قضية العدد من الجرائم المثيرة التي نراها علي فترات متباعدة وتتكرر بنفس الأسلوب الذي عجز الضحايا عن إدراكه أو الاحتراس منه رغم أنهم يقولون "أولاد سوق" أو من كبار التجار الذين يتميزون بقوة الملاحظة وسرعة رد الفعل.. إنهم تجار الذهب أو "الصاغة" كما يعرفون أو يطلق عليهم في كل مكان. أما "الجاني" في هذه الجرائم دائماً ما تكون "امرأة" أو عدة نساء يشتركن في مغافلة "الصائغ" أو إثارته لتشتيت انتباهه ثم سرقة بعض الحلي الذهبية التي أخرجها لهن لاختيار ما يعجبهن. ليكتشف بعد خروجهن من المحل فقدان بعض القطع. وعندها لا ينفع الندم ولا يستطيع التوصل إليهن لأنهن غالباً ما يهربن بجريمتهن وغنيمتهن من مسروقات. آخر هذه الجرائم وقعت أحداثها في المحلة الكبري وبدأ الكشف عن فصولها عندما تلقي مأمور مركز شرطة المحلة الكبري بلاغاً من صاحب محل لتجارة الذهب بتعرضه للسرقة بواسطة أربع سيدات حضرن إلي المحل بحجة شراء بعض الحلي. وطلبن عدة أشكال من "الغوايش" و"الحلقان" للاختيار منها بعد إغرائه بالثراء الظاهر عليهن من ملبس وحلي بأنهن من الزبائن الثريات. تحرر محضر بالواقعة أدلي خلاله المجني عليه بأوصاف عصابة الأربع من السيدات كما أدلي بأوصاف المشغولات الذهبية التي هربن بها وأوزانها وقيمتها. ووقت ارتكاب الحادث. وتم إخطار النيابة التي طلبت الاستماع لأقوال "الضحية" وكلفت المباحث بالتحري عن الواقعة وملابساتها. والنشر عن المسروقات وأوصافها. خاصة بين تجار الذهب وأحياء الصاغة بالمحافظة والمحافظات المجاورة. وسرعة ضبط الجناة الأربع وعرضهن علي النيابة للتحقيق. أعد مدير إدارة البحث الجنائي بالغربية فريق بحث بقيادة رئيس مباحث مركز المحلة وإشراف رئيس مباحث المديرية وأشارت تحرياته إلي أن "الجناة" لسن من أهالي قرية دمرو الكائن بها محل المجني عليه الذي شهد الحادث. ويرجح أنهن لسن من أهالي المحلة بل قدمن إلي المركز لارتكاب جريمتهن والهروب بغنيمتهن سريعاً لبيع المسروقات. ثم البحث عن ضحية جديدة بمكان آخر للإيقاع به في براثن خداعهن وثرائهن الزائف أو إثارته بأنوثتهن لتشتيت أفكاره وتركيزه بينما تقوم إحداهن بإخفاء بعض المسروقات من المشغولات الذهبية ثم الهرب بها. راح فريق البحث الجنائي يفحص أصحاب محلات الذهب وإن كان أحدهم اشتري مشغولات ذهبية ليس لها فواتير بيع. وأيضا التحري عن ورش صناعة وإصلاح المشغولات الذهبية والتحري عن بضاعتهم ومضاهاة الكميات الموجودة لديهم والعاملين في صناعتها بفواتير الشراء وكميتها أو أوزانها والتحري إن كان أي منهم اشتري ذهباً دون فواتير بيع أي أن هناك من عرض عليه ذهباً للبيع دون فواتير. والتأكيد عليهم بضرورة الإسراع بالإبلاغ عن أي عملية بيع للذهب دون فواتير أو من أشخاص يشك في ملكيتهم للمشغولات المعروضة للبيع أو البيع بسعر أقل من السعر المناسب. علي مدي أيام وليال طويلة من البحث والتحري بذل فيها رجال البحث الجنائي بمديرية أمن الغربية جهوداً مكثفة وحثيثة لكشف غموض الجريمة وضبط عصابة النساء بحثوا فيها جميع الاحتمالات والتحريات التي جمعوها. إلا أن أي من هذه المعلومات التي توفرت بين أيديهم لم تقدهم إلي حل ألغاز الحادث أو كشف أسراره. ليبقي "الجاني" في هذه الحادثة مجهولاً حتي الآن!!