عرضت أمس ما كانت عليه مدارسنا قبل أربعة عقود أو يزيد وما آلت إليه الآن.. وطلبت علاجا شاملا للمنظومة التعليمية بكل روافدها.. وعلاج هذه المنظومة يحتاج لإرادة وإرادة ثم إرادة. 1⁄4 الوزارة.. أن تضع السياسة التعليمية المناسبة لنا لا المقلدة للغير وفقط وألا تكون سياسة وزير تتغير بتغييره ولكن سياسة وزارة وأن يتولاها ¢تكنوقراط¢ يتمتعون بالحرفية وسعة الإطلاع والرؤية.. وأن تطبق مبدأ الثواب والعقاب بمنتهي العدالة والشفافية علي نفسها وعلي كل روافد المنظومة بلا محاباة أو خواطر أو تمييز. 1⁄4 المديريات وإداراتها.. يجب أن تخضع للوزارة بنسبة 100%.. كيف تستقيم الأمور وهي تتبع الوزارة اسما وتخضع للمحافظات في كل أمورها؟.. ماذا لو أراد الوزير إجراء تغييرات فيها ورفض المحافظون؟.. قرار من سيطبق؟ .. ومن يحاسب ويثيب ويعاقب..؟ يجب علي المديريات وإداراتها أن تباشر رقابتها وتفتيشها علي جميع مدارسها بضمير وتحاسب المقصرين. 1⁄4 المدارس.. حدث ولا حرج لكنها في الأول والأخر نتيجة طبيعية لإهمال الوزارة والمديريات وإداراتها.. ومن هنا نجد مدارس آيلة للسقوط فوق رأس تلاميذها. وأخري بلا أسوار أو مناضد وأبوابها وشبابيكها تسقط فعلا علي من فيها ودورات المياه مراحيض عمومية وأحقر. وثالثة ¢فاضية¢ من تلاميذها ومدرسيها دون حساب للنظار ولمن فوقهم. ورابعة تسلم الكتب في النصف الثاني من العام الدراسي. وخامسة كأنها ¢سويقة¢ كل من هب ودب يدخلها ويصل للفصول ويتشاجر مع المدرسين.. لابد من الحساب وبشدة أن كنتم تريدون اصلاحا. 1⁄4 المدرس.. لابد أن يعود ¢معلما¢ كما كان في المدرسة وليس في ¢السنتر¢... من يريد أن يعمل في سنتر فليترك المدرسة ومن يرد الجمع بين الاثنين فيجب إحالته للتحقيق ومعاقبته ابتداء من الخصم وحتي الفصل.. للأسف الثواب والعقاب في إجازة مفتوحة الآن وهو ما شجع علي التمادي في هذه الظاهرة التي دمرت التعليم. 1⁄4 الطالب.. للأسف انه افراز لتسيب الروافد السابقة مجتمعة وما سيأتي أيضا إضافة إلي تفشي الدروس الخصوصية وانكسار المدرسين أمام طلابهم ثم جاءت الأحداث الفوضوية في 2011 لترسخ في النفوس مفهوما خاطئا للحرية يتلخص في ¢قلة الأدب والسفالة¢.. ومن هنا أصبحت المدرسة بالنسبة للطالب مجرد نزهة ثم نجد صراخا عندما تطبق الوزارة قرار 10 درجات علي الحضور.. لست ضد القرار بل هو ضروري ولكن يجب أن يحاط بضمانات حتي لا يكون بابا للتكسب والمحاباة والظلم.. اجعلوا المدارس صروحا تعليمية بحق وساعتها ستجذب الطلاب. 1⁄4 المناهج.. قولا واحدا.. ألقوها كلها في ¢الزبالة¢.. إنها فارغة ومدمرة للعقل والنفس ومغيبة للوطنية والانتماء.. اعيدوا مناهج الستينيات التي نجح أعداؤنا في إلغائها بأيدينا. 1⁄4 الامتحانات.. اسندوها إلي أسوياء لا يفردون عضلاتهم علي الطلاب بحجة ¢قياس مستوي الذكاء¢.. للإسف معظم واضعي الامتحانات يحتاجون ¢قياس مستوي الإنسانية¢ لديهم. 1⁄4 أولياء الأمور.. هم الوجه الآخر لعملة التعليم.. يجب أن يربوا أولادهم علي احترام المدرسة والاستاذ وأن يزرعوا فيهم أن وظيفتهم هي أن يتعلموا فقط وأن يكونوا قدوة لهم في التعامل بأدب مع المدرسين لا أن يتعدوا عليهم.. طالب يري هذا فماذا تنتظرون منه.؟ القضية أكبر من عرضها في هذه السطور وسوف نعود إليها مرات كثيرة.. فالتعليم أساس أي نهضة في أي بلد.. وبلد بلا تعليم سليم هو بلد متخلف في كل المجالات.