تحولت حديقة الميريلاند التاريخية والمنتزه الأكبر في العاصمة والممشي الرياضي الأول لسكان مصر الجديدة إلي "خرابة" تسكنها الأشباح بعد واقعة مذبحة الأشجار القديمة التي أقدمت عليها شركة مصر الجديدة للإسكان والتعمير في الخفاء والبدء في مشروع تطوير الحديقة والبناء بدون تراخيص. كانت كل من وزارة البيئة ومحافظة القاهرة قد تحركتا لإنقاذ الحديقة التاريخية التي يرجع عمرها لأكثر من 60 عاماً وقررتا عدم المساس بالأشجار القديمة ومنع قطعها وعدم تجريف الأرض الزراعية للبناء عليها وحتي الآن وبعد 6 شهور لم تتقدم الحديقة خطوة لا في أعمال التطوير المقرر إقامتها أو حتي في إعطاء التراخيص للشركة المنفذة بمشروع التطوير لدرجة ترك الأشجار المقطوعة في أماكنها وهو الأمر الذي ينذر بإندلاع حرائق كبري داخل الحديقة بعد جفاف تلك الأشجار وتركها عرضة لحرارة الشمس حيث من الممكن أن تشتعل فيها النيران في أي وقت.أهالي المنطقة المحيطة بالحديقة أكدوا تضررهم من وصول حال الحديقة إلي هذا المستوي المتردي بعد أن كانت متنفسهم الوحيد بالمنطقة إلي جانب حزنهم علي ما وصلت إليه الحديقة التاريخية التي أقيمت عام .1952 أوضح عدد من العاملين بالحديقة أن منذ قرار المحافظة ووزارة البيئة بوقف أعمال التطوير لم يحدث أي جديد وبقي الوضع كما هو عليه وقالوا: تضررنا بسبب عزوف زوار الحديقة عن المجيء بعدما تحولت إلي خرابة. ولا يوجد بها الآن سوي بعض الأشجار الجافة المقطوعة والكازينو الرئيسي للحديقة ثم وقف التطوير به.قال محمود السيد عامل أمن صناعي بالحديقة: أزمة الحديقة تتمثل في عدم إعطاء المحافظة التصاريح والتراخيص لاستكمال أعمال التطوير إلي الشركة المخالفة. وبالتالي عزف المواطنون عن المجيء وأصبحت لا تستقبل في اليوم أكثر من 4 أفراد فقط بعد أن كانت تستقبل المئات يومياً. أشار إلي أن وزارة البيئة حرزت كل الأشجار المقطوعة داخل الحديقة ولم تخرجها أو تحافظ عليها وإنما تركتها تحت الشمس الحارقة مما يجعلها عرضة للاشتعال.قال أحمد حسين موظف بالمنطقة: إنه منذ أن أصدر رئيس حي مصر الجديدة قراراً بوقف أعمال التطوير بالحديقة لم تتقدم خطوة وصار الوضع للأسوأ.أضاف ثروت فرج سائق بالمنطقة: حرام تقطيع الأشجار الكبيرة القديمة والتاريخية من أجل إقامة جراج للسيارات لأن الحديقة تعتبر متنفساً للغلابة بحي مصر الجديدة.