة العلوية وأصبح العنبر يستوعب ثلاثة أضعاف طاقته. بالإضافة إلي اضطرارنا لفصل الكهرباء عن المستشفي بالكامل لعدم صعق أحد المرضي أو العاملين وأصبح من المستحيل استمرار إقامة المرضي بالمستشفي. أضاف زهدي أنه بتوفير أماكن بديلة للمرضي بالمستشفيات الأخري بالمحافظات لإخلاء المستشفي ثم اتصلنا بأهالي المرضي لتخييريهم ما بين موافقتهم علي نقل المريض إلي مستشفي آخر أو تسيلمه لهم علي مسئوليتهم ثم قمنا بتأجير أتوبيسات نقل المرضي إلي مستشفيات العباسية والخانكة وحلوان وبورسعيد. لافتاً إلي أن المستشفي تعرضت لخسائر فادحة منها تلف الأدوية بالصيدلية الخاصة بالمستشفي بالإضافة إلي غرف الحفظ والأرشيف. مضيفاً أنه قام بتشكيل لجنة لحصر التلفيات والخسائر التي لاحقت المستشفي بالإضافة إلي تشكيل لجنة هندسية من قبل الإدارة الهندسية لمعاينة المباني العشر بالمستشفي والتأكد من سلامتها وعدم تأثر أساساتها من مياه الأمطار. أضاف عوض أحمد مسئول الصيانة بالمستشفي أن غرق المستشفي يرجع إلي انخفاض المستوي الجغرافي للمستشفي عن المناطق المحيطة بها ومصادفة تعطل ماكينات الرفع الستة التي توجد بمحطة 45 للصرف الصحي مما تسبب في ظهور المياه وغرق المستشفي حيث غمرت المياه الأدوار الأرضية بجميع مباني المستشفي. لافتاً إلي أن شارع النبوي المهندس الذي توجد به المستشفي به مشروع للصرف الصحي مستمر منذ ستة سنوات تقريباً ولم يتم الانتهاء منه حتي الآن إلا أن أعمال حفر المشروع تسببت في تهالك ثلاثة مباني بالمستشفي وأصدر حي المنتزة ثاني قرار إزالة لثلاثة مباني بالمستشفي حمل رقم 25 لسنة 2015 منها مبني المسنين للرجال والجراج وجزء من السور الخارجي للمستشفي وتم إخلاء المبني من المرضي ونقلهم في أماكن بديلة منذ ثلاثة أشهر تقريباً.