قنبلة مدوية فجرها الزميل كارم قنطوش مدير مكتب "المساء" بالبحيرة أمس كشف فيها فضيحة فساد جديدة بطلتها هذه المرة نائب المحافظ.. الفضيحة تثبت ان الفساد في المحليات عامة وفي البحيرة خاصة قد تجاوز "الركب" ووصل الي "الأذقان" وانه لم يعد يرتدي الثياب التقليدية البالية التي تنحصر في السرقة والرشوة والمجاملة بل تعداها إلي اساليب مبتكرة. الست نائب محافظ البحيرة والتي هي اصلا من الاسكندرية اتت بمهندس سكندري وعينته مشرفا عاما لمصانع مشروع تدوير القمامة بالمحافظة بمرتب شهري 10 آلاف جنيه.. هنا قد يتساءل البعض: وما وجه الفساد في ذلك؟؟.. التحقيق القنبلة يرد علي التساؤل بالمستندات ويكشف عن 4 جرائم في هذا الإجراء المنحرف.. اؤكد المنحرف: * الأولي.. ان وظيفة "مشرف عام لمصانع مشروع تدوير القمامة" لا وجود لها علي أرض الواقع لوجود مصنع لتدوير القمامة وله مسئول عنه في كل مركز بالمحافظة.. وبالتالي.. فإن الوظيفة هي "اختراع" تفوح منه رائحة كريهة. * الثانية.. المفروض ان أي وظيفة طبقا للقانون لابد من شغلها من خلال طريقين: اما الترقية وفق ضوابطها أو من خلال مسابقة يعلن عنها ولها شروط في اعلانها.. لكن.. هذا المهندس "المعجزة" لم يتم تعيينه بأي من الطريقين بل بالأمر المباشر ان صح التعبير. * الثالثة.. أي وظيفة تابعة لمحافظة ما فان هذه المحافظة تتحمل مرتب من يشغلها طبقا للقانون ايضا لكن.. الست نائب المحافظ ابتكرت الوظيفة دون ان تتحمل المحافظة مرتب هذا "المحظوظ" شاغل الوظيفة بل تحملته شركة أبو قير للأسمدة بالاسكندرية بناء علي عقد عمل مؤقت صادر من الشئون القانونية بمحافظة البحيرة وموقع بين الشركة الحكومية و "مهندس الست" بمبلغ 10 آلاف جنيه شهريا.. ما هذا الفساد الفاجر؟؟.. ما دخل شركة في الاسكندرية بمشروع في البحيرة؟؟.. ولماذا وهي شركة حكومية تتحمل مرتب موظف ليس تابعا لها؟؟.. أليس هذا اهدارا للمال العام..؟؟ * الرابعة.. لو كانت الست نائب المحافظ تنشد المصلحة العامة ورأت ان هذه الوظيفة مهمة لكان اولي بها ان تستعين بأحد ابناء البحيرة ومن المؤكد ان بها اعدادا لا حصر لها من خريجي الهندسة.. لكن لأنها وظيفة "تفصيل" علي مقاس شخص معين من خارج المحافظة فقد طلب هذا الشخص تخصيص استراحة له للاقامة بها وسيارة خاصة لتنقلاته.. فمن يتحملهما..؟؟ هذه القضية بالذات سوف تفتح ملف الفساد في محافظتي البحيرةوالاسكندرية علي وجه الخصوص.. وكل ما نتمناه هو سرعة الانجاز لكشف الفاسدين ومحاسبتهم وردع كل من تسول له نفسه التلاعب بالمال العام وكأنه ميراث عن والديه. اخيراً.. من المؤكد ان الزميل كارم قنطوش مدير مكتب " المساء" بالبحيرة قد بذل مجهودا جبارا من أجل الحصول علي "عقد التعيين" الفضيحة ليكون مستندا دامغا علي فساد مسئولين يجب محاسبتهم وحتي لا يكون كلامه مرسلا.. هكذا تعلم وهكذا يعمل وله العديد من الخبطات والانفرادات مازالت رهن التحقيق وستكون لها اصداء وتوابع مدوية.. فله مني كل التقدير. افتحوا كل ملفات الفساد.. ارجوكم.. رائحة الفاسدين تزكم الأنوف.