نشرت الصحف الأربعاء الماضي خبراً عن السيد نصر. نائب محافظ القاهرة للمنطقة الجنوبية. مفاده أنه خلال جولة بمنطقة الخليفة والأباجية. طلب توجيه حملة فورية لرفع الإشغالات واحتلال الرصيف ومصادرة الكراسي والترابيزات. كما شدد علي إزالة جميع المخالفات من ميدان أبوجاموس. حتي مسجد عمرو بن العاص بمصر القديمة. أتمني أولاً ألا يكون هذا التصريح مجرد "فوره" خلال الجولة ثم ينتهي الأمر. وأتصور أن تتم متابعة الأمر بشكل دائم ومستمر ليلاً ونهاراً حتي نقضي تماماً علي إشغالات الشوارع والأرصفة. التي أصبحت صداعاً في رأس الجميع. ويكون ذلك منهاج عمل دائم لتحقيق الانضباط بالشوارع. كما أتمني أن يخرج كل نواب المحافظ عن باقي مناطق القاهرة شمالاً و شرقاً وغرباً ليتفقدوا الشوارع والأحياء التي تقع في نطاق اختصاصهم. وأن يشاهدوا علي الطبيعة ما يحدث فيها من إهمال وتجاهل واعتداء صارخ علي القانون. وأتمني أن يكون هناك عقاب وحساب فوري للمسئولين بالمحليات الذين لا يلاحقون المخالفات ويتقاعسون أو يغلقون أبوابهم عن سماع شكاوي المتضررين من هذه الاعتداءات علي حقوقهم في الشوارع. رؤساء الأحياء ليس مطلوباً منهم أن يجلسوا في مكاتبهم المكيفة وفوق كراسيهم المريحة. ويتركون الشوارع "تضرب تقلب من حولهم".. بل واجبهم أن يقوموا بجولات مستمرة بالشوارع التابعة لهم ليروا ويشاهدوا علي الطبيعة تقاعس موظفيهم!! أذكر أن امتداد شارع مصطفي النحاس الذي يقع فيه مقر رئيسي حي شرق وغرب مدينة نصر. به العديد من المخالفات الصارخة. منها: الاستيلاء علي حديقة بجوار مساكن الإسكان والتعمير والشمس. وتحديداً أسفل خطوط الضغط العالي. وتحويلها إلي كافيه. وإزالة النجيلة وزرعها بالسيراميك.. ونفس الشيء يتكرر بجوار مساكن التعاونيات بالحي الثامن. ويمتد إلي استغلال سور مجموعة من العمارات بجوار موقف سيارات النقل العام. وتحويله إلي ورش سمكرة ودوكو وميكانيكا علي الرصيف المخصص لمرور المشاة!! نفس الأمر حدث في الشارع الرئيسي بالحي العاشر. فالحدائق التي كانت أمام مساكن التعاونيات تحولت بالكامل إلي كافيهات أو حرم خاص للمحلات التي تبيع الأطعمة وقطع غيار السيارات بعد تحويل شقق الدور الأرضي بهذه المساكن في غفلة من الزمن إلي أنشطة تجارية!! هذه مجرد نماذج.. وهناك مخالفات أخري بنفس النمط في منطقة الحي السادس.. وإذا تركنا مدينة نصر إلي مصر الجديدة. نجد أن الحدائق الخاصة بالعمارات تم تحويلها إلي أنشطة مختلفة. خاصة معارض بيع السيارات دون احترام للقاعدة التي تقول إن المنطقة السكنية تختلف عن الإدارية. وعن التجارية. ولكل منها خصوصيتها التي تتميز بها. لذلك فنحن نسأل: من أعطي التصاريح لهذه الأنشطة؟!.. ومن هو الشخص الذي يسمح لمعارض السيارات أن تستولي علي الأرصفة في شارع السباق وغيره؟!!.. فضلاً عن ركن السيارات الخاصة بهم علي الصفين دون ملاحقة لهذه المخالفات ومنعها. وحتي يعود المظهر الحضاري والجمالي كما كان. إنني لا أتصور أن أحداً من المسئولين في منطقة حلمية الزيتون لم يمر بالمنطقة التي تقع فيها محطة المترو وشاهد كيف استولي عليها باعة الفاكهة وصبية التكاتك. وأصحاب الميكروباص. حتي بات عبور المواطنين من المحطة وإليها.. شبه مستحيل!! هذا بخلاف شوارع وسط المدينة التي قامت المحافظة بإغلاقها أمام حركة السيارات لتكون حقاً للمشاة فقط. وتم مؤخراً القيام بتجديدها وإعادة رصفها بمبالغ مالية باهظة. ثم تركتها "سداحاً مداحاً" للمقاهي والمطاعم. مطلوب تحرك فوري لضبط إيقاع الشارع وتحقيق الانضباط فيه.. أليس هذا دور المحليات التي دب فيها الفساد وترعرع. وحان وقت المواجهة الحاسمة له؟!! السؤال إلي د.أحمد زكي بدر. وزير التنمية المحلية الجديد. الذي نأمل منه أن يلزم موظفي المحليات علي اختلاف مستوياتهم القيام بواجبهم.. فهل يفعل؟!! أتمني......