تألمت كثيراً للأحداث المؤسفة التي وقعت في موسم الحج هذا العام .. وأعتقد أن تلك الأحداث قد أثارت القلق لدي كثير من الناس خاصة نحو المواسم المقبلة ورحلات العمرة التي تتدفق علي هذه الأراضي المقدسة. ورغم أن الجهود التي تبذلها السلطات السعودية لخدمة ضيوف الرحمن تتمتع بمميزات متعددة لتيسير أداء المناسك سواء للحجاج أو المعتمرين وتحظي هذه الخدمات بالرضا والقبول من كل إنسان يؤدي الفريضة أو العمرة. ليس هذا فحسب وانما تنطلق الدعوات في رحاب البيت العتيق بالتوفيق لهذه السلطات ويقظتها الدائمة سواء في أم القري أو المدينةالمنورة. حقيقة.. لقد كانت السلطات السعودية علي مستوي المسئولية فقد بادرت بالتحقيق في ملابسات هذه الحوادث خاصة كارثة مني التي راح ضحيتها أعداد كبيرة من هؤلاء الضيوف الأبرياء. وفي مقدمة هذه الإجراءات إعادة النظر في منظومة أداء المناسك ودراسة كل السلبيات بدقة بالغة. كما تم إعفاء بعض المسئولين السعوديين من وظائفهم ابتداء من وزير الحج المسئول وكذلك مسئولي الأمن. والتحقيقات لاتزال قائمة للوقوف علي كل الأسباب التي أدت لهذه الكارثة. ولن تتواني السلطات السعودية عن أي إجراءات نحو المتسببين في تلك الكارثة كل علي قدر مسئوليته. بالإضافة إلي الوقوف علي كل النتائج التي تنتهي إليها التحقيقات ومعرفة كل السلبيات والثغرات التي أدت إلي تلك الكارثة التي أدمت القلوب ولن تغفل عيون السلطات السعودية عن تدارك السلبيات وتلافيها مستقبلاً وذلك كعادتها في خدمة الحرمين الشريفين وكلنا في شغف لمعرفة كافة التفاصيل التي تسفر عنها التحقيقات والوقوف علي الإجراءات التي تتخذها السلطات السعودية لكي تطمئن قلوب الملايين التي تتعلق بزيارة البيت الحرام وأداء المناسك بعيداً عن الأحداث التي اكتنفت هذا الموسم. ونتمني أن يتم اتخاذ إجراءات تتواءم مع جهود السعودية لخدمة قاصدي الحرمين الشريفين خاصة أن الجميع يثقون كل الثقة في هذه السلطات وما تتخذه من إجراءات لعلها تسكت هؤلاء الذين تناولوا هذه الأحداث بالبيت العتيق أو في مني بصورة لا تتناسب مع الخدمات لضيوف الرحمن. لعلها تتراجع عن أساليب التشكيك أو النيل من جهود المملكة. ولعل من أسباب الكارثة. بالإضافة إلي المسئولية التي تقع علي عاتق الأجهزة السعودية المسئولة عن شئون الحج ورعاية الحجاج.. هناك سبب يمكن أن يكون من الأسباب التي ساهمت في وقوع الكارثة التي أدمت القلوب وحركت مشاعر كثير من الأسر التي فقدت أبناءها وذويها في مني.. يتمثل ذلك في سير بعض الحجاج عكس الاتجاه في غفلة من رجال الشرطة الذين يتابعون مسيرة ضيوف الرحمن أثناء رمي الجمرات خاصة أن بعض الحجاج ربما يخترق النظام. كما أن المسئولين عن البعثات لكل الدول العربية والإسلامية يقع علي عاتقهم مسئولية توعية حجاج بلادهم بضرورة الالتزام بضوابط رمي الجمرات وكذلك الطواف حول الكعبة. فهناك أفراد تحاول اختراق الصفوف ومخالفة النظام. ليت هذه النتائج التي تنتهي إليها التحقيقات سواء في السعودية أو لدي بعثات الدول تجعل الجميع يتخذ الإجراءات التي تكفل لضيوف الرحمن أداء الحج والعمرة ومختلف الشعائر والمناسك بعيداً عن كل ما يعكر مسيرة أداء النسك.. ولعل الجميع ينتبه إلي: * تكليف مجموعات من رجال الأمن بالسعودية المشهود لهم بالكفاءة واليقظة الدائمة للمشاركة في ضبط مسيرة ضيوف الرحمن في كل مكان بالمشاعر المقدسة. خاصة أن السلطات السعودية لا تدخر جهداً في توفير كل وسائل الراحة لكل من يقصد البيت الحرام. ولعل الأحداث الأخيرة تجعل هذه السلطات تتخذ الإجراءات الكفيلة بعدم تكرار ما حدث. نتمني أن تكون أحداثا عارضة وطارئة.. وبإذن الله لن تتكرر. * يجب علي الدول العربية والإسلامية أن تنظم دورات تدريبية لكل من يريد أداء الحج أو العمرة وأن يتم ذلك عن طريق وزارات الداخلية أو شركات السياحة أو الجهات التي تشارك في هذه الرحلات المقدسة.. وتتمثل الدورات في التوعية بكيفية أداء المناسك والانضباط في رمي الجمرات أو الطواف ومن أسعده الحظ يشاهد الكثير من المخالفات التي يرتكبها البعض نتيجة عدم معرفة ضبط ومعايير أداء هذه العبادات.. إن اليقظة والنهوض بهذه المهام ضرورة لتلافي تلك الأحداث التي أدمت قلوب كثير من الأهل في بلادنا العربية والإسلامية.