عيار 21 بالمصنعية يهبط 90 جنيهًا.. سعر الذهب اليوم الخميس 31-7-2025 (محلياً وعالميًا)    سعر الدولار اليوم الخميس 31-7-2025 بعد تسجيله أعلى مستوياته خلال 60 يومًا    ترامب يعلن عن اتفاق تجاري مع كوريا الجنوبية    أمريكا: تحذيرات في كريسنت سيتي بعد أضرار بميناء المدينة جراء موجة مد بحري مفاجئة    «يوم استثنائي».. تحذير شديد بشأن حالة الطقس اليوم: أمطار ورياح مُحملة بالأتربة    "ابن العبري".. راهب عبر العصور وخلّد اسمه في اللاهوت والفلسفة والطب    قناة السويس حكاية وطنl القناة الجديدة.. 10 سنوات من التحدى والإنجاز    15 دولة غربية تدعو دولا أخرى لإعلان عزمها الاعتراف بفلسطين    إسرائيل تندد بموقف كندا من الاعتراف بفلسطين: مكافأة لحماس    إعلام أوكراني: الدفاع الجوي يتصدى لهجمات في كييف وحريق جراء هجوم مسيّرة روسية    لليوم الرابع، ارتفاع أسعار النفط وسط مخاوف من تأثر الإمدادات بتهديدات ترامب الجمركية    مع الهضبة والكينج .. ليالى استثنائية فى انتظار جمهور العلمين    من يتصدر إيرادات الموسم السينمائى الصيفى ومن ينضم للمنافسة ؟    «وصلة» لقاء دافىء بين الأجيال .. « القومى للمسرح » يحتفى بالمكرمين    طريقة عمل الكب كيك في البيت وبأقل التكاليف    حرمه منها كلوب وسلوت ينصفه، ليفربول يستعد لتحقيق حلم محمد صلاح    سلاح النفط العربي    الأحكام والحدود وتفاعلها سياسيًا (2)    نحن ضحايا «عك»    بسهولة ومن غير أدوية.. أفضل الأطعمة لعلاج الكبد الدهني    المهرجان القومي للمسرح يحتفي بالفائزين في مسابقة التأليف المسرحي    بينهم طفل.. إصابة 4 أشخاص في حادث تصادم بطريق فايد بالإسماعيلية (أسماء)    بسبب خلافات الجيرة في سوهاج.. مصرع شخصين بين أبناء العمومة    هاريس تٌعلن عدم ترشحها لمنصب حاكمة كاليفورنيا.. هل تخوض انتخابات الرئاسة 2028؟    اتحاد الدواجن يكشف سبب انخفاض الأسعار خلال الساعات الأخيرة    "بعد يومين من انضمامه".. لاعب الزمالك الجديد يتعرض للإصابة خلال مران الفريق    نقيب السينمائيين: لطفي لبيب أحد رموز العمل الفني والوطني.. ورحيله خسارة كبيرة    السيارات الكهربائية.. والعاصمة الإنجليزية!    424 مرشحًا يتنافسون على 200 مقعد.. صراع «الشيوخ» يدخل مرحلة الحسم    بمحيط مديرية التربية والتعليم.. مدير أمن سوهاج يقود حملة مرورية    سعر التفاح والبطيخ والفاكهة بالأسواق اليوم الخميس 31 يوليو 2025    تراجع غير متوقع للمبيعات المؤجلة للمساكن في أمريكا خلال الشهر الماضي    اصطدام قطار برصيف محطة "السنطة" في الغربية.. وخروج عربة من على القضبان    المهرجان القومي للمسرح المصري يعلن إلغاء ندوة الفنان محيي إسماعيل لعدم التزامه بالموعد المحدد    هذه المرة عليك الاستسلام.. حظ برج الدلو اليوم 31 يوليو    أول تصريحات ل اللواء محمد حامد هشام مدير أمن قنا الجديد    «الصفقات مبتعملش كشف طبي».. طبيب الزمالك السابق يكشف أسرارًا نارية بعد رحيله    الحد الأدني للقبول في الصف الأول الثانوي 2025 المرحلة الثانية في 7 محافظات .. رابط التقديم    لحماية الكلى من الإرهاق.. أهم المشروبات المنعشة للمرضى في الصيف    ختام منافسات اليوم الأول بالبطولة الأفريقية للبوتشيا المؤهلة لكأس العالم 2026    في حفل زفاف بقنا.. طلق ناري يصيب طالبة    مصرع شاب وإصابة 4 في تصادم سيارة وتروسيكل بالمنيا    إغلاق جزئى لمزرعة سمكية مخالفة بقرية أم مشاق بالقصاصين فى الإسماعيلية    رئيس وزراء كندا: نعتزم الاعتراف بدولة فلسطين في سبتمبر ويجب نزع سلاح حماس    التنسيقية تعقد صالونًا نقاشيًا حول أغلبية التأثير بالفصل التشريعي الأول بالشيوخ    التوأم يشترط وديات من العيار الثقيل لمنتخب مصر قبل مواجهتي إثيوبيا وبوركينا فاسو    مدير تعليم القاهرة تتفقد أعمال الإنشاء والصيانة بمدارس المقطم وتؤكد الالتزام بالجدول الزمني    شادى سرور ل"ستوديو إكسترا": بدأت الإخراج بالصدفة فى "حقوق عين شمس"    ترامب: وزارة الخزانة ستُضيف 200 مليار دولار الشهر المقبل من عائدات الرسوم الجمركية    هل يعاني الجفالي من إصابة مزمنة؟.. طبيب الزمالك السابق يجيب    القبض على 3 شباب بتهمة الاعتداء على آخر وهتك عرضه بالفيوم    "تلقى عرضين".. أحمد شوبير يكشف الموقف النهائي للاعب مع الفريق    حياة كريمة.. الكشف على 817 مواطنا بقافلة طبية بالتل الكبير بالإسماعيلية    أسباب عين السمكة وأعراضها وطرق التخلص منها    ما حكم الخمر إذا تحولت إلى خل؟.. أمين الفتوى يوضح    الورداني: الشائعة اختراع شيطاني وتعد من أمهات الكبائر التي تهدد استقرار الأوطان    أمين الفتوى يوضح آيات التحصين من السحر: المهم التحصن لا معرفة من قام به    ما المقصود ببيع المال بالمال؟.. أمين الفتوى يُجيب    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



السيسي يطرح مبادرة عالمية بعنوان "الأمل والعمل" لإنقاذ الشباب من الإرهاب
نشر في المساء يوم 29 - 09 - 2015

أعلن الرئيس عبدالفتاح السيسي عزم مصر بالتنسيق مع الأمم المتحدة والدول الأعضاء وبمشاركة واسعة من شبابها طرح مبادرة حول "الأمل والعمل من أجل غاية جديدة" تتمثل في اجتذاب طاقات الشباب الخلاقة بعيدا عن المتطرفين وأفكارهم المغلوطة وتوظيف قدراتهم من أجل بناء المستقبل الذي ستؤول إليهم ملكيته بعد سنوات قليلة.
أوضح أن هذه المبادرة هي اليد التي تمدها مصر كأحد أوجه مساهمتها في التغلب علي قوي التطرف والأفكار التي تسعي إلي نشرها وأشار إلي أن ذلك سيتم من خلال العمل الايجابي الذي لا يكتفي بالمقاومة فقط وعلي نحو ما دأبت عليه جهود مكافحة الإرهاب حتي الآن والتي تركز علي الدفاع عن الحاضر.
قال الرئيس السيسي في الكلمة التي القاها أمام الدورة السبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك إن المبادرة تنطلق من إيمان مصر بأن منطقة الشرق الأوسط والعالم أجمع يواجهان تهديدا خطيرا وأنهما أحوج ما يكونان اليوم إلي نموذج يفتح آفاقا رحبة أمام الشباب تتيح لهم مستقبلا أفضل وليتمكن بالعمل الجاد من المشاركة في صياغته.
تساءل الرئيس السيسي كم من أبناء الدول التي تعاني ويلات الإرهاب ينبغي أن تراق دماؤهم حتي يبصر المجتمع الدولي حقيقة ذلك الوباء الذي تقف مصر في طليعة الدول الإسلامية وفي خط الدفاع الأول في مواجهته وأنه لا بديل عن التضامن بين البشر جميعا لدحره في كل مكان.
انتقل الرئيس السيسي إلي ما تعاني منه ليبيا من منزلق خطير عندما أفصحت قوي التطرف عنوجودها من خلال أفعالها التي تجافي مبادئ الإسلام وقيم الإنسانية مؤكدا ضرورة التصدي لتمادي المتطرفين في تحدي إرادة الشعب الليبي ورغبتهم في الاستئثار وارتهان مصير دولة وشعب بتمكينهم من السيطرة عليهما.
أكد الرئيس علي حرص مصر البالغ علي مستقبل ليبيا وسلامتها واستقرارها مشيرا إلي أن هذا الحرص كان دافع مصر الأول لدعم جهود الأمم المتحدة للوصول إلي تسوية سياسية للأزمة الليبية وهو ما كان له الدور الواضح في التوصل إلي اتفاق "الصخيرات" الذي ينبغي أن يكون علامة فارقة لنشهد فيما بعده توحيد جهود المجتمع الدولي ووقوفه خلف إرادة الأطراف التي وقعت علي الاتفاق من أجل اعادة بناء الدولة الليبية وتمكينها من مكافحة الإرهاب بفاعلية وتعزيز قدرتها علي دحره.
وانتقل الرئيس عبدالفتاح السيسي - خلال الكلمة التي ألقاها الليلة الماضية أمام الدورة السبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك - إلي الأزمة السورية. فدعا مجدداً القوي الوطنية السورية إلي سرعة المساهمة في كل جهد يبذل للتفاوض حول مخرج سياسي من الأزمة يحقق تطلعات الشعب السوري.
أشار إلي أن مصر. انطلاقاً من حرصها علي وحدة سوريا الشقيقة. كانت قد دعت القوي الوطنية السورية للاجتماع في القاهرة لصياغة تصور واضح للمرحلة الانتقالية وفق وثيقة جنيف. بما يوفر أرضية مشتركة للسوريين جميعاً لبناء سوريا الديمقراطية ذات السيادة علي كامل ترابها. وبما يحافظ علي كيان الدولة ومؤسساتها. ويحترم تنوع مكوناتها ويصون انتماءها القومي.
تناول الرئيس السيسي في كلمته العديد من القضايا العربية والأفريقية والدولية. ومن بينها الأزمة في اليمن والعراق وقضية فلسطين التي أكد أن تسوية هذه القضية وتمكين الشعب الفلسطيني من تقرير مصريه وإقامة دولته المستقلة علي حدود الرابع من يونيو عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية. سوف يقضي علي أحد أهم عوامل عدم استقرار المنطقة. وإحدي أخطر الذرائع التي يتم الاستناد إليها لتبرير أعمال التطرف والإرهاب. وشدد علي ضرورة وسرعة تسوية القضية الفلسطينية دون إبطاء حتي تتفرغ كل شعوب المنطقة لبناء مستقبلها معاً. ولتحقيق الرفاهية والازدهار وإيجاد مستقبل أفضل لأجيالها.
أشار إلي أن ما يشهده القدس والحرم القدسي الشريف دليل علي أن التوصل إلي السلام مازال يواجه صعوبات وتحديات تستلزم علي الجميع مواجهتها وإيجاد حلول حاسمة لها.
أكد الرئيس السيسي أن مصر تتطلع إلي مزيد من المشاركة في إرساء السلام والاستقرار علي المستوي الدولي. من خلال ترشحها للعضوية غير الدائمة لمجلس الأمن عن العامين القادمين. وقال: "إن ثقتكم في دور مصر ستكون بإذن الله في موضعها. لأن مصر تقدم المسئولية التي تتحملها في هذا المنعطف المصيري. تحقيقاً لمصالح قارتها التي تتحملها في هذا المنعطف المصيري. تحقيقاً لمصالح قارتها الأفريقية ومنطقتها العربية. بل وشعوب العالم ككل. ولإعلاء مبادئ ميثاق الأمم المتحدة والقيم السامية التي توافقت عليها الحضارة الإنسانية.
وفيما يلي نص كلمة الرئيس السيسي:
بسم الله الرحمن الرحيم
السيد الرئيس
أود في البداية أن أعرب عن تهنئتي لكم ولبلدكم الصديق.. علي توليكم رئاسة هذه الدورة للجمعية العامة للأمم المتحدة.. وأن أعبر عن خالص التقدير لسلفكم.. وزير خارجية أوغندا الشقيقة.. لجهده المتميز خلال رئاسته للدورة السابقة.. كما أشيد بالدور البناء الذي يقوم به السكرتير العام للأمم المتحدة.. وسعيه الدءوب لتنفيذ مبادئ ميثاقها.. والذي ظل دستورا للعلاقات الدولية ومرجعا لها طوال سبعين عاما.. لتنفيذ مبادئ ميثاقها.
السيدات والسادة.. السيد الرئيس
لقد شهدت مصر والعالم منذ أسابيع افتتاح قناة السويس الجديدة.. ذلك الإنجاز الذي ينطوي علي أبعاد تمس مجالات اقتصادية.. كالنقل والتجارة والخدمات.. وأخري تتعلق بقدرة مصر وتصميم المصريين علي العمل بإخلاص.. والتغلب بشجاعة علي الصعاب والتحديات.. لكنني لا أعتزم اليوم الخوض في تفاصيل كل تلك الأبعاد.. التي أثق أنكم تدركونها.. لكن ما أردت أن نتوقف عنده هو مغزي ما تحقق علي أرض مصر.. فتلك القناة الجديدة ليست هدية مصر للعالم فحسب.. لكنها تمثل تجسيد الأمل.. وتحويله إلي واقع ووجهة جديدة من خلال العمل.
ولعلكم تتفقون معي علي أن الأمل.. تلك القيمة المهمة.. هو القوة التي طالما حثت الأفراد والشعوب علي السير قدما.. وعلي التطلع إلي غد أفضل.. وعندما يقترن الأمل بالعمل الجاد والمخلص.. فإنهما يصبحان معا الضوء الذي يبدد ظلمة اليأس.. تلك الظلمة التي تخيم اليوم علي منطقة الشرق الأوسط.. إن الأمل والعمل هما المثال الواقعي الذي تقدمه مصر إلي محيطها الواسع..
في أفريقيا وآسيا والبحر المتوسط.. وهما اليد التي تمدها إلي منطقتها.. كي تساهم في التغلب علي تحديات الحاضر وإضاءة الطريق نحو المستقبل.
ومن منطلق إيماننا في مصر بأن منطقة الشرق الأوسط والعالم أجمع يواجهان تهديدا خطيرا.. وأنهما أحوج ما يكونان اليوم إلي نموذج يفتح آفاقا رحبة أمام الشباب.. تتيح له مستقبلا أفضل وليتمكن بالعمل الجاد من المشاركة في صياغته.. فإنني أعلن عزم مصر أن تطرح.. بالتنسيق مع الأمم المتحدة والدول الأعضاء وبمشاركة واسعة من شبابها.. مبادرة حول: ¢الأمل والعمل من أجل غاية جديدة¢. أو ¢هاند hand¢ وفقا للاختصار باللغة الإنجليزية.. وهي بالفعل اليد التي تمدها مصر.. كأحد أوجه مساهمتها في التغلب علي قوي التطرف والأفكار التي تسعي إلي نشرها.. ولكن من خلال العمل الإيجابي الذي لا يكتفي بالمقاومة فقط.. علي نحو ما دأبت عليه جهود مكافحة الإرهاب حتي الآن.. والتي تركز علي الدفاع عن الحاضر.. إن علينا بالتوازي مع تلك الجهود القيمة..
أن نسعي إلي اجتذاب طاقات الشباب الخلاقة بعيدا عن المتطرفين وأفكارهم المغلوطة.. وأن نتيح لهم توظيف قدراتهم من أجل بناء المستقبل.. الذي ستؤول إليهم ملكيته بعد سنوات قليلة.
السيدات والسادة..
لقد ميزنا الخالق سبحانه وتعالي.. نحن البشر.. بالعقل الذي كان وسيلتنا إلي التعرف عليه.. كما أن قدرتنا علي الاختيار باستخدام هذا العقل.. هي أبلغ دليل علي أن اختلافنا هو مشيئة إلهية.. تأبي علي البشر أن يكونوا بلا إرادة.
إن تلك الحقيقة الدامغة مع بساطتها.. من شأنها أن تهدم كل دعاوي المتطرفين علي اختلاف دياناتهم ومذاهبهم.. لاسيما هؤلاء الذين يدعون أنهم وحدهم من يملكون الحق في تفسير الإسلام.. ويتناسون أن ما يروجون له ليس إلا تفسيرهم المغرض للدين.. الذي لا يمكن أن يكون هو الإسلام بسماحته وعدله ورحمته.. لأن إنكارهم لحق الآخرين في الاختلاف.. هو إنكار لمشيئة الخالق.. فهم في واقع الأمر يسعون لتحقيق أعراض دنيوية وأغراض خفية.. ويستهدفون تجنيد أتباعهم والسيطرة عليهم وعزلهم عن أي مجال.. يتيح لهم فهم الدين الصحيح.
لا شك أن أكثر من مليار ونصف المليار مسلم يرفضون أن يخضعوا لفكر تلك القلة القليلة.. التي تدعي أنها تحتكر التحدث باسمهم..
بل وتسعي من خلال تطرفها وعنفها إلي إقصاء وإسكات من يعارضها.. وهو ما ينبغي أن يدركه العالم..پلكنني أشعر بأسي وحزن كل مسلم حول العالم.. عندما يواجه التمييز والأحكام المسبقة لمجرد انتمائه لهذا الدين العظيم.. وهو الأمر الذي تعتبره قوي التطرف نجاحا غير مسبوق لها.. حيث إن من بين أهدافها إيجاد تلك الهوة بين المسلمين وغيرهم.. والعمل علي توسيعها.. واسمحوا لي إذن أن أتساءل عن عدد المسلمين الذين ينبغي أن يسقطوا ضحايا للتطرف المقيت والإرهاب البغيض.. حتي يقتنع العالم أننا جميعا.. مسلمين وغير مسلمين..
إنما نحارب نفس العدو.. ونواجه ذات الخطر؟
كم من أبناء الدول التي تعاني ويلات الإرهاب ينبغي أن تراق دماؤهم.. حتي يبصر المجتمع الدولي حقيقة ذلك الوباء الذي تقف مصر في طليعة الدول الإسلامية.. وفي خط الدفاع الأول في مواجهته.. وأنه لا بديل عن التضامن بين البشر جميعا.. لدحره في كل مكان؟
السيدات والسادة..
لقد تابعنا جميعا كيف انحدرت ليبيا الشقيقةإلي منزلق خطير.. عندما أفصحت قوي التطرف عن وجودها من خلال أفعالها التي تجافي مبادئ الإسلام وقيم الإنسانية.. فلم يكن ذبح المصريين علي شواطئ ليبيا.. إلا نتيجة للتهاون في التصدي لتمادي المتطرفين في تحدي إرادة الشعب الليبي.. ورغبتهم في الاستئثار وارتهان مصير دولة وشعب بتمكينهم من السيطرة عليهما.. إن حرص مصر البالغ علي مستقبل ليبيا وسلامتها واستقرارها.. كان دافعها الأول لدعم جهود الأمم المتحدة للوصول إلي تسوية سياسية للأزمة الليبية.. وقد كان لهذا الدعم دوره الواضح في التوصل إلي اتفاق ¢الصخيرات¢ الذي ينبغي أن يكون علامة فارقة.. كي نشهد فيما بعده توحيد جهود المجتمع الدولي ووقوفه خلف إرادة الأطراف التي وقعت علي الاتفاق من أجل إعادة بناء الدولة الليبية.. وتمكينها من مكافحة الإرهاب بفاعلية وتعزيز قدرتها علي دحره.. قبل أن يتمكن من إيجاد قاعدة تهدد جوار ليبيا.. وتمتد إلي عمق أفريقيا.. وفي هذا السياق. فإنني أؤكد علي ضرورة الاستمرار في تهيئة الأجواء لمزيد من المشاركة بين الليبيين المؤمنين بالدولة الحديثة.. بالتوازي مع مواجهة لا هوادة فيها لاستئصال الإرهاب.
كما تابعنا جميعا كيف استغل المتطرفون تطلعات الشعب السوري المشروعة.. للجنوح بهذا البلد الشقيق نحو مواجهات تستهدف تحقيق أغراضهم في إقصاء غيرهم.. بل امتدت هذه المواجهات حتي فيما بين الجماعات المتطرفة ذاتها طمعا في المغانم.. حتي تكاد سوريا اليوم تتمزق وتعاني خطر التقسيم.. في ظل أزمة إنسانية غير مسبوقة.. وأطماع أطراف إقليمية مكشوفة.
وإزاء ذلك الوضع المتدهور.. دعت مصر القوي الوطنية السورية للاجتماع في القاهرة.. لصياغة تصور واضح للمرحلة الانتقالية وفق وثيقة جنيف.. بما يوفر أرضية مشتركة للسوريين جميعا لبناء سوريا الديمقراطية.. ذات السيادة علي كامل ترابها.. وبما يحافظ علي كيان الدولة ومؤسساتها.. ويحترم تنوع مكوناتها.. ويصون انتماءها القومي.
إن تلك القوي الوطنية السورية مدعوة اليوم للمساهمة بكل قوة.. في كل جهد يبذل للتفاوض حول مخرج سياسي من الأزمة.. يحقق تطلعات الشعب السوري.
السيدات والسادة..
إن دعم مصر السياسي والعسكري لليمن الشقيق.. ومشاركتها في الخطوات التي اتخذها ائتلاف الدول الداعمة للحكومة الشرعية.. قد جاء استجابة لطلب اليمن.. وانطلاقا من مسئوليتنا تجاه صيانة الأمن القومي العربي.. أمام محاولات أطراف خارجية العبث به وبمقدراته.. وفي إطار تمسكنا بوحدة اليمن واستقلال وسلامة أراضيه.. وتحث مصر الأسرة الدولية علي بذل الجهود اللازمة لاستئناف العملية السياسية الانتقالية.. وفقا للمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية.. وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة.
وتتابع مصر باهتمام التطورات الأخيرة التي تشهدها الساحة العراقية.. ونأمل في أن تساعد الإصلاحات التي اتخذتها الحكومة علي إعادة اللحمة بين أبناء الشعب العراقي الشقيق.. والمضي قدما علي طريق المصالحة الوطنية.
إن تفاقم أزمة اللاجئين الفارين من ويلات النزاعات المسلحة.. تؤكد ما سبق أن نادت به مصر.. بضرورة العمل نحو تسوية تلك النزاعات.. والتصدي لظاهرة الإرهاب التي تشكل أحد أهم أسباب تفاقم الأزمة.. وفتح قنوات للهجرة الشرعية وتيسير عملية التنقل.. وربط الهجرة بالتنمية.
إن مصر تستضيف أعدادا متزايدة من اللاجئين.. كأشقاء يتقاسمون مع الشعب المصري ذات الخدمات الاجتماعية والتعليمية والصحية التي تقدمها الدولة.. رغم ما ينطوي عليه ذلك من أعباء اقتصادية علي كاهل الدولة.. وتأمل مصر في إيجاد حلول لأزمة اللاجئين سواء علي المدي القصير.. لتدارك الأوضاع الإنسانية الصعبة التي يواجهونها.. أو علي المدي الطويل من خلال التغلب علي الأسباب الرئيسية التي أدت إلي هذا الصراع.
السيدات والسادة..
لعل ما سبق يعد مثالا للتهديد القائم والمتزايد.. لاستغلال التنظيمات الإرهابية لأزمات سياسية لتحقيق أهدافها ..كما أجد من منطلق المسئولية التاريخية كرئيس لمصر.. التي تقف في قلب تلك المواجهة..
أن أحذر من خطر امتداد ذلك التهديد إلي مناطق وأزمات أخري.. وفي مقدمتها القضية الفلسطينية العادلة.
إن تسوية تلك القضية وتمكين الشعب الفلسطيني من تقرير مصيره.. وإقامة دولته المستقلة علي حدود الرابع من يونيو عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.. سوف يقضي علي أحد أهم عوامل عدم استقرار المنطقة.. وإحدي أخطر الذرائع التي يتم الاستناد إليها لتبرير أعمال التطرف والإرهاب.. ولعلكم تتفقون معي علي أنه لابد من تسوية تلك القضية دون إبطاء.. حتي تتفرغ كل شعوب المنطقة لبناء مستقبلها معا.. ولتحقيق الرفاهية والازدهار وإيجاد مستقبل أفضل لأجيالها.. وأن ما يشهده القدس والحرم القدسي الشريف.. لدليل علي أن التوصل إلي السلام ما زال يواجه صعوبات وتحديات تستلزم علينا جميعاً مواجهتها وإيجاد حلول حاسمة لها.
السيدات والسادة..
إننا في مصر ندرك ضرورة توافر عوامل أخري.. بجانب دحر التطرف والإرهاب.. لتحقيق الاستقرار والتنمية الشاملة.. ويعد انتفاض الشعب المصري ومطالبته بالتغيير.. تعبيرا عن الوعي بضرورة بناء الدولة العصرية بكل مكوناتها.. وصولا إلي تلك الأهداف.. وإذ نعي أن ما حققناه ليس إلا خطوات علي مسيرة ممتدة.. فإننا عازمون علي استكمالها رغم ما نواجهه من عقبات..
وسوف يشهد العام الحالي إجراء الانتخابات التشريعية استكمالا لخارطة المستقبل.. ليضطلع ممثلو الشعب بمسئولياتهم في الرقابة والتشريع في المرحلة القادمة.. التي ستشهد بإذن الله تحقيق المزيد من تطلعات المصريين في الحرية..
والعيش الكريم.. والعدالة الاجتماعية.
وفي هذا السياق. لابد لي أن أشير إلي إطلاق الحكومة المصرية ¢استراتيجية التنمية المستدامة: رؤية مصر عام 2030¢ في مارس من العام الحالي.. بالتزامن مع الحراك الدولي للتوصل إلي أجندة طموحة للتنمية الدولية.. لما بعد عام 2015.. والتي نأمل في اعتمادها علي نحو يأخذ في الاعتبار المسئولية المشتركة في مواجهة التحديات.. والتفاوت في القدرات والموارد.. والتباين في الإمكانيات والتنوع الثقافي.. فالتنمية حق من الحقوق الأساسية.. وإتاحته وتيسيره.. خاصة للدول النامية وأفريقيا..
هو مسئولية جماعية لاسيما علي الدول المتقدمة.
السيدات والسادة..
إن الرؤية التي تطرحها مصر هي امتداد لمسيرة طويلة بعمر التاريخ الإنساني ذاته.. أبدع المصريون خلالها واستوعبوا كل عابر علي أرضهم.. فكان إسهامهم الذي ما يزال حاضرا في شتي مجالات الحياة.. واليوم. تتطلع مصر لمزيد من المشاركة في إرساء السلام والاستقرار علي المستوي الدولي.. من خلال ترشحها للعضوية غير الدائمة لمجلس الأمن عن العامين القادمين.
إن ثقتكم في دور مصر ستكون بإذن الله في موضعها.. لأن مصر تقدر المسئولية التي تتحملها في هذا المنعطف المصيري.. تحقيقا لمصالح قارتها الأفريقية ومنطقتها العربية.. بل وشعوب العالم ككل.. ولإعلاء مبادئ ميثاق الأمم المتحدة والقيم السامية التي توافقت عليها الحضارة الإنسانية.
لقد شهدت ضفاف نيل مصر الخالد بناء اللبنات الأولي لتلك الحضارة الإنسانية وازدهارها.. كما ظلت مصر علي مدي حقب طويلة.. مركزا للعلوم والفنون ومنارة لغيرها من الدول والشعوب.. ورغم ما مرت به مصر في مراحل أخري من صعاب.. وما عانته من كبوات.. يتوق شعبها اليوم أن يكتب التاريخ من جديد.. وإنني لعلي يقين من أنه بعون الله وبتوفيقه للمصريين.. سيكون بمقدروهم تحقيق أسمي تطلعاتهم لأنفسهم ولبلدهم.. ومن أجل منطقتهم.. بل ولخير العالم أجمع.
وتحيا مصر.. تحيا مصر.. تحيا مصر
شكراً
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.