زيزو "مكار".. والأهلي "سوبر ستار"

نجح فريق الأهلي في إضافة لقب جديد للسوبر إلي سجل ألقابه ليؤكد أنه سوبر ستار بالفوز علي الزمالك بثلاثة أهداف مقابل هدفين في اللقاء الذي أقيم بينهما في ستاد هزاع بن زايد بمدينة العين الإماراتية وبحضور 20 ألف متفرج.
حقق الأهلي لقب السوبر التاسع ليحلق بعيداً عن الجميع وعن أقرب منافسيه الزمالك بفارق سبعة ألقاب حتي الآن بعد هذا التتويج والذي جاء في وقته أيضاً بالنسبة للأهلي حتي لا يخرج خالي الوفاض هذا الموسم بعد خسارته من قبل للدوري المحلي وكأس مصر ودوري أبطال أفريقيا والكونفدرالية الأفريقية أيضاً.. ونجح زيزو مديره الفني "المكار" أن يخدع ويخطف لقباً غالياً أصبح مفضلاً لديه.
المباراة في مجملها جاءت فوق الموسط إلي حدما حيث سيطر الزمالك علي مجريات اللعب في الشوط الأول بينما دانت الغلبة للأهلي في الشوط الثاني لتكون في النهاية الكلمة العليا الي جانبه ليفرح لاعبوه ويفرح جمهوره وأيضاً مجلس ادارته الذي كان علي شفا حفرة من السقوط في الهاوية بسبب توالي فقدانه للبطولات.
يدين الأهلي بالفضل في هذا الفوز إلي اللاعبين حسام غالي صاحب الخبرات الكبيرة وأيضاً ثنائي الدفاع الجديد احمد حجازي ورامي ربيعة ونجحا في اعادة الكثير من الاتزان لهذا المكان واخيرا صاحب الاعصاب الفولاذية عبدالله السعيد الذي نجح في تسديد ضربتي جزاء بنجاح كبير.
اداء الأهلي لم يكن مقنعا في الشوط الأول ولكن مع توالي النجاح في إحراز الأهداف تصاعدت ثقة لاعبيه وزاد التركيز في المباراة خاصة في الشوط الثاني ليتقدموا علي الزمالك بثلاثية ويقلبوا المائدة علي المنافس.
اما الزمالك فقد دفع ثمن اهدار محمود كهربا ضربة جزاء وقت ان كان الفريق الأبيض متقدما بهدف وهو لاعب بالفعل يميل إلي اللعب الاستعراضي اكثر من اي شيء آخر لذا أهدر علي فريقه الفوز في تلك المباراة.
وتأثر فريق الزمالك أيضاً بانفلات اعصاب لاعبيه وهو مشهد جديد عليهم هذا الموسم خاصة بعدما تقدم الأهلي بالهدف الثاني في مطلع الشوط الأول بضربة جزاء ثانية للاعب عبدالله السعيد وبات كل انشغالهم بحكم اللقاء وبقراراته في الملعب.
المباراة شهدت كفاحاً من لاعبي الفريقين في العموم ولولا واقعة عمر جابر ورمضان صبحي لخرجت نظيفة تماما من اية ازمات واصبحت افضل قمة في تاريخ الناديين ولكن الله ستر في النهاية من فضيحة اخلاقية مدوية.
ويحسب لجماهير الناديين الالتزام التام طوال المباراة وعدم الخروج عن الروح والاخلاق الرياضية وهو ما نقل صورة حضارية عن الكرة المصرية امام الجميع والغريب ان الالتراس والوايت نايتس تواجدا في المدرجات والتزما تماما بكل التعليمات ولم يخرج احد منهم عن النص أبداً.
بدأت المباراة حماسية من أول لحظة پفي شوطها الأول من جانب الزمالك حامل لقبي الدوري والكاس والباحث عن ثالث ألقابه هذا الموسم فيما وضح الحظر الأهلاوي لامتصاص هذا الحماس الكبير.
شهدت الدقائق العشر الأولي بالفعل سيطرة بيضاء علي الكرة وان لم تكن هناك خطورة واضحة علي المرمي فقط كان الزمالك قريبا من المنطقة المحظورة للأهلي في اكثر من مشهد بفضل النشاط الواضح للاعبي الهجوم باسم مرسي وكهربا وعمر جابر ومحمد ابراهيم في ظل التعاون المثمر مع لاعبي الوسط معروف يوسف وطارق حامد.
بمرور الوقت بدأ الأهلي يدخل أجواء اللقاء هجومياً وينشط وليد سليمان مع ايفونا ويشكلان ثنائياً في غياب رمضان صبحي الذي لم يشارك معهما وأيضاً عبدالله السعيد الذي يتعاون معهما هجومياً علي استحياء.
تعرض الزمالك لتغيير اضطراري بعد مرور ما يقرب من 15 دقيقة اثر اصابة لاعبه المدافع علي جبر ليغادر الملعب ويلعب بدلا من زميله محمد كوفي ليكمل اللقاء بدلا منه.. رغم السيطرة البيضاء الا ان اول فرصة حقيقية كانت من نصيب الأهلي وعن طريق ايفونا الذي انفرد بالمرمي ولكن الشناوي كان بالمرصاد ونجح في انقاذ مرماه من هدف مؤكد للأهلي.
بعدها بدقائق قليلة رد عمر جابر في مشهد قريب للغاية من مشهد ايفونا ولكنه تسلم الكرة امام منطقة جزاء الأهلي وانطلق ومر من المدافعين مائلا لليسار وسدد في جسد اكرامي الذي خرج لملاقاته في الوقت المناسب.. وكانت انطلاقة جابر بمثابة الانذار الحقيقي لوصول الزمالك لمرمي الأحمر وتتويج سيطرته الفعلية والاداء الافضل من المنافس بوضوح وبالفعل حصل عمر جابر علي كرة داخل منطقة الجزاء كانت في طريقها إلي الاوت لكنه جري خلفها وسط وقوف مدافعي الأهلي ليلحق بها ويسددها في الزواية اليمني البعيدة مسجلا الهدف الأول للابيض وتطلق جماهير الزمالك صيحاتها مهللة وتتراقص فرحا بالتقدم بعد مرور 27 دقيقة من الشوط الأول.
بعد الهدف تلاعب الزمالك بالأهلي خاصة محمود كهربا مع أحمد فتحي حيث فشل الاخير في التعامل معه عدة مرات ونجح كهربا في مراوغة فتحي اكثر من مرة بمهارة اعجبت الجماهير بشدة ولكن سرعان ما حاول الأهلي استعادة الاتزان وكاد ايفونا يحرز هدفا من كرة مررها له وليد سليمان من العمق وبلغة الكرة لطشها بقدمه لكن الشناوي كان علي الموعد وابعدها لضربة ركنية.
فشلت كل محاولات الأهلي غير المنظمة في الوصول الي هز الشباك فيما ظل الزمالك الاكثر خطورة وتهديدا لمرمي شريف إكرامي.. ويحصل كهربا علي ضربة جزاء بعدما تعرض للعرقلة من احمد فتحي اثر مراوغته ويتصدي لها اللاعب لكن يتعملق اكرامي معلنا عن نفسه وينجح في التصدي للكرة وينقذ فريقه من هدف ثان مؤكد ويندب فيريرا حظه علي خط التماس غاضبا بشدة من اهدار كهربا هدفاً أكيداً.. ويحاول الأهلي حتي اخر لحظة في الشوط الأول الوصول الي ادراك هدف التعادل عن طريق وليد سليمان وايفونا كالعادة.
وتشهد الدقيقة 45 من اللقاء لتحمل الفرحة والسعادة للجماهير الحمراء بعد احتساب كارباللو ضربة جزاء صحيحة لصالح رمضان صبحي إثر تعرضه للضرب من جانب أحمد دويدار داخل منطقة الجزاء.. وينخرط رمضان صبحي في البكاء بعدها ويحاول حسام غالي تهدئته قدر الإمكان ثم يتصدي عبدالله السعيد لضربة الجزاء ويسدد بهدوء علي يمين أحمد الشناوي مسجلا هدف التعادل للأحمر في اخر ثانية حيث قام بعدها كاربللو باطلاق صافرته معلنا انتهاء الشوط الأول بالتعادل بهدف لكل فريق وينتظر الجميع ما ستسفر عنه أحداث الشوط الثاني من السوبر المثير.
علي عكس الشوط الأول جاءت البداية اهلاوية وبعد مرور ست دقائق فقط ومن كرة طولية لعبها احمد حجازي وصلت إلي وليد سليمان لينطلق داخل منطقة الجزاء ويعرقله محمد كوفي ليحصل الأهلي علي ضربة جزاء ثانية يتصدي لها عبدالله السعيد مسجلا الهدف الثاني له ولفريقه ويتقدم الأهلي2/.1
منح هدف التقدم للأهلي الكثير والكثير من الثقة للاعبين التي كانت غائبة في الشوط الأول ليصبح الفريق اكثر تماسكا وافضل في التمرير والتحركات.
ومع التأخر حاول الزمالك العودة للمباراة من جديد وقام فيريرا بإجراء أول تغييراته في اللقاء فسحب لاعب الوسط المدافع معروف يوسف ودفع بلاعب الوسط المهاجم أيمن حفني من أجل زيادة النشاط الهجومي الذي تراجع أداؤه بوضوح.
بدأ اداء الأهلي يتصاعد بمرور الوقت مع الدعم المعنوي المستمر من جانب الجماهير مع كل تمريرة سليمة او لمسة كروية جمالية ويسيطر الاهلاوية علي منطقة وسط الملعب حسام غالي وحسام عاشور وعبدالله السعيد.
يجري زيزو المدير الفني للأهلي التغيير الأول بالدفع باللاعب مؤمن زكريا ويحاول سحب رمضان صبحي لكن حسام غالي قائد الفريق يقوم بتنبيه الجهاز الفني إلي سحب وليد سليمان الذي تعرض للاصابة ولم يعد يملك القدرة علي اللعب وبالفعل يستجيب زيزو ويخرج وليد.
وبعد دقائق قليلة من نزوله ينجح مؤمن زكريا في اضافة الهدف الثالث للأهلي من عرضية رمضان صبحي الحسنة الوحيدة لصبحي في اللقاء وتطير جماهير الأهلي فرحا في المدرجات وهي في سعادة لا توصف.
بعد الهدف الثالث تنخفض معنويات لاعبي الزمالك بوضوح فيما اصبحت معنويات لاعبي الأهلي في عنان السماء ويسيطر الأحمر علي مجريات اللعب ويعمد لاعبوه إلي محاولات للتلاعب بالفريق المنافس.
يشهد الملعب احتكاكا بين الثنائي عمر جابر رمضان صبحي كادت تصبح كارثة بعدما تدخل لاعبو كل فريق للدفاع عن زميلهم ويغادر الحكم الاسباني كاربللو أرض الملعب بسرعة تاركا الحابل مختلطا بالنابل.
ولكن سرعان ما يتم احتواء الموقف بعد عدة دقائق اثر تدخل الجهازين الفنيين والعقلاء بالفريقين وقيام مرتضي منصور رئيس الزمالك بطلب الهدوء من لاعبيه وهو في المقصورة الرئيسية للملعب.
ويعود الحكم إلي الملعب مرة اخري بعد فض الاشتباك وحديث مع رمضان صبحي وعمر جابر ليهدأ الملعب تماما ويعود الجميع الي الكرة من جديد.
بعد استئناف المباراة مرة اخري بقليل يسحب زيزو لاعبه رمضان صبحي من الملعب وينزل جون أنطوي بدلا منه ليزيد من الضغط الهجومي ويحمي لاعبه صبحي من الطرد أيضاً.
لم تمر سوي دقيقتين تقريبا علي استئناف المباراة من جديد إلا وينجح محمود كهربا في إحراز الهدف الثاني للزمالك لتشتعل أحداث اللقاء كروياً من جديد لاسيما أن الوقت المحتسب مازال به متسع وهو عشر دقائق.
ومع تصاعد حالة الاضطراب وعدم التركيز للاعبي الزمالك والتي قابلها هدوء وثقة واضحة من جانب لاعبي الأهلي باءت كل المحاولات الزملكاوية بالفشل ولم ينجح لاعبو الأبيض في هز شباك اكرامي وذلك علي الرغم من الاقتراب حيث أهدر كهربا مجدداً فرصة لا تضيع وطارت من فوق باسم مرسي كرة كادت تسكن الشباك.
وأثناء المحاولات الأهلوية كاد جون أنطوي ينهي الموقف المعلق بإحراز الهدف الرابع لكنه رفض هدية مؤمن زكريا وسدد في قدمي احمد الشناوي لتخرج الكرة الي ضربة ركنية من جانب مدافع الزمالك احمد دويدار.
وتمر الثواني الاخيرة المتبقية دون جديد ليعلن الحكم انتهاء المباراة وتتويج فريق الأهلي مجددا باللقب التاسع للسوبر المحلي علي حساب الزمالك الذي فشل مجددا في تحقيق الفوز علي الأحمر في منافسات السوبر المحلي وتفرح جماهير الأهلي لأول مرة هذا الموسم وتغني وترقص مع لاعبيها في المدرجات وترتفع الاعلام الحمراء.