ماذا حدث للقنوات التليفزيونية التي أصبحت وسيلة لبث سموم وأفكار ذات مضامين غريبة وخارجة علي عادات وتقاليد مجتمعاتنا العربية؟!.. حيث يفاجأ المشاهدون يوماً بعد يوم. بسيل من القنوات التي تقدم مسابقات سخيفة ذات جوائز وهمية. وأخري تبث إعلانات عن عروض زواج بشكل فج. وثالثة تقدم إعلانات لمنتجات مجهولة المصدر. ومؤخراً ابتلي المشاهدون بإحدي القنوات الخارجة التي تقدم رقصات ولقطات ماجنة. علاوة علي إعلانها المتواصل عن أرقام هواتف لنساء ورجال يرغبون في التعارف. وتكوين الصداقات دون أي تحرك من الجهات المسئولة لإغلاقها. حرصاً علي الآداب والأخلاق العامة.. هذه هي قنوات بير السلم. إن جاز إطلاق هذا اللفظ عليها. والتي قد تصادفها وأنت تقلب بأصابعك في الريموت كونترول!! د.محمود علم الدين.. أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة.. قال: بالفعل هناك العديد من القنوات الموجودة علي ترددات القمر المصري النايل سات. والتي تعتمد علي بث مضامين ومحتوي فج. يحمل معه كثيراً من الإثارة التي تخالف عاداتنا وتقاليدنا. ولكن هذه القنوات دخيلة علي ترددات النايل سات. وهو بريء منها تماماً. أضاف: المشكلة قديمة ومعقدة للغاية. حيث يتحرك القمر "الأوروبي يوتل سات" الذي يبث قنواته عبر ما يقرب من 17 قمراً صناعياً تتحرك في مدارات قريبة من النايل سات. مما يتسبب في التقاط "النايل سات" لبث هذه القنوات. ولا يوجد حل لتلك المشكلة إلا بالتشويش علي تلك القنوات. وهو لن يجدي نفعاً بالشكل المطلوب. أولاً لأنه مكلف للغاية. كما أنه لن يكون مؤثراً وفاعلاً في ضوء التطور التكنولوجي الكبير. الذي أصبحت تتمتع به الأقمار الصناعية. وهنا لن يكون أمامنا حل سوي مخاطبة الشركة الفرنسية صاحبة القمر الصناعي بضرورة وقف بث تلك القنوات. وهنا تظهر المشكلة الثانية. وهي قوانين وعادات تلك الدول. فما يكون مخالفاً لأعرافنا وتقاليدنا يكون مباحاً هناك. ولا توجد فيه أدني مشكلة. وهو ما يجعل الشركة الفرنسية في كثير من الأحيان ترفض إغلاق تلك القنوات بدعوي أن مضمونها لا يتعارض مع عاداتها الغربية. الدكتور حسن علي.. أستاذ الإعلام بجامعة المنيا.. قال: للأسف الشديد يتداخل مع مدار "النايل سات" العديد من الأقمار الأخري. ليست فقط القمر الأوروبي. ولكن أيضاً هناك قمر "نور سات" الذي يخدم إعلامياً كلاً من المملكة البحرينية. والمملكة الأردنية. حيث يبث علي نفس مدار "النايل سات" إضافة إلي القمر الفرنسي. وأحد الأقمار الصينية. وجميعها يلتقط "النايل سات" إشاراتهم بقوة. وهي مشكلة هندسية تحدثت عنها بالفعل من قبل مع عصام الأمير. رئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون. خاصة بعد انتشار ظاهرة القنوات الغريبة. وأكدت له أن المنظمة الدولية للاتصالات والتي تمنح أقمار الدول الترددات والمدارات الخاصة بها. يمكنها تغيير ترددات القمر المصري "النايل سات" أو تغيير ترددات الأقمار القريبة من "النايل سات" حتي نتوقف عن التقاط القنوات التي تخترق أمننا الأخلاقي والقومي. أسامة هيكل.. رئيس مدينة الإنتاج الإعلامي.. أكد أن معظم تلك القنوات لا تبث علي القمر المصري "النايل سات" بل تبث من الأوروبي "يوتل سات". مشيراً إلي أن مدينة الإنتاج الإعلامي لا ترتبط بأي صلة بمثل هذه القنوات. وقال: عند البحث علي "النايل سات" تظهر أكثر من 1000 قناة. بينما يبلغ عدد قنوات "النايل سات" 600 قناة فقط. وجميعها لديها تصاريح. أما ما هو غير ذلك من القنوات. فهي تبث من أقمار خارجية. مشيراً إلي أن مضامين تلك القنوات يخالف كل التقاليد والأعراف الأخلاقية. كما تخالف شروط وقوانين البث علي القمر المصري "النايل سات" وهو ما يدفع أصحابها للبث من أقمار تابعة لدول أخري تتقبل أعرافها وتقاليدها ما تتضمنه تلك القنوات. محمد سميح.. المتحدث الإعلامي باسم شركة "النايل سات" قال: شركة "النايل سات" أحرص ما يكون علي الأسرة المصرية وعاداتها وتقاليدها العربية الأصيلة. ولا يمكن بأي حال من الأحوال أن تبث ما يؤثر علي الأخلاق والقيم. وما يحدث أن تلك القنوات تتعاقد مع أقمار قريبة من مدارات "النايل سات" وبالتالي يقوم "النايل سات" بالتقاط إشاراتها وبثها علي قنواته. والحقيقة أنها مشكلة هندسية معقدة. وللأسف الشديد لا يمكننا السيطرة عليها. أو حجبها. لأنها تبث من أقمار ليست تابعة لنا. أضاف: الحصول علي ترخيص من القمر الصناعي الفرنسي سهل للغاية. ويتطلب فقط دفع مبلغ معين. وعمل تعاقد. مشيراً إلي أن الوصول للشركة الفرنسية ليس صعباً. لأن لها مكاتب في 5 دول منها البحرين والعراق وجزر القمر. وبمجرد إتمام التعاقد يتم بث القنوات التي يلتقطها القمر المصري. المخرج شكري أبوعميرة.. رئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون السابق.. قال: أي شيء يبث علي "النايل سات" هو مسئولية المنطقة الإعلامية الحرة. التي تضع عقوداً ملزمة لأي قناة تبث عليها تتضمن بنوداً مهمة تتعلق بمراعاة الآداب والأخلاقيات العامة. والحفاظ علي الأمن والسلم المجتمعي. وغيرها من القوانين الملزمة لأي قناة. وإذا لم تلتزم تلك القنوات بتلك البنود. فمن حق أعضاء مجلس إدارة المنطقة الحرة الإعلامية إغلاق القناة علي الفور. خاصة أن هذا المجلس يضم رئيس شركة "النايل سات" ورئيس الإذاعة والتليفزيون. ورئيس مدينة الإنتاج الإعلامي. û المهندس صلاح حمزة.. العضو المنتدب الأسبق للشئون الفنية بشركة "النايل سات".. قال: الاتحاد الدولي للاتصالات هو من يقوم بتوزيع الترددات والمدارات. وللأسف الشديد يشترك مع تردد "النايل سات" وهو في حيز 7 درجات غرب خمسة أقمار صناعية لدول أخري. ويلتقط منها النايل سات عدة قنوات. لا توجد دولة تستطيع أن تمنع قمراً آخر يبث في نفس مدار قمرها الصناعي. ولذلك ستظل المشكلة قائمة. .. وعن أمكانية التشويش علي تلك القنوات.. قال حمزة: مصر لا تستطيع التشويش علي أي قناة. طالما أنها لا تبث علي القمر الصناعي المصري وتقع خارج سيطرته. خاصة في ظل تكنولوجيا الأقمار الصناعية الحديثة التي تحصن نفسها ضد التشويش الخارجي.