كشف عقار الإسكندرية المنهار الذي راح ضحيته 3 قتلي و8 مصابين ان الفقراء يدفعون "فاتورة" الفساد والاهمال والتسيب الذي اضحي يضرب الأجهزة المحلية.. حتي اضطر المسئولون للاستعانة بقوات الصاعقة لإنقاذ المصابين.. في حين تبين ان العقار لم يصدر له أي قرارات إزالة رغم حالته المتردية قبل الانهيار في حين كشفت تحقيقات نيابة المنتزه ثان عن مفاجآت غريبة ومأساوية. حيث تبين من المعاينة ان العقار المنهار قد سقطت حوائطه الحاملة بصورة مفاجئة ليتهاوي طبقة تلو الأخري من الجانب الأيسر حتي سطح الأرض بينما انهار الجانب الايمن بأكمله علي محل يقع بالدور الأرضي كان الأكثر تماسكاً. * تبين أيضاً ان العقار مبني بدون أساسات علي أرض زراعية منذ الستينيات علي مساحة 50 متراً ويتكون من ثلاثة طوابق بكل طابق شقة واحدة وانه لم يصدر له قرار ترميم أو إزالة بالرغم من حالته المتهالكة. * كما تبين ان إيجار الشقة الواحدة لا يتعدي العشرين جنيهاً وان قاطنيه من الحرفيين والعاملين باليومية ومن محدودي الدخل. اما المفاجأة المأساوية ان المتوفين هم الامهات اللاتي ضحين بأرواحهن لإنقاذ أطفالهن حيث لقيت هناء نصير "38 سنة" مصرعها وهي تحتضن طفلتها سما إبراهيم حسن "4 سنوات" الا ان الطفلة لفظت انفاسها الأخيرة بمستشفي أبو قير العام متأثرة بإصاباتها بكسر بالجمجمة وورم وتجمع دموي بالقدمين. * اما الام الثانية فتدعي ليلي علي حسن "49 سنة" اخذت تصرخ لانقاذ أطفالها وتمكنت بالفعل من انقاذهم لتلقي هي مصرعها. * وكشفت تحقيقات النيابة ان أهالي المنطقة هم الذين بادروا بانقاذ جيرانهم من سكان العقار المنكوب ومعهم القوات المسلحة المتمثلة في القوات البحرية والصاعقة الذين حضروا بصحبة الكلاب البوليسية وتم تطويق المنطقة باكملها للبحث عن الناجين تحت الانقاض ورفع الكتل الخرسانية بسرعة كبيرة حتي يتاح للناجين التنفس نظراً لكون الطوابق المنهارة فوق بعضها البعض مع سقوط الامطار التي شبعت التربة بالماء كادت تمنع التنفس عن الجميع لولا سرعة الانقاذ من قبل القوات المسلحة لحين وصول قوات الدفاع المدني وهو ما أدي إلي قلة عدد الوفيات الذي لا يتجاوز الثلاثة أفراد وإنقاذ تسعة أشخاص. * رصدت "المساء" قصصاً إنسانية وراء انهيار العقار الذي تأثر بالانواء الممطرة المستمرة والعواصف العاتية وهو بلا أساسات أو حوائط حاملة علي تربة زراعية وكل شقة عبارة عن حجرة واحدة وبها حمام. وتمكنت القوات المسلحة ومعها أهالي المنطقة من إنقاذ عزيزة محمد "60 سنة" قاطنة الطابق الأخير والمصابة بجرح بفروة الرأس وكدمة بالفخذ الأيسر وتعيش بمفردها وشهرتها "ام محمد" وتعمل "علي باب الله". * أما الطابق الثاني الذي يسكن فيه أسرة إبراهيم حسن محمود "37 سنة" ويعمل "عربجي" وقال ل "المساء" أثناء تلقيه العلاج بالمستشفي الاميري التابع لجامعة الإسكندرية لإصابته باشتباه في تجمع دموي بالبطن ان وفداً من القوات المسلحة قام بزيارتنا بالمستشفي وعرض نقلنا إلي مستشفي القوات المسلحة الا ان إدارة المستشفي رفضت لاستقرار حالتنا مضيفاً أنني أعمل "عربجي" واتنقل طوال اليوم من منطقة لأخري ومعي عربة كارو أحمل عليها بعض الخضروات لكي أوفر قوت يومي وعملي يجبرني علي التواجد خارج منزلي طوال اليوم واعود في ساعات متأخرة واعتدت ان انام أنا وزوجتي وابني حسن أعلي السرير وبناتي الثلاث تحته "جنة" شقيقته التوأم ست سنوات" وسما سبع سنوات وشهد ثماني سنوات إلا ان القدر شاء ان اعود مع صلاة الفجر تقريباً من عملي ومعي ابني حسن الذي كان يعاونني في عملي. بينما كانت تنام زوجتي وبجوارها المرحومة سما وتنام شهد وجنة علي الأرض وسمعت صوتاً اشبه بصوت سقوط الطوب فانحنيت لانقاذ البنات وانا انادي علي زوجتي ولي اشعر بشيء بعدها الا وانا في المستشفي ومعي نجلي حسن المصاب بنزيف بالأذن اليسري وابلغوني بوفاة زوجتي وابنتي سما ولا ادري اين اذهب عقب خروجي من المستشفي بأطفالي الثلاثة بعد ضياع زوجتي وابنتي ومنزلي وكل ما املكه بالدينا. اما الطفل عادل سعيد 13 سنة مصاب باشتباه بكسر بالحوض: اقيم بحجرتنا مع والدي سعيد أحمد سليمان 56 سنة وشقيقتي سماح 17 سنة ووالدتي ليلي علي حسن 49 سنة كل ما شعرت به هو هزة قوية اعتقدت انها رعد كما الذي تعرضنا له خلال أيام النوة السابقة وعندما افقت وجدت أشخاصاً يسحبونني من تحت الانقاض وبجواري شقيقتي ثم نقلت للمستشفي وعلمت ان والدتي قد توفيت تحت الانقاض وان والدي وشقيقتي بحالة جيدة ولكنهما تحت الفحص بالمستشفي. * علي الجانب الآخر أكد الدكتور طارق خليفة مدير مستشفي الاميري الجامعي ان الحالات سمح لاغلبها بالخروج ما عدا الطفلة شهد إبراهيم حسن المصابة بنزيف داخلي. وقمنا باستخراج تصاريح الدفن لكل من ليلي علي حسن وهناء نصير ونجلتها سما إبراهيم. علي الجانب الآخر أمر اللواء شريف عبدالحميد مدير مباحث الإسكندرية بوضع حراسة حول العقار المنهار للحفاظ علي ممتلكات قاطنيه وتسليم ما تم استخراجه من قبل الأهالي من ممتلكات شخصية إلي أسرهم بمحضر رسمي. قررت سعاد الخولي نائب محافظ الإسكندرية بصرف خمسة آلاف جنيه للمصابين والمتوفين كاعانة عاجلة كما قررت إقالة مدير التضامن الاجتماعي بحي المنتزه ثان لعدم انتقاله لموقع الحادث أو حتي المستشفي لتفقد حالة المصابين أثناء تواجدها هناك. كما أمرت نيابة المنتزه بتشكيل فريق هندسي من كلية الهندسة لمعاينة العقار المنهار وبيان سبب انهياره وتأثيره علي العقارات المجاورة واستعجال الملف الخاص بالعقار المنهار من حي المنتزه ثان واستدعاء ورثة مالك العقار. من ناحية أخري قال اللواء عادل سلامة رئيس حي المنتزه ثان انه قرر تشكيل لجنة هندسية لمعاينة كل العقارات التي توجد بنفس الشارع والمنطقة التي تقع بها العقار المنهار بعد ان تبين انه لم يصدر للعقار المنكوب أي قرارات من قبل وذلك لتلافي تكرار الحادث.