تشير الإحصاءات إلي مصرع شخص كل دقيقة بسبب الصراعات المسلحة. علي مستوي العالم! معني ذلك أن 60 شخصا يقتلون كل ساعة أو 1440 شخصا كل يوم أو 43 ألفا و200 شخص كل شهر. أو أن أكثر من نصف مليون شخص يلقون مصرعهم سنويا في النزاعات المسلحة. هذا بخلاف المصابين. والمعاقين الذين تتركهم الحروب أقرب إلي الموت مما هم إلي الحياة. والسؤال : أما للصراعات المسلحة من نهاية؟؟ الإجابة : بالطبع. لا. والسبب أن هذه الصراعات والحروب. وما ينتج عنها من إراقة الدماء. تغذي خزائن الكثير من تجار الموت. الذين يبيعون الأسلحة. والأطراف المتنازعة التي تشتريها. والعملاء ممن يتوسطون في هذه الصفقات. بل وتعمل كل هذه الأطراف معا علي إشعال نيران الفتن وتأجيج أوار الصرعات من أجل جني المزيد من أرباح هذه التجارة المشئومة! وتقول الإحصاءات أيضا إن 75% من الأسلحة الموجودة في العالم توفرها خمس دول. هي الولاياتالمتحدةوروسيا والصين وألمانيا وفرنسا. ورغم تغير أماكن الصراعات وأسبابها. ظلت هذه النسبة ثابتة علي مدي 50 عاما مضت. علي سبيل المثال. تعد الولاياتالمتحدة أكبر تاجر أسلحة في العالم. وتنفرد أمريكا وحدها بحوالي 30% من حجم صفقات الأسلحة علي المستوي الدولي. ولها قاعدة عريضة وثابتة من العملاء. وهي مصدر السلاح الرئيسي لدول ومنظمات دول أمريكا الوسطي. حيث زاد حجم وارداتها بنسبة 68% منذ .2007 كما زادت صادراتها لدول الشرق الأوسط بنسبة 27% خصوصا للعراق وأفغانستان. وتأتي روسيا بعد أمريكا بفارق غير كبير. حيث تصدر إنتاجها من الأسلحة إلي سوريا ودول آسيا وفي مقدمتها الهند. ولو نظرنا إلي دول الساحل الأفريقي نجد أنها تنفق 18 مليار دولار سنويا علي التسليح. وهذا المبلغ يعادل ما تحصل عليه من معونات دولية!! ومع ذلك يمكن لأي شخص في بوروندي. التي تمزقها الصراعات. الحصول علي قنبلة يدوية مقابل ما يوازي 30 جنيها. وزادت واردات أفريقيا من الأسلحة بنسبة 104% خلال السنوات القليلة الماضية. كما زادت بنسبة 350% في دول شمال أفريقيا. حيث تشتعل الصراعات في بعض الدول. وتواجه دول أخري صراعات قد تندلع في المستقبل. وفي كل الأحوال. تزدهر تجارة السلاح في مناطق النزاعات. مهما اختلف موقعها علي خريطة الكرة الأرضية. لكن.. كيف يمكن للنزاعات المسلحة أن تستمر؟ وكيف يمكن لتجارة الأسلحة أن تزدهر. مع أن جميع الدول الكبري المصدرة للسلاح وكذلك الأطراف المتنازعة في كل مكان تردد أنها تريد تحقيق الأمن والاستقرار في العالم؟ أو بمعني آخر. كيف تبيع الدول المنتجة الأسلحة وتسعي لترويجها. وفي الوقت نفسه تدعو للسلام والأمن العالميين؟ ثم أين الأممالمتحدة إن كان لها دور من تجارة السلاح. بل أين هي من تجارة الدم والقتل والدمار؟ إن الأمر لا يعدو أن يكون نفاقا مفضوحا وانفصاما خطيرا بين القول والفعل سواء من جانب الدول والحكومات أو من جانب المنظمة الدولية. التي تحولت إلي أداة في أيدي الدول الكبري وشريك في تجارة الموت والدم. رغم ادعائها بغير ذلك!!