د. محمد إبراهيم أبو زيد "دكتوراه في التربية الموسيقية قسم عود" من النماذج المشرفة لذوي الإعاقة البصرية التي استطاعت أن تتحمل الكثير من المصاعب حتي تصل لأعلي الدرجات العلمية. يبلغ من العمر 31 سنة وغير متزوج ويعيش مع والدته. منذ ولادته وهو يعاني مشاكل في الإبصار وحالته ضعف شديد في النظر ولكن بالرغم من ذلك التحق بالمدرسة وبدأت حياته الدراسية وكان دائم التفوق. لم يكتف بتعلم القراءة والكتابة بطريقه ¢برايل¢ الخاصة بالمكفوفين ولكنه تعلم أيضا القراءة والكتابة العادية وذلك بمساعدة ولديه حتي يستطيع التعامل مع المجتمع بشكل أفضل. واجه الكثير من المصاعب خلال الدراسة منها المواصلات العامة لأنها غير مجهزة لذوي الإعاقة وداخل المدرسة صعوبة في الدمج مع باقي التلاميذ ولكنه بالإصرار والعزيمة كان يجتهد ليتفوق عليهم وحصل علي 84% قسم أدبي خلال المرحلة الثانوية. بالرغم من حصوله علي هذا المجموع الذي يؤهله للإلتحاق بكليات القمة ومنها أقسام اللغات لحصوله علي مجموع عالي بها إلا أنه فضل الالتحاق بكلية التربية الموسيقية. بدأ اهتمامه بالفن والموسيقي منذ المرحلة الإعدادية والموسيقي العربية في المرحلة الثانوية اهتم بالعزف علي العود تحت إشراف مدرسين متفوقين وبدأ يمارسه حتي انتهاء المرحلة الثانوية. تفهم الأهل رغبته وشجعوه علي الالتحاق بالكلية ومنذ بداية الدراسة وهو من أوائل الدفعة. بالرغم من وجود صعوبات في قراءة النوتة الموسيقية لأنها غير مجهزة بطريقة ¢برايل¢ ولكن معرفته للقراءة والكتابة ساعدته بعض الشيء وبدأ يركز علي ما تبقي لديه من النظر حتي يستطيع أن يواكب ويلاحق باقي الزملاء بدفعته وكان يعتمد علي نفسه في كل شيء ولا يطلب مساعدة من أحد. وكان يستيقظ مبكرا حتي يأتي للكلية ليجد وقتاً كافياً للجلوس علي الآلات الموسيقية. تخرج في الكلية وكان الخامس علي دفعته وحصل علي الدكتوراه وكان من أول من تم تعيينهم في الكلية من المكفوفين بالرغم من وجود زميله أخري تسبقه بسنوات وحاصلة علي الدكتوراه ومن ذوي الإعاقة ولكن لم يتم الموافقة علي تعيينها ولكن نظرا لاجتهاده وحبه للمغامرة والحصول علي حقه تمت الموافقة علي تعيينه هو وزميلته الأخري. لأنه لم تكن هناك فرصة لتعيين ذوي الإعاقة أو علي حسب قوله عدم تفضيل تعيين ذوي الإعاقة من المكفوفين. د. محمد يتمني أن تتوافر جميع الامكانيات الحديثة في التعلم والدراسة لذوي الإعاقة البصرية. نظرا لوجود نسبة كبيرة من المكفوفين بالكليات. وهذه النسبة تؤكد أنهم أصحاب قدرات كبيرة ولديهم القدرة علي الإبداع والتفوق حتي وصلوا علي سبيل المثال لمرحلة التدريس بالجامعات. وتفعيل القوانين الخاصة بذوي الإعاقة ولا تكون مجرد تصريحات فقط لا غير. لأنهم حتي الآن لا يشعرون بوجود أي اهتمام فعلي من الدولة.