أثناء رحلة قام بها موسيقار الاجيال محمد عبدالوهاب إلي العاصمة الفرنسية باريس في شهر رمضان تعرض لموقف طريف دفعه إلي تغيير أهم مبادئه التي اشتهر بها بين معارفه وهي حرصه الشديد علي المال ورفضه "الاقتراض" أو الاقراض.. فقد اوشكت نقوده علي النفاد ولم يتبق معه سوي 20 فرنكا أي ما يعادل وقتها 10 قروش مصرية وكان في الوقت نفسه يملك شيكا بآلاف الفرنكات لكنه مستحق الصرف صباح اليوم التالي. وفي الفندق الذي يقيم فيه طلب من إدارته إيقاظه مبكرا في الصباح حتي يتمكن من صرف الشيك.. لكنهم لم يلتزموا وتأخروا في إيقاظه وهرول إلي مقر البنك فوجده مغلق الأبواب.. وقف حائرا متسائلا.. كيف يتصرف وهو صائم ولا يملك ثمن الافطار حتي في أرخص المطاعم.. وراح يطوف علي المقاهي الشهيرة لعله يجد صديقا. يقترض منه لحين صرف الشيك.. دون فائدة.. وتذكر فجأة أحد المطاعم المصرية الموجودة في باريس ويملكها أحد أصدقائه القدامي.. ذهب إليه مسرعا لكنه لم يجده حتي حان موعد اطلاق مدفع الافطار فاضطر إلي طلب الطعام وتناوله لحين وصول صديقه صاحب المطعم.. لكنه لم يحضر.. ولكي يخرج من هذا المأزق نادي علي رئيس الجرسونات في المطعم.. وكان مصريا.. وروي له الحكاية وهو في غاية الخجل وحاول تقديم معطفه وساعته رهنا لحين تسديد ثمن الطعام في صباح اليوم التالي.. وهو ما رفضه الرجل الذي تكفل بتسديد الحساب كاملا.. كما حصل علي الشيك ودفع لعبدالوهاب قيمته من جيبه الخاص!