تجرد ذئب بشري من المشاعر الإنسانية وانساق وراء نزواته الشيطانية وشهواته في حب المال ليصبح مليونيراً في ساعات معدودة ففكر في وضع خطة جهنمية للاستيلاء علي أموال سيدة سعودية ونجلتها الكويتية وكان يعمل سائقاً لهما بالخليج وكانت السيدة السعودية كفيلاً له بالخارج ودعاهما إلي مصر لزيارته وطلب منهما مشاركته علي مزرعة تقع في قري شباب الخريجين رقم "4" زمام مركز سمالوط واستدرجهما وقتلهما ولهف منهما ما يزيد علي المليون جنيه في الحال ولم يكتف بذلك بل ألقي جثتيهما ببئر مياه جوفية علي عمق 18 متراً وردم البئر ليتخلص منهما وينهي الكابوس. "المساء" أنفردت بالتقاط صور من مسرح الجريمة داخل غرفة الموت والمنزل والمزرعة وصور للمتهم بمسكنه وعاشت يوماً كاملاً داخل مزرعة ومنزل الجناة كما ننفرد بنشر التفاصيل واعترافات المتهمين. تبعد قرية شباب الخريجين "4" عن مدينة سمالوط 24 كيلو متراً تقريباً بالطريق الصحراوي الغربي كما تبعد كيلو متراً تقريباً عن الطريق الصحراوي أسيوطالقاهرة ناحية الشرق ومساحتها 10 أفدنة بها منزل مقام علي مساحة قيراط ونصف القيراط طابق واحد ملك أولاد عبدالفتاح هاشم "سيد .علي .محمد" أشقاء هناء 32 سنة ربة منزل زوجة المتهم عبدالتواب سيد يوسف 49 سنة وجميعهم مزارعون ومقيمون بقرية تناغة مركز القوصية محافظة أسيوط. الهدوء والسكون سيد الموقف علي الطريق الصحراوي الغربي عامة وداخل المزرعة والمزارع المحيط بها خاصة بعد وقوع الجريمة في ظل تواجد خدمات أمنية مسلحة لتأمين منزل ومسرح الجريمة والمنزل خال تماماً من عناصر الحياة وأسر الجناة هجرته عقب قيامهم بارتكاب واقعة القتل. البئر أحد مشاهد مسرح الجريمة بعمق 18 متراً كان يروي المزرعة مبني بطوب الحجر الجيري ويوجد كميات كبيرة من الفيبر ملقاة علي الأرض وضعها الجناة بين جثث المجني عليهما والرمال وتم رفع آلاف الأمتار من الرمال علي جانبي البئر بأيدي قوات الدفاع المدني لمدة 3 أيام حتي تصل إلي الجثتين. المنزل خال تماماً من نسمات الحياة والحركة والاثاثات مبعثرة وغرفة الموت "مسرح الجريمة" مطلية بالدهانات الحديثة وتم تغيير معالم جدران الغرفة نهائياً ما عدا السقف والنوافذ حيث يوجد بها سرير بدون مرتبة ونافذة علي المنزل ومروحة ولمبة بينما يوجد التلفاز والدش علي مصطبة خارج المنزل. اعترافات هناء زوجة المتهم وأشقائها الثلاثة كشفت أبعاد الجريمة وفكت لغز اختفاء الجثتين والأموال. قالوا إن المتهم "زوج شقيقتهما" قام بدعوة السيدة السعودية ونجلتها إلي قضاء أيام معنا بالمزرعة التي نمتلكها وقمنا باستضافتهما علي اكمل وجه لأنه كانت تقف بجوار زوج شقيقي أثناء عمله بدول الخليج وتكفله وطلب منها مشاركتها ورحبت بالفكرة وذهب لاحضارهما من شقة كانتا تقيمان بها بالقاهرةوالإسكندرية وبعد أيام طلب منهما شراء 6 أفدنة فوافقتا ولم تترددا في بيعهما له. بعدها أخبرني بأنه ردم البئر فسألته كيف تردمه وأننا نروي به المزرعة وتكلفنا أكثر من 150 ألف جنيه.. و4000 بلوك حجر جيري فهرعت إليه من أسيوط إلي المزرعة ولم أجد البئر نهائياً ووجدت الأرض متساوية بمسطح واحد فسألته أين البئر وفين السيدتين فلم يرد. فتوجهت مسرعة إلي المنزل ودخلت إلي غرفة إقامتهما يمين مدخل المنزل فوجدت بقعاً من الدماء متناثرة علي الحوائط فسألته فلم يرد وعندما واجهته اعترف بقتلهما باطلاق الأعيرة النارية عليهما ثم إلقائهما في البئر وقمت باستئجار بلدوز وقام بردم البئر وتسوية المزرعة. أضافت الزوجة أن زوجها كان يعمل سائقاً لهما وعرض عليها المشاركة وذهب لاحضارهما من الإسكندرية وزاد طمعه عندما علم أن بحوزتهما مبلغا ماليا كبيرا فعرض عليها شراء 6 أفدنة حتي لا يفتضح أمره أمام أشقائي ولكن كل شئ انكشف فقد حصل علي أكثر من مليون جنيه منهما وحدث اختلاف فقام بالتخلص منهما في الحال وقام بتغيير معالم الغرفة وإلقائهما في البئر ووضع فيبراً أعلي الجثث لتفصل بينهما وبين الرمال ثم هرب. نجح اللواء حسن سيف مدير أمن المنيا برئاسة فريق بحث أمني ضم اللواء محمود عفيفي مدير المباحث الجنائية والعميد عبدالفتاح الشحات رئيس مباحث المديرية والعقيد محمد أبوالليل مأمور مركز سمالوط والعقيد أشرف عبدالمالك رئيس فرع البحث شمال المنيا والمقدم محمود الجيار رئيس مباحث سمالوط والملازم أول إكرامي عطية الإمام في كشف لغز مقتل المجني عليهما إثر رسائل SMS والتنسيق مع شركات المحمول في فحص المكالمات والرسائل الواردة والصادرة من خطوط هواتفهما المحمولة لبعض الأشخاص مما أدي إلي سرعة العثور علي الجثث كما عاني رجال الأمن لمدة ثلاثة أيام في رفع آلاف الأمتار من الرمال التي ردم بها البئر ونجح رجال الدفاع المدني في انتشال الجثتين وتم نقلهما إلي مستشفي سمالوط العام ومنها إلي المنيا العام كما قام رجال الأدلة الجنائية بمعاينة المنزل ورفع البصمات وتم القبض علي الجناة الخمسة المتهمين في المحضر رقم 1066 إداري مركز سمالوط واسترجاع مبلغ 500 ألف جنيه من مبلغ المليون جنيه المستولي عليه وجاري عرضهم علي نيابة سمالوط تحت إشراف المستشار أسامة عبدالمنعم المحامي العام لنيابات شمال المنيا.